أدولف هتلر في حوار صريح: هل يقبل الغرب بدولة عربية قوية ومستقرة وديمقراطية؟
تاريخ النشر : 2013-05-08
حاوره/ محمد ياسين رحمة

من في وسعه أن يتخيّل العالم الآن، لو أن "أدولف هتلر" انتصر في حروبه، وهل واقع العرب كان سيختلف عن واقعهم اليوم؟. لا أحد من الناس تساءل، ولا أحد سيجيب من السياسيين والاقتصاديين والعسكريين والمفكّرين. لذلك هرّبنا بعض الأسئلة إلى مكان ما خارج التوقيت الفيزيائي، والتقينا "أدولف هتلر" ليجيبنا على طريقته حول راهننا العربي خاصة، فكان هذا الحوار..

- لو لم تكن "أدولف هتلر"، ماذا كنت ستختار لتكون؟ أقصد لو عدت إلى عالم الأحياء من جديد فهل ستكون صانع الموت والحروب؟

- هتلر: العالم لم يفهمني بعد وليس مستعدّا ليفهمني، كان في وسعي أن أستثمر قوتي العسكرية في استعمار ثلثي إفريقيا ونصف آسيا، ولكنني وجّهتُ قوّتي ضد الأقوياء الذين استعمروا الضعفاء، لأنني كنتُ أحمل مشروعا للبشرية يختلف جذريا عن النظام العالمي الجديد اليوم، ولو أنني انتصرتُ لتحررت وقتها شعوب كثيرة من الاستعمار الفرنسي والبريطاني، ولتغيّر مجرى التاريخ والأحداث.. وبصراحة، أرفض أن تطلق عليّ "صانع الموت والحروب" فأنا فنّان أردتُ تطهير العالم بالدّم من الدنس الذي تكلّس على جلده ولكنكم لم تفهموني، لم تفهموني..

- الفنّان إنسانيّ بطبعه وأنت قتلت الملايين وأجرمت بحقّ الحياة؟

- هتلر (ضاحكا): الفنّان هو مشروع مجرم خطير جدا ولكن العناية الإلهية ألهمته أن يغرق الناس في الحلم اللذيذ الممتع بدلا من أن يغرقهم في الكوابيس، ولاحظ أنني قلتُ الحلم اللذيذ ولم أقل الكذب احتراما للفن والإبداع. ثم أن "النزعة الإنسانية هي تعبير عن الغباء والجبن" بل أن "الإنسانية" صارت الدعاية الأكثر تحضّرا لاستغباء الناس وتدجينهم وربما استبغالهم واستحمارهم. وأعيد التأكيد أنا فنان لم يفهمني العالم ولو أنكم قرأتموني جيّدا لعرفتم أنكم ميّتون على قيد الحياة يعبث بكم مجرمون يضعون أجمل أقنعة الحضارة ويبيعونكم أشعّة الشمس في قوارير فاخرة مصنوعة من لحومكم ودمائكم.

- ما رأيك بما صار عليه العالم اليوم؟

- هتلر: بالتأكيد صار أكثر تطوّرا وتقدّما، ولكنه أيضا صار أكثر توحّشا ودموية، وأعتقد أن المال والإعلام والدعاية صارت تحكم العالم. وبكل صدق، لم أتخيّل أن تتطوّر أشكال الاستعمار فتصل إلى "برمجة الإنسان" عن بعد من خلال وسائل الإعلام وتكنولوجيا الاتصال والتواصل، ولم يعد الأقوياء في حاجة أن ينفقوا من خزانهم ويلطّخوا أيديهم بالدماء لاستغلال الضعفاء، فاستعمار اليوم نظيف وإنسانيّ ومتحضّر، اكتفى أن يدير اللعبة من بعيد ويجني الأرباح، وترك المعارك للضعفاء ينفقون عليها أموالهم ويسفكون فيها دماءهم.

- طيب، وكيف ترى ما يحدث على خارطة العرب وخاصة دول الربيع العربي؟

- هتلر: لقد قرأتُ تاريخ العرب وكُنت مُعجبا ببطولاتهم وأمجادهم وعصبيّتهم، وأعتقد أن خطأ تاريخيا فظيعا حدث، فلا يُمكن للعرب المقيمين في التاريخ الذي قرأته هم أجداد العرب الذين عرفتهم في حاضري وفي حاضركم. العرب خطأ تاريخي يتكرّر كل يوم ومنذ سقوط غرناطة، والعرب هم الجنس البشري الوحيد الذي يمتلك كامل مقوّمات القوّة الطبيعية والمادية والفكرية والعقائدية ولكنهم يصرّون أن يكونوا المفعول به والمفعول فيه.. ولن أقول أنهم أغبياء فهم لم يصلوا إلى أوّل درجة في سلّم الغباء بعد، ولكنني سأقول أن أغلب العرب يعيشون بلا معنى ويموتون بلا ثمن.

