((اليتيم العراقي ... في ضمير الصرخي العراقي ))
خلال عقود من الزمن قدم العراق الجريح ملايين الضحايا من الرجال والنساء قتلوا بسبب الحروب التي ابتلي بها العراق من جهة ومن جهة أخرى بسبب السياسات الرعناء التي أقدم عليها ساسة العراق سواء في النظام السابق أو النظام السياسي الحالي
المتمثل بساسة القوائم الكبيرة التي تسلطت على رقاب الناس ظلما ً وبإرادة أجنبية سواء من جاءت به دبابات المحتل الأمريكي الغاصب بعد سقوط النظام البائد أو من جاء بمباركة جهات متنفذة لها علاقات عرقية بأجندات خارجية إقليمية وأخطرها الأجندة الإيرانية الفارسية التي وجدت في المرجعيات الدينية الإيرانية المتواجدة في العراق منذ عقود ضالتها و املا ً لها و بتخطيط مسبق ودراسة محكمة لتكون لها ذراعها الطولى وتجنيدها لتهيئة الظروف اللازمة وبقوة تغلغلية بين المجتمع وسرعة انتشار كالنار في الهشيم ..من خلال الفتوى والخطاب الديني الذي تأثر ويتأثر به الكثير من البسطاء من عامة الناس
وبعد دخول قوات المحتل الأمريكي في العراق وانفلات الوضع السياسي والعسكري في البلاد استغلت هذه الفرصة الدول المحيطة بالعراق لكي تعمل على تنفيذ أحلامها المريضة وأطماعها القديمة في العراق وهذا ما حصل من خلال طرح مشاريع خبيثة الغاية منها تأسيس قواعد لها وعلى المدى البعيد فكان من ضمن هذه المشاريع الظالمة التي تبنتها الجارة إيران كونها استأثرت بالدور الريادي بالتوغل في العراق دون باقي الدول التي تدخلت بشؤون العراق ولكن بنسبة اقل من إيران التي عملت على أن يستشري مرض خبيث في جميع مفاصل المجتمع العراقي المسالم لطالما رقصت على أنغامه وكانت تلوح به بين الحين والآخر حتى حانت ساعته وهو مرض الطائفية المقيتة الذي خلّف مئات الآلاف من الضحايا من قتلى ومعوقين تركوا أولادهم لصروف الدهر لا مأوى لهم يحميهم ولا أيد أمينة تنتشلهم من واقعهم المأساوي المفروض عليهم بفعل الحكام المتجبرين التابعين لأنظمة فاشية تريد الحياة على حساب إبادة العراقيين وأبنائهم
فالتقارير للمنظمات الإنسانية والقانونية الدولية الخاصة بهذه الشريحة المظلومة أشارت إلى وضعهم الصحي الخطير الذين يفتقدون به إلى ابسط الرعاية الإنسانية و الصحية وافتقادهم لأبسط أساسيات الحياة اليومية من تأمين العيش الكريم والهانئ وأشارت هذه المنظمات في تقاريرها إنها تحمل الحكومة العراقية كامل المسؤولية كونها لا تعمل بشكل جدي لإصلاح حال الأيتام وأنها تغض النظر عن حاجاتهم الأساسية المنصوص عليها في القوانين السماوية والوضعية مع إن أعدادهم أخذت تتزايد بسبب العنف السياسي والتناحر على المناصب والمصالح الخاصة
مع إن الكتل السياسية المتسلطة ومنها ساسة الحكومة منهمكين بتنفيذ رغبات الدول المعادية للعراق لكي يبقى تابع لسياساتها العدائية وبمصالحها الشخصية واكتفت بإطلاق الوعود الكاذبة والأماني الفارغة في تشريع قوانين تضمن حق اليتيم وتعطيه كامل حقوقه الشرعية والوطنية وخاصة ما يستحقونه من مستحقات قانونية كرواتب التقاعد لآبائهم وأمهاتهم المتوفين من جراء الحروب السابقة وما خلفه صراعهم السياسي أو ما أوجدوه من حرب طائفية مقيتة وما لحق الشارع العراقي اليومي من أحداث همجية بربرية مثل التفجير بالمفخخات والقتل بكواتم الصوت... وأعداد كبيرة من القتلى والجرحى
