كتاب الفهرست لابن النديم قراءة د/صديق الحكيم
تاريخ النشر : 2013-01-31
كتاب الفهرست لابن النديم
قراءة د/صديق الحكيم
سئلت لماذا أنت مصر علي تقديم قراءات للكتب وهل من أحد يقرأ قراءاتك أو حتي يستجيب لك ويبحث عن هذه الكتب ويقرأها؟ وكانت إجابتي أن هذا الأمر هو هوايتي ومتعتي وأول غرض من وراءه أن أعرف أنا أولا وثانيا أن أوصل ماعرفته لهولاء القراء الكرام الذين تلفت أنظارهم كتاباتي وهم ليسوا كثيرين عددا لكنهم محل تقديري واهتمامي وثالثا لأن هذا هو دور الكاتب أن يكتب كلمته ويرحل علي أمل أن يأتي من بعده من يقرأ
وبعد هذه المقدمة يسعدني اليوم أن أقدم للقارئ الكريم هذا الكتاب الشائق
كتاب الفهرست ألفه الأديب وكاتب السيرة ابن النديم وترجع قيمة الفهرست العظيمة أن ابن النديم جمع فيه كل ما صدر من الكتب والمقالات العربية في زمنه وكتب الأديان والفقه والقانون وعن مشاهير الملوك والشعراء والعلماء والمفكرين.
وصرح ابن النديم في ترجمته للمرزباني أنه كان يعمل في تأليفه سنة 377هـ وتوفي عام 385هـ وترك فيه بياضات كثيرة، أتمها الوزير المغربي (ت 418هـ) إلا أن تتمة الوزير لم تصلنا، مقارنة بما نقله منها ياقوت. والظاهر أن الناس نقلوا منها وفيات بعض معاصري ابن النديم، كابن نباتة المتوفى بعد (400هـ) وابن جني (ت392). وقد قسم فيه علوم الإنسانية إلى عشرة فروع، استوعبت بأبوابها حصيلة الثقافة العربية في عصره. ويمكن اعتباره أساساً لتصنيف ديوي العشري، الذي أصدره سنة 1876 بعد أربع سنوات من طباعة الفهرست
أحصى ابن النديم 8360 كتابًا لـ 2238 مؤلفًا، منهم 22 امرأة و65 مترجمًا، وفيه ترد أسماء 12 كتابًا في صناعة السلاح وتنظيم الجيوش، و9 كتب في تركيب العطور، و11 كتاب في الطبخ، و11 كتابًا في الصيدلة، و6 كتب في البيزرة والصيد، و9 في البيطرة، وثلاث صفحات في الكتب المؤلفة في العشق والعشاق، ومعظمها لم يصلنا منه غير وصف ابن النديم له. وذكر ابن النديم قرابة 45 رياضيًا أعجميًا ونحو 120 عالمًا عربيًا.
وفي كتاب الفهرست عشر مقالات، حسب تنوع الثقافة التي قرأها ابن النديم أو التي سمع عنها، وجميعها يقدم صورة واضحة لحصيلة علمية ضخمة وجدت لدى العرب، في منتصف القرن الرابع الهجري. وهذه المقالات هي :اللغات والكتب المقدسة وعلوم القرآن. اللغة والنحو. الأخبار والأنساب. الشعر. علم الكلام. الحديث والفقه. الفلسفات. الأسماء والخرافات. الاعتقادات. الكيمياء أو الصنعة.
كان ماتقدم قراءة موجزة في كتاب الفهرست ومن تتمت الفائدة أن نذكر ترجمة موجزة للكاتب العبقري ابن النديم هو أبو الفرج محمد بن اسحاق بن محمد بن اسحاق الوراق البغدادي توفي في الأول من شعبان من عام ٣٨٥ للهجرة الموافق 17 أيلول سبتمبر عام 995 أو998.أبوه هو الوراق.
وهوأديب وكاتب سيرة ومصنف وجامع فهارس صاحب الكتاب المعروف كتاب الفهرست الذي جمع فيه كل ما صدر من الكتب والمقالات العربية في زمنه. لا يعرف الكثير عن حياته ولا سبب كنيته بابن النديم. وهو عربي من اهل بغداد.
عاش في بغداد وعمل كاتباً وخطاطا ونساخا للكتب وهي مهنة ورثها عن أبيه.وتتلمذ على يد السيرافي وعلي بن هارون المنظم والفيلسوف أبو سليمان المنطقي. وانتسب إلى جماعة علي بن عيسى وزير بني الجراح العارف بأصول المنطق وسائر علوم الاغريق والفرس والهنود كما فعل صاحبه الخطاط يحيى بن عدي.وكتابه الرئيس كان كتاب الفهرس الذي نشره عام 938 والذي قال عنه في مقدمته أنه جامع لكل ما صدر من الكتب العربية وغير العربية، وكان بذلك ابن النديم أول المصنفين في العالم حيث لم يكن قبله الا كتب تصنف الشعر والشعراء تسمى الطبقات. وكان هو من أدخل كلمة الفهرست الفارسية إلى العربية.
كان هذا هو الفهرست الكتاب البدعة في زمانه والذي سار الغرب علي منواله وهو دليل قاطع علي أننا نحن العرب نبدع عندما نريد فمتي نريد؟
تحريرا في 1 فبراير 2013