محمود مرسى الممثل ابن محرم بك !بقلم:وجيه ندى
تاريخ النشر : 2013-01-31
محمود مرسى الممثل ابن محرم بك !بقلم:وجيه ندى


محمود مرسى الممثل ابن حى محرم بك !
الممثل الشهير فى ادواره المميزه هو الفنان ( محمود مرسي ) ابن مرسى محمود محمد وكان مولده بحى محرم بك بالاسكندريه مواليد 17 يونيه 1923 في الذاكرة يترك محمود مرسي مكاناً شاغراً في السينما والتلفزيون فكان الحاضر دائماً في غيابه. فإذا اطال الغياب، جاءت إطلالته كأنه لم يبرح مكانه وكأنما يكمل حياته الشخصية والسينمائية بمعزل عن حركة الحياة وحركة السينما.. فجر محمود مرسي تلك في شخصياته السينمائية والتلفزيونية والاذاعية،. والواقع ان ولادة محمود مرسي الممثل لم تكن لتقل سهولة عن دأبه هو في بلورة شخصياته.عاش طفولة قاسية على اثر انفصال والديه المبكر وزواج كل منهما مرة ثانية، ما تسبب بتنقله بين مدارس داخلية عدة، انعكس بإيجابية يتيمة على حياته وتكوين شخصيته هو تعلمه لغات عدة منها الانجليزية والفرنسية والايطالية بحكم دراسته في مدارس اجنبية. وخلال دراسته الثانوية وتحديداً العام 1938، اراد المشرف على التمثيل إخراج مسرحية "لويس الحادي عشر" مع تلاميذه، فكان ان اختير محمود مرسي،، للعب دور البطولة من دون ان يبدي رغبته في ذلك. قبل تلك الحادثة، لم يكن لمرسي ميل فني واضح باستثناء اصطحاب والدته له احياناً الى السينما، وان اهم ما في تجريته التمثيلية المدرسية تلك تعرفه بالمسرحي الرائد جورج ابيض الذي كان يلعب الدور نفسه في مسرح دار الاوبرا بالقاهرة ويعترف مرسي انه بعد مشاهدته، قلده في تجسيد الشخصية. في كلية الآداب التي التحق بها فكان لقاؤه الثاني بجورج ابيض الذي تعاقد على اخراج المسرحية واجاد في الدور. توالت الاعمال المسرحية الجامعية وكان من بينها "البخيل" لموليير و"عطيل" لسكشبير. عام 1951، سافر الى فرنسا لدراسة الاخراج السينمائي ولكن عمل في الاذاعة الفرنسية ثم البريطانية، ناقد افلام وموسيقى وايضا مذيع اخبار قبل ان يقرر العودة الى وعمل محمود مرسي في الاذاعة المصريه واخرج مسرحيات عالمية ومسلسلات للاذاعة وعمل معه عبد الوارث عسر وحسين رياض وعبد الرحيم الزرقاني وزوزو نبيل... الى جانب تجسيده شخصية "الحلاج" في مسرحية صلاح عبد الصبور "مأساة الحلاج" وأخرج للتلفزيون عدداً من التمثيليات ("زوجة وسكرتيرة" و"قضية ضم") و("ام لاولادي") و("الحب الكبير") دخول محمود مرسي التمثيل رشحه 1958 يوسف شاهين لفيلم "باب الحديد" لدور "ابو سريع" الحمال. ولكن الاخير ذهب الى فريد شوقي في نهاية المطاف وفي المرة التالية، وبعد 4 سنوات استدعاه المنتج رمسيس نجيب الى لقاء في مكتبه. وفي حين ذهب متأملاً ان المنتج سيسند اليه إخراج فيلم سينمائي، وجده يعرفه بالمخرج نيازي مصطفى ويقترحه بطلاً لفيلم"انا الهارب" الذي ابصر النور العام 1962. هكذا بدأ محمود مرسي التمثيل بطلاً من المرة الاولى وتوالت التجارب بعدها في ادوار متناقضة في افلام قليلة وادوار الفارس والشريروهكذا مهد العملاق لمسيرته بفيلمي "الباب المفتوح"لهنرى بركات عن رواية للطيفة الزيات، لعب دور استاذ جامعي، شديد النعومة والقسوة في آنٍ واحد، يغزل خيوطه كالعنكبوت حول تلميذته (فاتن حمامة)، فتقع في براثن ذلك الوحش الانيق الجميل، المغلف بالثقافة والذكورة الزائفتين والصرامة والاستعلاء الباديين في نظراته الثاقبة الواثقة التي تخبئ الرغبة في السيطرة والاستحواذ. و"الليلة الاخيرة"لكمال الشيخ وامام فاتن حمامة ايضاً لكن هذه المرة من خلال دراما نفسية غامضة، يحكم من خلاله "البطل الشرير" حصاره حول امرأة فقدت ذاكرتها، وسيطرت على افلام محمود مرسي الاولى صورة الفارس الشرير كما في "امير الدهاء" (1964) لبركات، "فارس بني حمدان" (1969) لنيازي