فش مياه؟ اشربوا حليب.........
القصة المشهورة التي تنسب إلى زوجة ملك فرنسي لما شاهدت جموع الثائرين من الجياع سالت:ما مشكلتهم؟ فلما أجابوها أنهم لا يجدون الخبز ليأكلوه قالت فليأكلوا بسكويت.وسجلها عليها التاريخ صدقا كانت أم كذبا وأصبحت مثلا يضرب وقصة نستشهد بها في مواقف مشابهة.
اليوم لا نجد ماء لنشربه وأتمنى ان يمازحنا احد المسئولين ويقترح ان نشرب الحليب لنجد فرصة لنشرح لهم ان شح الماء حرمنا شرب الماء وشرب الحليب.
صناعة الحليب ومنتجاته ومزارع الأبقار وكل العاملين يسالون هل تجدي صلاة الاستسقاء في فصل الصيف؟ مع علمهم وعلمنا ان الله على كل شيء قدير.
لكن بعيدا عن صلاة الاستسقاء لا بد من قرع ناقوس الخطر وإطلاق صفارات الإنذار من قضية شح المياه وعدم تمكن أصحاب مزارع الأبقار ومصانع الألبان من تامين مقومات الاستمرار لمزارعهم ومصانعهم وصناعتهم الأمر الذي يهدد هذه المزارع بالفناء وهذه الصناعة وبالانهيار وهؤلاء العمال بالضياع وهذا المستهلك للحرمان من شرب الحليب بعد التقنين في شرب المياه.
سبحان الله قدر صناعتنا ان لا تجد طريقا ممهدا ولا مسربا سالكا
فمن طاقة هي الأعلى سعرا في المنطقة إلى إغراق من صناعات تجد من حكوماتها من الدعم ما يمكنها من إغراق أسواقنا إلى شح قاتل في المياه فصدق في صناعاتنا قول الشاعر:
فصرت إذا أصابتني سهام-----تكسرت النصال على النصال.
والغريب العجيب ان نسمع ان دعم الصناعة هو الشغل الشاغل للحكومة بدليل ارتفاع أسعار الكهرباء بنسبة 8.6% الشهر الفائت
وهذا نداء استغائة صناعات الألبان نعتبر كتاب شكر لكل مؤسسات الحكومة على ما تبذله من جهد في هذا المجال.
نعرف ان الوضع صعب ولكن نعرف أيضا ان الحكومة ان صحت لديها العزيمة فلن تعدم الوسيلة ونعرف ان الماء هو ابسط ما يمكن ان يطلبه مواطن من حكومته ونعرف أيضا أننا لا نجد جهة أخرى نستغيث بها بعد الله إلا الحكومة وابسط ما نتوقعه ان تعلن الحكومة حالة الطوارئ المائية وتشكل مجلس طوارئ من كل الوزراء والمدراء المعنيين بهذه القضية وتبقى في حالة انعقاد إلى ان يجدوا ما يقولونه لنا ويقرروا هل نذبح الأبقار ونسرح العمال ونغلق هذه المصانع خاصة ان الأبقار لا تستطيع القيام ببيات صيفي كما تفعل بعض الكائنات في البيات الشتوي .
اطرح هذه القضية كمواطن أعاني شح الماء في بيتي وكمستهلك يخاف ان يفقد منتجات محلية تعتمد على الماء وكصناعي اخشى على هذه الصناعة من ان يقتلها الجفاف.
م.طارق ابو الفيلات
رئيس اتحاد الصناعات الجلدية الفلسطينية
فش مياه؟ اشربوا حليب..بقلم: م.طارق ابو الفيلات
تاريخ النشر : 2013-07-17
