يا أم أيمن ,, يا خنساء دورا ,, سيعود أيمن , و لن يطول الغياب بقلم : الأسير المحرر محمد النجار
تاريخ النشر : 2013-07-17
يا أم أيمن ,, يا خنساء دورا ,, سيعود أيمن , و لن يطول الغياب بقلم : الأسير المحرر محمد النجار


بقلم : الأسير المحرر محمد النجار - أبو النور


هي أمٌ ما بخلت على فلسطين ,, ربت أبناءها على إسلامٍ ثوري المنهج ,, هي أمٌ ما أتعبتها زيارات السجون ,, و لا أخافتها تهديدات بني صهيون ,,
هي أم تريد أن تفرح بزواج أبنائها ككل الأمهات ,, لكنّ بني صهيون أرادوا أن ينتزعوا أبناءها من أحضانها ليمارسوا عليهم نازيتهم و ليعاقبوا قلبها الطيب ..

هي أمُ الأسير المضرب عن الطعام منذ 54 يوماً احتجاجاً على سياسة الإعتقال الإداري بحقه أيمن اطبيش ,, و أمُّ الأسير محمد اطبيش المضرب عن الطعام منذ 34 يوماً تضامناً مع أخيه أيمن ..

في كل مرةٍ أراها في الإعتصامات ,, أتجنب الحديث معها , فما عسايَ أقول لها ؟؟ فما أقول لأطمئن قلبها ؟ بماذا أحدثها ؟؟ كيف سنواجهها بعد أن تركنا أبناءها صائمون لا يفطرون منذ قرابة الشهرين و لم نحرك ساكنا ؟؟

أأدعوها لأن تصبر وهي للصبر عنوان ؟؟؟
أريد أن أخفف عنها لوعة الإشتياق لكن لن يخففه سوى لقاء الأبناء ؟
أأخبرها أن أيمن لن يُهزم و هي التي ربته أن لا يكلّ و لا يلين ؟؟؟
أأطمئنها على وضع أيمن ومحمد و هي الأم التي تشعر بقلبها كل ما يعانيه فلذات أكبادها رغم بعد المسافات و الزنازين المظلمة من جوعٍ و ألم ؟؟

أهرب من نظرات عيونها المتسائلة عن موعد اللقاء مع أبنائها ,, أتخفّى بين الحضور , لكن لا بدّ من الحديث معها ,, لا بد من قول الكلمات التي ترفع المعنويات ,, و المفاجأة أنني عندما أتكلم معها و أسمع كلماتها الصابرة ,تنسف كل طرق اليأس أمامي و تبني مئات جسور الأمل لأحلامي ,,,

الأمل الذي يأتي الى قلبها من هناك ,, من زنازين الرملة و مجدو ,, حيث يوجد شبلاها أيمن و محمد ,, الأمل الذي لولاه ما بقي فينا عرق ينبض ,,
الأمل الذي فقد عند الكثير ,, فأرسلوه المضربين عن الطعام إلى قلوب أمهاتهم لتكون الأم هي الثورة ,, نعم ,, الثورة القادمة ,, تلك الثورة التي لن ترحم المتخاذلين عن نصرة الأبناء في السجون ,, تلك الثورة التي ستلفظ كل المتقاعسين عن الوقوف بجانب الأسرى المضربين .

الثورة القادمة يا رئيس السلطة , هي ثورة الأمهات , التي و للأسف لم يكن لك شرف اللقاء بهنّ منذ زمن , هي ثورة أم أيمن اطبيش التي تحمل صور أبنائها مسافرة بها بين حنايا الوطن الحزين لتذكِّر كل ناسي بأن أبناءها صائمون منذ أشهر من أجل نصرة الدولة المزعومة التي تريدون ان تقيموها على ما تبقى لكم من فلسطين المغتصبة !!! ,, هي ثورة أم كل أسير مظلوم هناك ,, مغيبٌ في زنازين الإحتلال القاسية .. هي ثروة غضب الأم المشتاقة لتقبيل أبنائها المعذبين .

أعود إليك يا خنساء دورا ,
يا مصنع البطولة كلها , كم افتخر أيمن ومحمد بك ونحن في سجون الإحتلال ,, كم أخبرونا عن صبرك اللامحدود على كل الآلام ,, كم حدثونا عن صمودك كالصخرة التي تحطمت عليها كل تهديدات المخابرات الصهيونية ...

وهم اليوم أكثر فخراً بك على وقوفك بجانبهم في معركتهم مع الباطل الصهوني ,, أكثر فخراً لأنك ترّفّعت ِ عن كل الجروح ,, جروح القلب المشتاق و الحزين و المكسور ,, لتثبتي من جديد أنك ما أنجبتهم إلا ليكونوا أسوداً يحمون العرين و يدافعون عن تراب فلسطين و شعارهم , لن نستكين لن نلين لن نعيش إلاّ شامخين .

سيعود أيمن ,, سيعود أيمن ليروي لك قصة انتصاره الكبيرة ,, و لن يخذلك محمد الذي عشق أخاه فجاع في سبيله ,, و لن يطول الغياب .

الأسير المحرر : محمد أحمد النجار - أبو النور