- سيّد هتلر، أنت لم تجبني بعد عن سؤالي حول ما يحدث على خارطة العرب؟

- النار لم تنطفئ يوما على خارطة العرب فهي دائمة الاشتعال منذ قرون، والعرب هم ضحايا أنفسهم أوّلا ثم هم ضحايا لغتهم ثانيا، فاللغة الجميلة الموسيقية التي تصلح للغناء والبكاء في الحين ذاته وتمتلك قدرة سحرية على استفراغ كلّ المكبوت في الأعماق جعلت من العربي كائنا كلاميا يصبّ ثورة أعماقه في قوالب تعبيرية عذبة ولن أنكر أنها لغة تسحر بنغمات حروفها حتى أولئك الذين لا يعرفونها، فأنا مثلا كنتُ مولعا بالاستماع إلى أصوات عربية في الغناء والخطابة رغما أنني أجهل لغتكم.. وأما عن سؤالك، فدعني أصوغه بلغتي: هل يقبل الغرب بقيام دولة عربية قوية ومستقرة وديمقراطية؟.

- (هتلر ينتظر إجابتي) سؤالك قد لا يعني العرب ولكن يُهمّني إجابتك عليه؟

- هتلر: الغرب يعيش أزماته أيضا في الاقتصاد والمجتمع خاصة، فاقتصادياته مهتزّة ومجتمعاته ماضية إلى الشيخوخة وإذا لم يشعل النار في أرض غيره ليطبخ عليها حلولا لمشاكله فالنار ستشتغل على أراضيه، ومشكلته الأكبر أن العرب تحديدا إذا اكتشفوا قوتهم وامتلكوا أدوات استثمارها فسيكونون أكبر قوة في العالم وربما لن يكون هناك غرب، لذلك لن يسمح بقيام دولة عربية مستقرة وقوية وديمقراطية، فدولة قوية في شمال إفريقيا مثلا تعني تهديدا عسكريا واقتصاديا حقيقيا لجنوب أوروبا وقس على ذلك.

- طيب، وكيف تُفسّر ما يحدث من ثورات؟

- بكل تفاؤل أقول لك، قد يسمح الغرب بقيام دولة ديمقراطية وحريات ولكن بعد أن يتأكّد أن اقتصاد هذه الدولة قد تهدّم تماما وصار في الإمكان رهنه بمختلف أشكال الرهن ثم توظيف ذلك في التّحكّم بالسياسات الداخلية وصناعة القرارات، والمشكلة ليست هنا، المشكلة أن الغرب يعمل على زراعة بؤر توتّر مُستدامة طائفية أو عرقية أو دينية وهو يستطيع بأدواته ووسائله أن يُنوّمها كما يشاء ويُوقظها متى ما يشاء، وقد يستيقظ العرب يوما على كيانات مستقلة داخل الدولة الواحدة المُرتهنة للخارج.. ودعني أقول أن كل شيء في أوطانكم يُسرق وليس هناك ما لم يُسرق بعد حتى الثورات.. ولكن هناك فرق بين ما يسرقه لصوص الداخل وبين ما لا يسمح لصوص الخارج للصوص الداخل أن يسرقوه ويحتفظوا به، فبعض لصوص الداخل ثوريون بطبيعتهم وقد يستثمرون ما سرقوه لخدمة داخلهم وهذا ما لن يسمح به الخارج.

- سيّد هتلر، أنت فعلا بلا ضمير إنساني؟

- يا سيدي، الضمير الإنساني والرأي العام العالمي وحقوق الإنسان والهمبرغر والبيتزا كلها وجبات سريعة عابرة للقارات، لم يعد الناس قادرين أن يستغنوا عنها، ولكن الطبخة الحقيقية هي التي تطبخها داخل مطبخك وفي طنجرتك وبمنتجاتك وعلى يديك.. تماما على طريقتي أنا "أدولف هتلر".

- كلمة أخيرة سيد هتلر؟

- الإنسان خيّب ظني وخيبتي في العرب لا يعادلها إلاّ خيبتي في الحروب.. ولابدّ من عودتي، نعم، لابدّ من عودة هتلر أيّها العالم.