ضرب إيران حقيقة أم هذيان؟ بقلم : رفيق علي
تاريخ النشر : 2012-08-25
ضرب إيران حقيقة أم هذيان؟ بقلم : رفيق علي


ضرب إيران حقيقة أم هذيان؟
كان قد صرّح البعض أنّ الحرب على إيران مسألة وقت، وإنما ترتبط باستكمال إسرائيل للقبة الحديدية الحامية من صواريخ غراد المتوقعة من حزب الله وغيره إذا ما ضُربت إيران! وتذاع السيناريوهات ـ ويمكن تسميتها ب"المبرمجات" ـ كل يوم حول هذه الضربة الاستباقية المتوقعة لإيران من قبل إسرائيل وأمريكا.. وآخر ما أذيع ونشره صاحب مدوّنة أمريكي معروف، عبارة عن وثيقة عسكرية مسرّبة تكشف بعض تفاصيل برمجة أو خطة الهجوم الإسرائيلي على إيران! ووفقاً للوثيقة ستفتح إسرائيل حرباً بضربة مزدوجة غير مسبوقة تشلّ قدرات النظام الإيراني وتفقده القدرة على متابعة ما يجري حوله أو داخل الجمهورية الإسلامية! ثم إطلاق عشرات الصواريخ البالستية وصواريخ تحملها الغواصات الإسرائيلية العاملة في منطقة الخليج، تستهدف المنشآت والمواقع النووية! وستحمل هذه الصواريخ رءوساً حربية تقليدية ذات قوة تفجيرية كبيرة لتفجير الأماكن شديدة التحصين.. كما ستكون مئات الصواريخ جاهزة ومصوّبة باتجاه مقرات القيادة والسيطرة الإيرانية ومنازل كبار المسئولين الإيرانيين العاملين في برامج الصواريخ والمشروع النووي.. إلى آخر ما نشر المدوّن الأمريكي الشهير نقلاً عن وثيقة إسرائيلية يزعم أنها تسربت إليه! أقول: وإن قام الشك في صحة هذه الوثيقة فهناك ما يدبّر بلا شك؛ مما لا يحدو بالمعنيين أن يغمضوا الأعين أو يتهاونوا فيما يحتمل أن يقع ويكون! ولا شك أنّ القوة الصاروخية التي لدى إيران والتي تهدد باستعمالها ضد الكيان الصهيوني والمصالح الأمريكية لو تجرأتا على البدء بالعدوان، تشكّل نوعاً من توازن القوى الذي يردعهما من محاولة ذلك، ويجعل التفكير في ضرب إيران أو وضع المبرمجات لذلك مجرد هذيان لا أكثر! ولكن هل يستمر أو يستقر هذا التوازن فيما لو بادرت إسرائيل وبدعم من أمريكا بتنفيذ مثل السيناريو السابق ونجحتا فيه؟ بالطبع لا! أما وإن كان تنفيذه حتماً أو بات مؤكّداً، بحيث يمكن أن تنتهي إيران إلى ما انتهت إليه العراق في حربي الخليج، أو ما انتهت إليه دول المواجهة العربية في حرب الأيام الستة من هزيمة منكرة وكارثة أليمة، فما الذي يبطئ إيران من المبادرة بالضربة الاستباقية التي تمنع من أن يوجه إليها الضربة الكارثية وربما المميتة؟ ولم لا تفيد من تجارب من سبقها وليست عنها ببعيد؟! ثم لماذا يكون العرب المسلمون أو المسلمون اللاعرب دائماً في موقع المدافع الذي يتلقى الضربة الأولى وكأنه يهلل للهزيمة والخسارة ويمهد لهما؟ سيقول البعض إنّ إيران لو بدأت هي بالضرب ستكون الخسارة عليها أكبر والتدمير مؤكداً من قبل أمريكا التي تملك القوة الأعظم والنووي المدمر.. أقول: وإلى متى يظل "البعبع" الأمريكي مخوّفاً لنا هادراً لحقوقنا وكرامتنا؟ لماذا بتنا نُغزى في أرضنا وتستعمر بلادنا وتنتهب خيراتنا وتاريخنا الماضي يشهد بقوتنا وعزتنا؟ نعم ذلك عندما كنا متحدين معتصمين بحبل الله جميعاً، لا يواليهم البعض منا ـ " ومن يتولّهم فهو منهم" ـ بحيث يفتح لهم أبواب التدخل فينا حتى راحوا يحركون حكامنا كما هي أحجار الشطرنج فلا إفلات مما يخططون ولا نجاة مما يرسمون! فلنعد إلى الله تعالى ربنا الأقوى من أمريكا وقنابلها النووية، ولنعتصم بحبله جميعاً في وحدةٍ إسلاميةٍ شاملةٍ نتحرر بها من كل تدخل أجنبي، وتؤهلنا لنكون نحن البادئين بدفع العدوان المنتصرين إن شاء الله، لا المبدوئين الخاسرين! ولنا مبرر من استلابهم أرضنا وتشريد أهلنا في فلسطين، وتهويدهم القدس وبسط نفوذهم على الأقصى ثالث الحرمين والقبلة الأولى للمسلمين!