قراءات لنماذج من ادب الاطفال تجربة جديرة بالتكرار بقلم:رافع يحيى
تاريخ النشر : 2005-10-25
قراءات لنماذج من أدب الأطفال،تجربة جديرة بالتكرار بقلم: رافع يحيى

إن كتاب قراءات لنماذج من أدب الأطفال لمعده الكاتب جميل السلحوت والصادر عن منشورات المسرح الوطني الفلسطيني في القدس في كانون أول عام 2004تجربة استثنائية في مجال الاهتمام بأدب الأطفال الفلسطيني والعربي على حد سواء.

الكتاب هو ثمرة ندوة اليوم السابع التي كانت تقام في المسرح الوطني الفلسطيني الحكواتي سابقاً في القدس إذ كان يلتقي كتاب وفنانون ومثقفون فلسطينيون ليناقشوا كتاباً في أدب الأطفال. والندوة المذكورة ركزت على كتب الأطفال التي توزعها مجاناً مؤسسة دياكونيا السويدية وهي في غالبيتها ابداعات لكتاب سويديين ولآخرين من الدول الاسكندنافية وخصوصاً ابداعات الكاتبة السويدية استريد لندغرين.

تصدرت الكتاب مقدمة بقلم جمال غوشه مدير المسرح الوطني. يستعرض الكتاب 18 كتاباً للأطفال تمت مناقشتها في ندوة اليوم السابع ولم تقتصر المناقشات على الكتب الاجنبية بل تناولت أيضاً مؤلفات عربية لكتاب عرب مثل محمود شقير، أماني الجنيدي، مجدي الشوملي وغيرهم ومن القصص الأجنبية التي يناقشها الكتاب زياد وجبل النورس للكاتبة ينز آلبوم.،آن في المرتفعات الخضراء لمؤلفتها لوسي مود مونتغمري،سلسلة من نار للكاتبة الجنوب أفريقية بيفرلي نايدو وغيرهم.

قام المناقشون في كل جلسة بمناقشة كل عمل أدبي فنياً وتربوياً وكان هناك تركيز واضح على المضمون الملفت للنظر انه في احدى الندوات تمت مشاركة الطفلة آية مع والدها الكاتب ابراهيم جوهر في ندوة قصة جبان في "بيت يا ليت" للكاتبة السويدية استريد ليندجرين. وقد تم تسجيل رأيها بالقصة بكل تقدير.

يعتبر الكتاب خطوة رائدة في مجال النقد الجماعي في ظل غياب النقد الفردي لأدب الأطفال، والنقد الجماعي لأدب الكبار ظاهرة معروفة في مناطق 1967وقد جاءت هذه التجربة لتعوض غياب نقد الأدب وهذه الندوة وهذا الكتاب ردة فعل لغياب نقد أدب الأطفال.

لم يولد الكتاب من فراغ بل جاء من حاجة تعريف مثقفينا بأدب الأطفال العالمي والفلسطيني ومناقشة هذه الأعمال، ولا اعرف تجربة تضاهي هذه التجربة على الأقل فلسطينياً وعربياً.

إن هذا المشروع مدماك جديد في أدب الأطفال العالمي والعربي والفلسطيني من شأنه أن يثري تجربة أدب الأطفال كثيراً في زمن يعاني فيه هذا الأدب من الاجحاف والظلم. من يتصفح الكتاب سيجد فيه الكثير من النقد التربوي واللغوي والفني وهذا من شأنه أن يفيد المربيين والباحثين والمهتمين بالطفولة وأدب الأطفال.

نشد على يد الأخ الكاتب جميل سلحوت من جبل المكبر في القدس الذي يشرف على هذه الندوة ويديرها لاهتمامه باعداد هذا الكتاب ونحيي المسرح الوطني الفلسطيني على هذه التجربة الخلاّقة وندعو إلى تكرار التجربة لأنها جديرة بالتكرار. وندعو المهتمين بالطفولة أن يحذوا حذو المسرح الوطني ويكرسوا التجربة في بلادهم ومراكزهم لعل النقد الجماعي يحرك المياه الساكنة في عالم أدب الأطفال ويسد الفراغ الكبير الذي تركه النقد الفردي.