مصطفى، "فجر الاسلام" (1971) لصلاح ابو سيف وفي تجسيد شخصية الشرير في فيلم حسين كمال "شيء من الخوف" عام 1969 في دور "عتريس" الطاغية الساعي الى فرض سيطرته على القرية وعلى قلب "فؤادة" (شادية) حبيبته السابقة التي ابتعدت عنه بعد تحوله باطشا ًوكان الحال مع شخصية "عبد الهادي" في فيلم "ليل وقضبان" (1973) لاشرف فهمي. ويلعب الممثل على المساحات الرمادية المتدرجة في شخصية الشرير في فيلم "ابناء الصمت" (1974) لمحمد راضي حيث يجسد دور "الاستاذ راجي" رئيس التحرير الوصولي والانتهازي انما الذي يخفي في اعماقه صراعاً بين ماضيه النقي كمناضل سابق وحاضره الملوث. ومن افلام محمود مرسي وفي "زوجتي والكلب" (1971)، لسعيد مرزوق، يؤدي دور "الريس مرسي" الذي خاض في شبابه علاقات آثمة مع زوجات اصدقائه واذا به في عزلته، تنتابه الهواجس من ان زميله الشاب يخونه مع زوجته. انه يعيش مع الشخصية تأملاتها وقلقها الانساني ربما من خلال ذلك وجدت اثنتان من روايات نجيب محفوظ، "السمان والخريف" ودور عيسى الدباغ (1967) و"الشحات" ودور وعمر الحمزاوى (1973) قدم محمود مرسي النموذج الانساني الخالص الذي لا يعرف حدوداً فاصلة واضحة بين الخير والشر وافلام مثل "الخائنة" (1965) لكمال الشيخ و"امرأة عاشقة" (1974) و"امواج بلا شاطئ" (1976) و"سعد اليتيم" (1985) لاشرف فهمي وغيرها، جسد محمود مرسي ادوار الرجل الطيب والنقي بما لا يقل من قدرات وصدقية كما في "طائر الليل الحزين" (1977) ليحيى العلمي و"اغنية على الممر" (1972) لعلي عبد الخالق و"حد السيف" (1986) لعاطف سالم فيلمه قبل الاخيرومن افلامه تمن الحريه فجر الاسلامامير الدهاء اغنيه على الممر وغيرهم وبجوار اخراجه التليفزيونى نجد ابداعه التمثيلى ولا ننسى ثلاثية محفوظ¬"بين القصرين"، "قصر الشوق" و"السكرية"¬ التي تحولت بفضل مرسي في دور "احمد عبد الجواد" عملاً تلفزيونياً لا يقل ثراءً عن النسخة السينمائية. ومن ارقى ما قدم زينب والعرش اخراج يحيى العلمى وعصفور النار لمحمد فاضل لما التعلب فات بنات افكارى الرجل والحصان كل ادوار محمود مرسي، الطيبة والشريرة معاً، لا يتوقف عند اداء كلمات الحوارعلى نحو نمطي جاهز، بل يتعداه الى البحث وراءها عن الشخصيات الحية، بكل علاقاتها ودوافعها، بماضيها وحاضرها ومستقبلها، حتى يجعل منها كياناً حقيقياً ويستخرج مشاعرها الكامنة، بأدواته الفنية¬ تهدجات صوته وخلجات وجهه وارتعاشة يديه وحركة جسده¬ كأنه يمازج بين الرقة والقسوة، الليونة والعنف. مستكملاً السبحة في اعمال تلفزيونية مثل "الرجل والحصان" و"سفر الاحلام" و"ابو العلا البشري" و"العائلة" ومؤخراً "لما الثعلب فات" و"بنات افكاري"، مثيراً الفضول باعترافه تفضيله التلفزيون على السينما ومعبراً عن عدم ارتياحه للمسرح: وكان ان فارق الممثل الحياة اثناء العمل على مسلسل تلفزيوني في عنوان "وهج الصيف".ظل دائماً سابقاً اعماله متجاوزاً ادواره التي على قلتها تضافرت لتصنع منه ممثلاً من طراز خاص، ربما اضاعت السينما عليها شيئاً من قدراته بسبب مفاهيمها السائدة حول "النجم" و"الممثل". محمود مرسي انتمى الى الفئة الاخيرة متخذاً مرة اخرى من سلوكيات الفرسان منهاجه: القبول بقدره والترفع بكبرياء عن منازلة واقع رخيص وكرمته الدوله فى مصر بمنحه جائزة الدوله التقديريه عام 2000 وايضا كرمته وزارة الثقافه عن جهوده كاستاذ لمادة الاخراج بالمعهد العالى للفنون المسرحيه ورحل عن 81 عاما فى 24 ابريل 2004 .والى ان نلتقى وحوار فنى اخر وقد قدمت تلك المعلومات فى تليفزيون الاسكندريه وحلقه فى ذكرى الفنان محمود مرسى وعلى الهواء مع الاعلامى مجدى سعد مساء يوم الجمعه 19يونيه 2009 المؤرخ والباحث فى التراث الفنى وجيـه نـدى 01006802177 01204653157 [email protected]