أنصافُ كلمات بقلم محمد إسماعيل سلامه
تاريخ النشر : 2012-12-22
نصف كلمة إلى نصف مرشح رئاسي سابق
إن كلمة مرشح رئاسي سابق ، لا تجعل منك اليوم نظيرا لرئيس الجمهورية فتسمح لنفسك أن تخاطبه بقلة إحترام ، وإن ملايين الأصوات التي حصلت عليها في الإنتخابات الرئاسية التي لم تفز بها لابد وأن تكون هي السبب والدافع لأن تحترم الرجل الذي تفوق عليك في إنتخاب مباشر حر لا أن تهينه ، إذ لولا ملايين الأصوات التي رجحت كفته لكنت أنت من تعامل بتلك الطريقة ، حتى وإن كنت ترى أصحابها ، خرفانا ً ، وبالمناسبة ، من يرونك اليوم أقل كثيرا من الخروف .. هم أيضا ، بالملايين !
نصف كلمة إلى نصف مثقفأمثالك ، ممن يرون الناس على اختلاف عقولهم ، عواما ً ، وينظر إلى غيره من برج عال ، أمثالك ممن يرى أن الميين لا يستحقون صوتا إنتخابيا ، ربما كان من الأولى أن يقف كنصف مثقف امام حكمة الرجل الأمي في ريف مصر وضواحيها ، وإلى أخلاق فلاحينا وطباعهم الأصيلة وإن لم يستطع احدهم التشدق بحرفين بالإنجليزية أو مصطلح سياسي عقيم يسخر منك العاقل والمثقف الحقيقي وأن تتشدق به وتضعه في غير معناه .
هؤلاء الناس لا يكون الأديب أديبا ولا الشاعر شاعرا إلا أن يدرسهم اولا ، قبل ان يدرس الإنجليزية ، والأدب الغربي ، هؤلاء هم من صنعوا يوسف إدريس الذي كان يستطيع أن يحكي قصة امة في خمس وأربعين كلمة ، هؤلاء هم من صنعوا مصطفى محمود ، الرجل الذي تحدث في كل شيء ، وأخبر عن كل شيء من الذرة للمجرة ، هؤلاء هم من صنعوا العقاد الرجل الذي تتلمذ أساتذة الجامعات التي لم يدخلها على يديه . هؤلاء هم التاريخ إلا أنك تظل صفرا فيه.
نصف كلمة إلى نصف إعلاميصدقني ، من وقت أن كانت الكاميرا مصدره إلى كوبري السادي من أكتوبر وهو خال ٍ تقريبا وتذيع خبرا عن مجموعه من المأجورين في ميدان التحرير كانت الضحكات عليك بعدد ملايين البشر الذي كنت أقف بينهم هناك ، وحتى اليوم ، لا تثير الملايين إلا بالضحك ، إو الإشمئزاز ، ففضلا .. إبحث عن عمل
نصف كلمة إلى نصف متديننقل السلف عن النبي آلاف الأحاديث ، وخاض المصطفى عشرات الحروب ، وعاش في مكة وكان من العهر ما فيها ، ولم يسب محمدا أحدا ، ففضلا ، إبحث أنت الآخر عن عمل فلا يراك الدين إلا عبئا عليه ، وتهمة ً هو منها بريء
نصف كلمة إلى نصف رجلنعتذر عن قطع البث ، وننتقل إلى إذاعة خارجية لنقل مؤتمر بحث شئون الداخل ! سيتحدث أخونا العلامة لألمانيا وأوروبا وأمريكا عن المصريين ، وسيترك المصريين الخراف ، يترجمون لبعضهم البعض أحاديثه بالإنجليزية - عفوا - فالرجل يسبق في علمه وتقدمه تلك اللغة التي يبرأ من إرهاب أصحابها .
ملحوظة . قصيدة نزار قباني . أصبح عندي الآن بندقيه ، لابد أن الناس فهموها خطأ ، فالرجل كان متحضرا ولم يقصد ان نتقدم إلى فلسطين بالبندقية لقتل اليهود أو معاداة السامية ، الرجل كان متحضرا ، وكان يدعوا كل العرب إلى تسليم أسلحة الدمار الشامل ، ليعم السلام . لكن محمد عبد الوهاب " الله يجازيه " ظل يردد في غنائه للقصيدة تقدموا تقدموا ، ففهم " الخراف " أن الرجل ، يدعوهم للجهاد
نصف كلمة إلى نصف إمرأةنعم ، هو الظلم بعينه أن ترث المرأة نصف ما يرثه الرجل ، دعينا من أن الله هو الذي قرر ذلك وليس بن لادن فلسنا بصدد تطبيق القرآن لا سمح الله فهو أسمى من تطبيقه ولابد أن يكون تواشيحا في المسجد حتى لا تلوث السياسة كلام الله ، نعم ، هذا منطق مقبول فعلا ، لكن لي سؤال بسيط . حتى وصلتِ سيادتكِ إلى منصب لقب دكتورة ، ترى .. من كان يعطيك مصروفك ؟
نصف كلمة ، إلى نصف أمةكنت أفخر بكوني رجلا متدينا ، وأني مختلف عنكم ، اعتبرت نفسي حامل اللواء ، وأنتم كما يقال عنكم ، أنصاف الرجال ، حتى وقع في يدي رسالة تاريخية من ملك فرنسا ، يستغيث بالخليفة العثماني بعد أن وقع في الأسر ليخلصه ، قرأت الرساله ، فوقع نصفي.
-- محمد إسماعيل سلامه
شاعر ومثقف مصري