المقاومة على خشبة المسرح بعد سقوط البندقية
تاريخ النشر : 2013-05-27
ربيع تركمان :أصدقائي في الكفاح المسلح يتهمونني بخيانة دم الشهداء

حاوره:جهاد سليمان
ربيع تركمان أبن الستة والعشرين عاما من بلدة قباطية قضاء جنين ،جال في مسرح السياسة والمقاومة حاملا سلاحه منذ نعومة أظفاره ،واليوم بعد اتخاذ المقاومة الفلسطينية شكلا سلميا ،أختار ربيع مسرحا أخر للمقاومة ،وبدل بندقيته بالكلمة متخليا عن أحراش جنين لمصلحة مسرحها.
وللتعرف أكثر على ربيع المقاوم سياسيا وثقافيا ،كان لنا معه هذا الحوار:
من هو ربيع تركمان؟
هو الشاب الفلسطيني الذي لم ينسى معاناة أهله عندما كان الاحتلال يجبرهم على النوم في الشارع تحت البرد ،ولأنني لم أنسى ذلك أنا ألان هنا في مسرح الحرية ،لأكمل ثورتي التي بدأتها بالبندقية.

لماذا اخترت المسرح ولم تسلك طريق زملائك للأجهزة الامنية؟
لنفرض أني التحقت بالأجهزة الامنية كبقية زملائي ،ما الجديد الذي يمكن أن أقدمه للثورة الفلسطينية ،حمل السلاح،والبدلة العسكرية،والوقوف في شوارع جنين لن يغير شئ،جئت الى المسرح لأن المقاومة الناجحة يجب أن تبدأ من العقل والثقافة.

هل المقاومة في المسرح بديل للكفاح المسلح؟
صمت ربيع قليلا، ثم قال:"المسرح ليس بديل بل مكمل ،لكن المقاومة الثقافية غير موجودة في المجتمع الفلسطيني ،وما يعرفه الناس عن المسرح لا يتعدى الرقص والغناء، في جميع الثورات العالمية كان الفن نوعا من أنواع المقاومة دون أن ينفى الكفاح المسلح".
ألم يكن لجوءك للمسرح صدفة؟
رد ربيع مبتسما، لن أقول لك أنني كنت أفكر في المسرح، ومع ذلك اختيار المسرح لم يكن صدفة، بل اكتشاف لأهمية المقاومة الثقافية في دعم نضال الشعب الفلسطيني ،ونقل صوته للعالم.

هل تعرضت لانتقاد من زملائك لاختيار المسرح؟
تعرضت لانتقادات شديدة، دعني أتكلم بصراحة ، زملائي ورفاق سلاحي لم يرق لهم الطريق الذي اخترته، تعرضت لاتهامات كثيرة كل ذلك لا يهم ، المهم باعتقادي أنني سلكت الطريق الصحيح وسأستمر فيه.


ما الفرق بين ربيع المقاوم وربيع الممثل؟
كلاهما مقاوم ، حملت السلاح دفاعا عن قضيتي وحقي في الحياة ، وحملني المسرح للسبب ذاته.

باعتقادك هل سينجح المسرح بتحقيق ما عجزت عنه البندقية؟
الأرهاب الاسرائيلي لا يفرق بين مسرح وبندقية، المسرح سينجح في توصيل صوتنا للعالم، وما هو الا بداية للثورة الحقيقية ، كما قلت لك سابقا كلاهما مكملا للأخر.

ما هو الثمن الذي دفعه ربيع عندما اختار خشبة المسرح؟
أجاب ربيع وقد غرورقت عيناه بالدموع، الثمن أن معظم أصدقائي في الكفاح المسلح يخجلون من الحديث معي، ويتهمونني بخيانة دم الشهداء.

وفي كلمة أخيره وجهها للشعب الفلسطيني، "أوقفوا الانقسام، كفاكم قتالا، ارتقوا الى مستوى الدم الفلسطيني الذي روى هذه الارض، نريد رسم صورة جميلة عن الشعب الفلسطيني الذي كان رمزا للمقاومة والنضال،نريد ايصال ثقافتنا وحضارتنا لكل العالم".