تخلق جيلا ً جديدا ً من الأيتام
وفي خضم هذه الأحداث المريرة التي نتجت عنه هذه الأعداد الكبيرة من اليتامى وانطلاقا من موقفه الشرعي والوطني الواضح والعلني لعموم العراقيين انبرى المرجع العراقي العربي السيد الصرخي لعموم اليتامى بعدة مواقف موثقة ومطروحة في الساحة لشعوره العالي بما يعانون وبمأساتهم ليضع حدا ً عمليا ً يضمن حقوقهم الشرعية والوطنية ويضع نقاط تشخيص الخلل لهذه المعاناة ويكشف المسبب الحقيقي المتعمد في استمرار هذه المأساة ومن ثم يقدم الحلول الناجعة لمشاكلهم وإنهائها فيما لو عمل جميع المتصدين للقرار الحكومي أصحاب النفوذ السلطوي الإداري والمالي بما يرضي الله تعالى وخافوه في هذه الشريحة المظلومة
ففي معرض كلامه الشريف في بيانه الموسوم (( الله الله في الأيتام ...الله الله في الأيتام )) ذي الرقم 43 في 26 6 2007
http://www.al-hasany.com/index.php?pid=53
قال الله تبارك وتعالى ((إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوالَ الْيَتامى ظُلْماً إِنَّما يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ ناراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً )) النساء /10
قال سيد الكائنات ( صلى الله عليه واله وسلم ) : (( اجتنبوا السبع الموبقات : الشرك بالله , والسحر ،......، واكل مال اليتيم ،....))
من وصية أمير المؤمنين(عليه السلام) (( ... الله الله في الأيتام ، فلا تغبوا أفواههم ، ولا يضيعوا بحضرتكم ، فقد سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) يقول : (من عال يتيما حتى يستغني أوجب الله عز وجل له بذلك الجنة ، كما أوجب لأكل مال اليتيم النار((وهنا يبين الموقف الشرعي اتجاه اليتامى وما خصهم الله تعالى وكرمهم في محكم كتابه العزيز من آيات حذر فيها الذين يأكلون أموال اليتامى ويغتصبوا حقوقهم الشرعية وتوعدهم بعذاب اليم وأكلهم لمال اليتيم سحت في بطونهم وسعير ويتناول أحاديث الرسول الأكرم صلى الله عليه واله وسلم والأئمة الأطهار عليهم الصلاة والسلام ليؤكد نهج النبي الأمين وال بيته القويم ورفضه لكل أنواع الظلم والفساد والتجاوز على حقوق اليتامى الذين أوصى الله بهم خيرا ً ..
ليبرهن بالدليل الدور المخزي الذي لعبه ساسة الحكومة والبرلمان في عملية إلحاق الأذى باليتامى المحرومين من خلال إهمالهم المتعمد وتقصيرهم الواضح حيال هذه الشريحة المظلومة بقوله
((أنها موبقة.. وموبقة.. وموبقات... وظلم وجرم وجور وفساد... تقشعر لها الجلود وتشمئز له النفوس وتحزن له القلوب ، فيما رأيناه وسمعنا به في ملجأ الأيتام والمعوقين (ملجأ القسوة واللا حنان) و غيره ،
والمؤسف أنها على أيدي وبإشراف وإمضاء وسكوت أناس تنتمي للعراق وشعب العراق ،
والأكثر والأشد ظلماً وجرماً وفساداً أن يكون كشف ذلك وإعلانه على يد الاحتلال وبوسائله الإعلانية والإعلامية فيلبس ويزين الاحتلال البغيض صورة تخالف حقيقته الإستكبارية الاستبدادية الجائرة الفاسدة،
والمعلوم الثابت تأريخاً وسياسة وقانوناً وشرعـاً وأخلاقا أن الاحتلال يتحمل هذه الجريمة وغيرها باعتباره مباشراً أو سبباً ،
كما ويتحملها كل الموظفين والمسئولين العراقيين حتى أعلى المستويات باعتبار مباشرتهم أو تسببهم أو إهمالهم وتقصيرهم .
