النفاق الاجتماعي وأثره على المجتمع بقلم: أيمن هشام عزريل
تاريخ النشر : 2013-06-23
النفاق الاجتماعي وأثره على المجتمع
بقلم: أيمن هشام عزريل
النفاق الاجتماعي مرض نفسي يعتري صاحبه، يجعله غير قادر على التعبير بكل صراحة عما في داخله، وهي صفة سيئة للغاية، وهي من الظواهر السلبية المنتشرة والآفات الاجتماعية الخطيرة، التي تتفشى وتتفاقم في مجتمعاتنا، وبالنظر إلى هذا المرض الاجتماعي الخطير، والذي يفتك بقيم المجتمع ومبادئه وحضارته، ويضعف من إنتاجياته، وما يتركه من آثار ضارة، مع الأسف زادت هذه الصفة بشكل واسع جدا، وسادت بكل الحالات، وخاصة الاجتماعية منها، فالمجتمع يجب بنائه على الأمان وعلى الصدق والمحبة، وأسس قوية من الاحترام والثقة والاهتمام به، هذه الظاهرة التي تكاد تكون عالمية، لكنها تنشط في المجتمعات الفقيرة والمتوسطة الثقافة وغالبية سكانها يعانون من البطالة وأمور أخرى، تبين من تجارب الحياة الإنسانية، أن المدرسة التربوية الأولى هي البيت والعائلة، ومن ثم البيئة وما يرافقها من تنوع، فنحن أصبحنا نبيع ما لا نملك من المشاعر المختلفة بشتى الألوان، لنضرب بها عرض الحائط جميع القيم الإنسانية النبيلة، كما أصبحنا نجيد إنفاق السلع الرديئة بالولاء الكاذب والتهنئة المزيفة، لنكفر بالجوهر ونؤمن فقط بالمظهر، نحارب الصدق ونرتبط بالكذب، نجد أن النفاق الاجتماعي الخطير يظهر، في احتفالاتنا ومناسباتنا المختلفة، والتي تعج بتكاليف ضخمه، لتنتشر بالمجتمع بين جاهلهم ومثقفهم، فالغالبية منا يجيد النفاق والمداهنة والتملق.
المأساة هي أننا غارقون في الدجل والرياء والزيف والخداع، ومسح الجوخ والولاء الكاذب والسطحية الفارغة، وتخلينا عن الكثير من قيمنا الإنسانية والدينية النبيلة.
إن النفاق الاجتماعي يتجسد بالدعايات الكبيرة والتهاني الأسبوعية، وشكر الشخصيات الاعتبارية البارزة ذات الشأن والتأثير، عدا عن مظاهر البذخ في الأعراس والمناسبات الاجتماعية المختلفة، عملاً بالقول "شوفوني يا ناس".
ما يجري في مجتمعنا هو أمر مؤلم وشيء محزن ومقلق، فقد خدعتنا المظاهر، وشدتنا الفتن، واستبدت بالناس الأنانية، واختفت روح الجماعة، وتلاشت المحبة والمودة الخاصة، وغاب الوفاء، واستشرى حب المال، وبات النفاق أمرا طبيعيا، بينما صار الصدق مرفوضا وعملة نادرة، ومن يسلك طريق الحق ويتبع الصدق نهجا في عمله وتعامله وسلوكه وأفكاره وقيمه ومبادئه هو إنسان غريب وشاذ عن القاعدة وليس من أبناء العصر.
فلا بد من طريقة ووسيلة ناجحة في اجتثاث هذه الكارثة الأخلاقية الاجتماعية من مجتمعاتنا، والتي هبطت بنا إلى مستوى الدرك الأسفل من الأمم الحاضرة، نحن نعيش الآن أسوأ العصور في التاريخ العربي، فنحن الآن ومع الأسف في كل أنحاء العالم بلا استثناء نعاني من التخلف الحضاري.
فأصبحت هذه الظاهرة ملحوظة، وانعكست على المجتمع وأصبحت إحدى سماته الأساسية، نفاق في العلاقات، في التعاملات، في العمل، في التصرفات، في الأخلاق، نفاق إنساني حتى في الحب، في الصداقة، وعلى ارض الواقع هو كذب بكذب، والغاية أصبحت تبرر الوسيلة، نفاق فوق كل حدود المجاملة، وأصبح طبيعيا ومقبولا جدا ومطلوبا، فنشاهد الناس تصلي في المساجد وفي الصفوف الأمامية، ولكن على أرض الواقع نجد المعاملة تختلف تماما، عما تم تأديته من عبادات.
ويبقى السؤال إلى أين سنصل...؟ وإلى متى سنبقي في هذا الآفات...؟.
هنالك قول مأثور يقول (لا خداع كخداع من تأتمنه فيخونك).

الاسم: أيمن هشام محمود عزريل
جوال رقم: 0599549301
E-mail: [email protected]
فلسطين