الرسالة .. الشاعر أحمد إبراهيم أيوب
تاريخ النشر : 2012-08-24
الــرِّســالـَـة
ذات يوم سِرتُ مع صديقاي المحمدان –محمد أبو عون و محمد البرغوثي- الشعراء بالقرب من جامعة القدس وكنا ثلاثةً نحتاج لرابعنا ومكمل عقدنا: الشاعر الرقيق الشادي بلغة الصخر النبطية برقة الزنابق البيضاء –جاسم شومان- . ولم نغامر بكثير من الوقت للتفكير, فقررنا مباغتته بزيارة خاطفة, لامسبوقة ولاممنوعة. فاقتحمنا خلوته الشعرية, ودمعته الزكية, فأربكتنا حماقتنا من ذا الموقف, واحزننا الصمت الكئيب, ممزقاً كل فكرٍ ومبعثراً كل ابتسامة. فقال: (بصوت متصدع يخرج من اعماق عاشق شاعر) .....ح ب ي ب ت ي ...... .فكانت لوقع حروفه على مسامعنا ضجة الرعد وصرخة الاستغاثة ......ليتأكد تشتتنا وتعتلي ملامتنا لانفسنا لعدم الإستئذان بالزيارة. فبدد صمتنا وقال: اكتبوا لها ......هي ابتسامة الفجر في وجه الزهور فكيف للفجر ان يبتسم بدونها .......فقلت: (وقد هز الاسى بالخوف قلبي) مابها ....؟؟؟؟؟ قال: ابتلاءٌ في عيونٍ ليس تشبهها عيون .....قلت: ماتعني ؟! (وقد فاضت عيون اليأس من ملح البحور) ..... قال: اكتبوا علي اواسيها فحزن الروح أرّقهُ الثبور.....

كتب صديقاي كل على ما جاد قلبه, أما أنا فشعرت أنه بحاجة للمواساة اكثر منها, لرقة قلبه وانسكاب دمعه, فكتبت له على لسانها قصيدة له

.................الرسالة .............

بعد السلام وقبلتي أهواكَ ...............يا نصف دمعي في الهوى رحماكَ

يا جُلّ نبضي أنت من علمتني ...........أني أناك فما نظرت سواكَ

حتى عَرجتَ كأن روحك تحتمي ........بالقلب من عيني ومن عيناكَ

فاهنئ بروضٍ والأرائك مهجتي .........واعقر براق الدمع في مسراكَ

فالنور أنت لمقلةٍ قد ضمها ...............بؤسُ الأنين فأبصرت برؤاكَ

إنّي احتميت بنور قلبك يافتي ...........فظفِرتُ بالوجد المُعطِّر فاكَ

أَوَلَم تكن تدري بأني طفلةً................تغفو بعينك لاترى إلاكَ

إن رمت قلبي فابتسم لحنينه............واهجر دموعاً جرحها أدماكَ

ترجوكَ روحي فاستمع لرجائها...........ألقى دوائي في ابتسام شفاكَ

أنت الذي ضم الحنين لملكه ..............وأتى بشعرٍ كُنتُ فيه ملاكا

ضمختُ كل مشاعري بلقائه .............فتألقت في عشقه أفلاكا

لن أرتضي دمعا بعينكَ عقّني.............فيه الجحيمُ معتقٌ يغشاكَ

اني لأجلك قد سلبتُ الدمع في.........وجع الغياب تهيئاً للقاكَ

فاحفظ سهادي في بحورك درةً .........واسكب أنين الناي في نجواكَ

ناح اليراع تمنياً أن يرتقي ...................لجلال وصفك فالهوى اسماكَ

قلبي وسادن فرحتي والمشتهى.......والشوق والإحساس قد أعلاكَ

إني أحبك حالماً ياسيدي ...................فَذَرِ الدّموعَ وناجني بنَداكَ

قد صُـفِّـدت أنّاتُ عطريَ في دمي.........فأبحتها إن شئت في سقياكَ

هلا قبلت خضوع قلبي في الهوى......يرجو الوصال كزهرةٍ بيداكَ

ودع ظلام القهر إني هاهنا..................بدراً أراق اليأس حين دعاكَ

فلك التحيةُ في سماءِ عنايتي ...........تهبُ المحبةَ إذ تبوحُ بذاكَ

صاغ الحنين رسائلاً يا ليتها..................تُشفى بعطرك تحتمي بحماكَ

قبّل حروفيَ إنني أغفو هنا ..............واشرب مُدامي ياحنينُ اراكَ

وقدِ الزمانَ بصبرِ أيوبَ الذي................عهد البلاء كأنه أشواكا

إن خنتُ قلبي بالدموع سكبتها.............فلقد قتلتُ ولم أزل أهواكَ