ويجب على الجميع ومنهم المدراء والوزراء النزول إلى الساحة والأرض والواقع والمجتمع لخدمة الناس ومعرفة وتوفير كل الاحتياجات والمستلزمات الحياتية لجميع الشرائح الاجتماعية وبكل اتجاهاتها وتوجهاتها ، ))
وأشار المرجع الصرخي دام ظله إلى خيانة المسئولين من ساسة الحكومة والبرلمان المتصدين للقرار الحكومي وهم يسكنون القصور ويأكلون ما لذ وطاب ويتنعمون بالمال العام والحمايات البشرية والمادية وتاركين يتامى العراق الغني في محرقة ومقصلة تجاذباتهم المنصبة بحب الدنيا وتبعيتهم للدول المتناطحة ومخابراتها بقوله
((وليعلم الجميع إن الخيانة... والخيانة العظمى... وكل الخيانة ...أن يجلس ويقبع المسؤول في قصره وبرجه في داخل البلد أو خارجه مع كل وسائل الحماية والرفاه ، بينما يترك من يحتمي خلفهم من النساء والأطفال والضعفاء والمستضعفين ..نعم يتركونهم ويتركون الأبناء والأعزاء من قوات الشرطة والجيش الوطنيين المخلصين الشرفاء في مواجهة الإرهاب والإرهابيين وفي ماكنة قتل وتقتيل وصراعات المنتفعين والسياسيين وفي محرقة ومقصلة تجاذبات أجهزة مخابرات دول متناطحة متقاتلة على مصالح متنافرة مترامية تضرّ وتفتك وتدمر العراق وشعبه المستضعف المحتار
قال العلي القدير((وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ)) الانعام/152
وقال تعالى((وَلا تَقْرَبُوا مالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كانَ مَسْؤُلاً))الاسراء/34 ))
ليتأكد للجميع دور السيد الصرخي وبيانه التكليف الشرعي الأبوي سواء لشريحة اليتامى المظلومة أو لسائر باقي شرائح المجتمع لما له من اهتمامات مباشرة بعموم مشاكل المجتمع وحرصه الكبير على حل هذه المشاكل بالحلول الواعية ليتأكد خط مرجعيته الحق وديدنها الوطني مثار إعجاب وثناء الجميع سواء من أتباعها أو باقي عموم المجتمع من قوميات واديان ومذاهب مختلفة
في حين نجد موقف المرجعيات الدينية الأجنبية التي دعمت ساسة البرلمان والحكومة وباركت لها برامجها ومنحتها مشروعية وعملت على إرساء قواعدها بالإفتاءات الشرعية والخطابات التوجيهية والدعوات المنبرية في عموم المحافظات والمدن من خلال مكاتبها وبرانياتها ووكلائها ومعتمديها وأتباعها حتى تمكن قادة القوائم الشيعية الكبيرة خصيصا ً من عقول البسطاء من الناس وأدخلت الحلال بدعمهم والحرام بمعارضتهم والساسة ابعد مايكونوا عن هموم المواطنين عموما ً ناهيك عن مأساة اليتامى من البنين والبنات وما لحقهم من مأساة أمهاتهم الأرامل ومعاناتهن في توفير سبل العيش البسيط لأولادهن وبناتهن من مأكل وملبس ودواء وسقف يحميهم من برد الشتاء القارس ولهيب الصيف الحارق لينتهي المطاف بهم جميعا ً نحو مزابل علاوي خضار مدينة النجف يبحثون عن ما يسد رمقهم ويشبع بطونهم .... والمرجعيات الدينية لا تبعد عنهم إلا بضعة أمتار وهي تملك المليارات من أموال الحقوق الشرعية وما لحقها من أموال عوائد المؤسسة الدينية التابعة لها و ومشاريع الاستثمار العملاقة إضافة إلى ما تتحكم به من عائدات الحضرات المقدسة العلوية والحسينية والكاظمية والعباسية وغيرها .. يبحثون عن ما يسد رمقهم ويشبع بطونهم .... ولا يزالون من يدعون القداسة من دخلاء هذا البلد الأمين في ظلمات ما يشرعون دون شرع الله .. وهم صم بكم عمي
والله تعالى أعلى وأعلم
بقلم دلير عاكف
[email protected]
اليتيم العراقي ... في ضمير الصرخي العراقي بقلم دلير عاكف
تاريخ النشر : 2012-11-29