من المتهم بقلم:فواز زريقات
تاريخ النشر : 2005-10-30
من المتهم

فواز زريقات

كم يؤلمني وانا اطالع الصحف وتقارير الكونغرس الامريكي وتقرير فولكر الصادر عن الامم المتحدة وهي تتحدث عن المتهمين في التورط ببرنامج النفط مقابل الغذاء او في تلقي اموال من العراق. وكم يؤلمني التحريف الصارخ للحقائق والتي تعمل على خلق رأي عام يقبل فكرة الاتهام من اساسها فالمتهم (بكسر الهاء) هوالولايات المتحدة التي غزت العراق بدون شرعية واستولت على مقدراته بالبلطجة وخرقت القانون الدولي ومبادئ الامم المتحدة ومجلس الامن والمتهم (فتح الهاء) هو الدولة العراقية مع كامل شرعيتها ومن آزرها ووقف ضد الحرب على المنطقة وضد سياسة الولايات المتحدة.

اذن الهدف مفضوح وهو ان الولايات المتحدة الامريكية اصبحت في ادنى درجات سلم (دولة القيم) وفي أعلى درجات الاحراج الداخلي والخارجي, وما يمكن قراءته من هذه التقارير والحرب المحمومة على اسقاط من يعارضهم واخص هنا النائب البريطاني"جورج غالوي" هو حالة الضعف التي تعيشها الادارة الامريكية والافلاس العسكري السياسي في التعامل مع الملف العراقي وافرازاته فبدل ان تعيد النظر في سياستها وتحالفاتها وسياسة الاستقواء قررت الهجوم على الشعب العراقي ودول الجوار كل حسب الاجندة المعدة له وتصفية الحساب مع الدول والاشخاص الذين عارضوها والذين كسبوا كل الجولات السياسية والقيمية ضد الولايات المتحدة.

ان كل فعل او اجراء قامت به الدولة العراقية لكسر الحصار والتخفيف من آثاره السلبية على الشعب العراقي هو مكرمة وفعل يستحق التقدير واذا ارادتنا الولايات المتحدة وحلفاؤها في الداخل والخارج ان نتبنى عكس ذلك فعلينا كل امن موقعه ان يقرأ الامور والاحداث من موقفه الفكري والمبدئي من الاحتلال والمحتل وان لا نقع فريسة سهلة للماكينة الاعلامية الامريكية التي استطاعت ان تخدع شعبها وان تمدد مظلة الخداع هذه لتشمل العالم وبالاخص منطقتنا العربية الاسلامية, وما وسائل الاعلام من اذاعة »سوا والحرة« والصحف الامريكيةالمترجمة الى العربية الا ادوات لخدمة هذه السياسية .. وعلينا الحذر

. ان الرد الناجع والمطلوب للرد على الولايات المتحدة وقادتها هو دعم الحركة العالمية المناهضة للحرب على العراق وعلى العالم والمناهضة للسياسة الامريكية والتي يشكل احد اكبر روافدها حزب الاحترام البريطاني بقيادة »جورج غالوي« وحلفائه في اوروبا والولايات المتحدة وهذه الحركة لا تتطلب الكثير من الحوارالفكري والايديولوجي وهذه المظلة قادرة على استقطاب كل الوطنيين والاحرار والذين يؤمنون بالانسانية والانسان وكل تياراتهم الفكرية وتناقضاتهم وخلافاتهم فإذا جاءالطوفان فعلى الجميع ان يعلموا انه جاء عليهم جميعاً.

فمن يعلق الجرس ويطلق شرارة هذه الدعوة.