مقتطفات من رواية خمسة وعشرون عاما
تاريخ النشر : 2012-08-27
مقتطفات من رواية "خمسة وعشرون عاما" للكاتبة الناشئة دعاء الجيلاني

كم أحسد تلك الدمعة لأنها يوم تسيل لا يملك انسان في الدنيا حق اعتراض طريقها أو ايقافها ، فوحدها من يملك حرية العبور دون حواجز ، وحدود واذن مسبق ، فقط يلزمها حقيبة من ذاكرة وتذكرة من حبر ...
جئت الي مسافرة ، دون أن تعلمي أنك مقيمة أبدية ، فما أصعب أن نتهيأ لاستقبال من نعلم أن مجيئهم الينا لا يتعدى الزيارة ، وأن المكان سيقفل أبوابه ويخلع أثوابه الوردية ... لأنه يرفض أن يكون مكانا يزوره الجميع...
الوردة تموت عند غياب صاحبها ، لأنها أكثر وفاء من الإنسان ، انها ترفض أن تمنح سر رحيقها وعطرها لأي شخص غيره ...
عدت إلى وطني مكسور الجناحين بعد أن سافرت كنورس ...
فلماذا يحن الانسان دوما إلى مسقط رأسه ؟ ثمة علاقة قوية بين المكان والإنسان ، فوحده المكان من لا يتغير عند تتابع الأيام عليه ، حتى وان اعتراه غبار الزمن وغطاه السواد من كل جانب ، الا أنه يبقى كما هو متميزا بحميميته ...
بين الموت والحياة توجد حياة ... وحيثما وجدت الحياة أجدك دوما ، لقد كنت ولا زلت أنت الحياة التي تتأرجح بين حافتي مراحل عمري الزمنية ...
كم كان يلزمني من القوة كي أواجه تلك العينين اللتين ألبستاني ثوب الطهارة وجعلتاني قديسا .
خمس وعشرون دقيقة أنظر اليك ... أتمعن بما حدث لك ... فمنذ سنوات طويلة لم أتمعن بالأشياء الى هذا الحد ...
لم أجد شيئا يجذبني لأقف أمامه كل هذا الوقت دون أن أتفوه بأية كلمة ...أو أضع عيني في الأرض أو أحرفها الى اتجاه اخر ، حتى الوجوه التي أراها كل يوم لم تجرؤ على محاكاتي ومحاكاة كل ما بي ... لقد فعلت بي صورتك ما عجزت أنت عن فعله طوال الزمن ... وكيف لنا أن نتحدث عن الزمن في غياب من صنعوا الزمن يوما ...
ملاحظة : الرواية متوفرة في مكتبة الرعاة في رام الله – شارع ركب – بجانب حلويات جعفر ، وفي المكتبة العالمية في القدس .
للرواية صفحة على الفيسبوك لتعليقاتكم ...