دور يهود الدونمة في إسقاط الخلافة العثمانية بقلم:كمال محمد عثمان
تاريخ النشر : 2012-10-12
دور يهود الدونمة في إسقاط الخلافة العثمانية
كمال محمد عثمان
غزة هاشم – فلسطين
11/10/2012
لقد أثبت اليهود بالبرهان الساطع والبيان الناصع أنهم أهل باطل وغدر وفجور ،ولقد كان لهم أثر بالغ في تقويض دعائم دولة الخلافة العثمانية ، حيث ساهم يهود ( الدونمة ) في الانقلاب الذي قام به الاتحاديون ( جماعة الاتحاد والترقي ) عام 1909.
يهود (الدونمة ) في اللغة التركية تعني طائفة من اليهود الذين أسلموا في الظاهر وظلوا في باطنهم على ولائهم ليهوديتهم . لقد قَدِم اليهود إلى دولة الخلافة العثمانية عندما كانت في أوج عظمتها وقوتها ، حيث رحبت الأخيرة باليهود الذين طردوا من أسبانيا ( الأندلس ) على يد الملك الإسباني ( فرديناند وزوجه إيزابيل )، وكان ذلك بعد سقوط الأندلس 1492 . لقد احتفى العثمانيون باليهود وأكرموا وفادتهم وذلك عندما أوصى السلطان (بايزيد الثاني) موظفيه بالإحسان إليهم ورعايتهم . ولقد منحت الإمبراطورية العثمانية لليهود الإقطاعيات في( سالونيك ) باليونان التي كانت تابعة للإمبراطورية العثمانية آنذاك ، وعاش اليهود في كنف الإمبراطورية كغيرهم من الملل والنحل والأعراق على أساس العدل والمساواة وقي ظل الأمن والأمان والاستقرار ، وتقلدوا أرفع المناصب والمراتب كغيرهم من رعايا الدولة .غير أنهم وبعد أن بدأ الضعف يدب في جسد الإمبراطورية أخذوا يتآمرون عليها بالتنسيق مع الغرب النصراني المتمثل بفرنسا وبريطانيا إضافة إلى باقي يهود العالم لتقطيع أوصالها وهدم الخلافة الإسلامية ، غير أن السلطان عبد الحميد الثاني الذي حكم 33 عاماً من 1876- 1909 كان العقبة الرئيسية في وجه أطماعهم ورفض كافة عروضهم وإغراءاتهم له بالمال لسداد ديون الإمبراطورية مقابل منحهم فلسطين لإقامة وطنهم القومي فيها، لذا أنشئوا جمعية ( تركيا الفتاة ) التي أخذت على عاتقها مسئولية الدعوة للعلمانية والقومية وبدأ دورها يكبر ويتعاظم بعد انضمام أعداد كبيرة من الجيش إليها ليؤسسوا ما يعرف بـحزب ( الاتحاد والترقي ) وهو الجناح العسكري لجمعية ( تركيا الفتاة ) وفي عام 1909قادوا انقلابا على السلطان عبد الحميد الثاني وعينوا بدلاً منه ( محمد رشاد) الملقب ( بمحمد الخامس ) الذي كان ضعيفاً بحيث لا يقوى على مواجهة الاتحاديين ليكونوا هم الحكام الفعليون للبلاد ، بعدما تخلصوا من العقبة الكئود ( عبد الحميد الثاني ) بدءوا بتنفيذ مسلسلهم الإجرامي في القضاء على الطابع الإسلامي للدولة من خلال التنظير للعلمانية ، الأمر الذي عبد الطريق ومهدها فيما بعد لظهور ( مصطفى كمال أتاتورك ) ذلك الرجل المشبوه والمشكوك في أمره ونسبه ،حيث كان من أشد الناس عداوة وحقداً وكراهية للإسلام والمسلمين . كما كان محسوباً على الغرب وصنيعتهم وكانوا يدعمونه لتنفيذ أجنداتهم ، وبالفعل وقف الإنجليز إلى جانبه وساندوه وساعدوه على الانقلاب وإنجاحه ، وبالتالي قلب نظام الإمبراطورية رأساً على عقب ليتماها مع مصالح الغرب ، ولقد بدأ (أتاتورك ) بتنفيذ ما تم التخطيط له حيث ألغى الخلافة الإسلامية وأعلن عن تأسيس الجمهورية التركية وقام بإزالة كافة المعالم الإسلامية للدولة وأعلن أن تركيا هي بلد علماني ، وألغى الاحتكام للشريعة الإسلامية ، وحذف الحروف العربية واستبدلها باللاتينية ومنع إقامة الآذان باللغة العربية ومنع لبس الحجاب في كافة مؤسسات الدولة : وزارات ، مدارس ،معاهد ، جامعات ، وأغلق الكثير من المساجد وقتل أعداداً كبيرة من علماء المسلمين السنة . تأسيساً لما سبق يتضح مدى نجاح الدسائس والمكائد التي حاكها اليهود وأذنابهم في تقطيع أوصال الخلافة العثمانية إلى أن زالت الخلافة العثمانية وأسدل الستار عليها ، فهؤلاء هم اليهود وهذا ديدنهم يعضون الأيادي التي تمتد إليهم لمساعدتهم ويسيئون لمن أحسن إليهم منذ عهود وعقود .