سوريا لن تغرق في مثلث الشيطان بقلم: زاهر شريف
تاريخ النشر : 2012-08-19
سابدأ مقولتي بقول الشاعر ابو الفضل الوليد:
كثرت من العرب الضحايا * * * ولم يهتز بالغمد حسام
الا يا ايها العرب استدلو * * * مذليكم فحتام الخصام
وثوروا الثورة الكبرى * * * وقولوا لهم اننا لا نضام
استطاعت الولايات المتحدة الامريكية (الشيطان) وبمساهمة من الرجعية العربية شن حرب اعلامية وارهابية وفتنة وفساد ضد الشعوب العربية الشقيقة بسبل غير مسبوقة وابسم الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان والدين,
تمكن الشيطان الامبريالي من تجنيد عشرات الفضائيات ومؤسسات الاعلام ومن تجنيد الالاف من زناجير المنظمات التي دائما عرفت على انها منظمات ارهابية ولها علاقات بتنظيم القاعدة وجمعيات من الصناعة الامريكية تنادي بالحرية وحقوق الانسان, وغسل عقول الكثير من المفكرين العرب وغيرهم من الذين تعرو من مبادئهم وباعوا وطنيتهم وانسانيتهم واخلاقياتهم, وتجنيد ابرز رجال الدين والأئمة والعلماء اللذين بدلوا السنن بالدولار الامريكي.
يحدث بالعالم تغيرات دينامية غير مسبوقة وملاحظ ان ابرز هذه التغيرات تقتصر على بعض الانظمة العربية ,وفي ظل هذه التغيرات تبزغ الكثير من التناقضات التي تضع امامنا تسائلات عدة نتطرق الى اهمها على النحو التالي:
ما علاقة الغرب الامبريالي في هذه التغيرات
حقيقة العلاقة بين الارهاب وامريكيا
بؤس الرجعية العربية
استغلال الدين في ربيع الامبريالية

ما علاقة الغرب الامبريالي في هذه التغيرات
لم يذكر تاريخ البشرية أن الكيان الامبريالي ورأسه امريكيا, قد قدم شيئا لخدمة الشعوب العربية بشكل خاص والانسانية بشكل عام فكل مؤتمراتهم وخطاباتهم كانت ولم تزل عبارة عن ترسيخ لمشروع استغلال الشعوب العربية لصالح هذا الكيان الامريالي.
واليوم نتجاهل كل هذا بمجرد خروج احدى دماغوغيي الاعلام الامريكي, وحالا نغرق بعواطفنا ونحول امريكيا الى رمز من رموز الانسانية وننسى كل تصرفاتها وسياساتها المجحفة بحق العرب على مر الازمان.
هنالك البعض ممن يحاولون تبرير هذا الموقف لهم ولأمريكيا, بأسخف الطرق الاعتباطية, ويقولون بأن من يحذر من التحالف مع الغرب عاجز تحليليا, وان ما يحدث ليس للغرب علاقة به, بل هو قضاء وقدر يطلق عليه "الربيع العربي", وان هذا فرج من الله حتى لو كان بأيدي النيتو.!!
لهؤلاء نقول "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين", وقد لدغنا من الغرب دائما, ووجبت على العاقل العبرة, فحري بنا ان نعتبر من الماضي وان لا نقترب من انياب الافعى الامبريالي بأنفسنا.


منذ نهاية الحرب العالمية الثانية والكيان الامبريالي يعتبر الحاسم والمهيمن على معسكر الرجعية العالمية والعربية بشكل خاص، ويحاول هذا الكيان بشتا السبل الامتداد الي جميع دول العالم والهيمنة على مقدرات وممتلكات الشعوب واستغلالها.
استطاعت امريكيا ان تضع يديها على الكثير من مقدرات الشعوب العربيه خاصة النفط, واستعملت الاراضي العربية لحروباتها, وبعد انهيار الاتحاد السوفييتي انفردت امريكيا بالهيمنة على العالم وعززت استغلالها وعلاقاتها المذلة مع الكثير من الدول العربية, ودول الخليج العربي خاصة, الا ان هنالك دول لم ترضخ لامريكيا الرضوخ الذي تريده, ومنها ما حذرت منه امريكيا وسمته "الهلال الشيعي" قاصدة بذلك ايران وسوريا وحزب الله, كان لا بد لامريكيا استغلال الاحداث المتتالية في العالم العربي ودعم استمرار كل ما يحدث بشتى الطرق الى ان وصل الحال الى ما هو عليه اليوم, من اجل تحقيق مطالبها واستغلال موارد هذه الدول على نحو ما حصل في العراق وليبيا وما تحاول صنعه اليوم في سوريا ايضا.



حقيقة العلاقة بين الارهاب وامريكيا

وصل الحد بالكيان الامبريالي ان يستعمل الارهاب كوسيلة لتحقيق اهدافه تصرفات مناقضة للديمقراطية والانسانية وحقوق الانسان والشرعية الدولية حتى بتنا نرى اليوم علاقة تحالف واضحة بين هذه المجموعات وبين هذا الكيان, فقد اعلنت الفضائيات الخاصه بالكيان الامريكي عن تصريح قامت به ادارة باراك ابوباما وهيلاري وهو اعطاء موافقة لمجموعات عرفت على انها ارهابية ولها علاقات بتنظيم القاعدة لاقامة ما يسمى مؤتمر " الدعوة الى الخلافة الاسلامية " في احد الفنادق في شيكاغو. وكشفت مجلة تايمز الامريكية عن ان قد حضر المؤتمر مجموعات متنوعة ولها علاقة بتنظيم القاعدة وكل انواع الارهاب ومنها اعضاء حزب التحرير الذي اسسه تقي الدين النبهاني في فلسطين عام 1953 وثبت فشله. وها هي اليوم تحتضنه امريكيا وغيره من المجموعات الارهابية الاخرى.
وهذا يظهر تناغم بين امريكيا وهذه المجموعات, وليس صدفة ان ذلك يتزامن مع احداث ما يسمى بالربيع العرب, فقد مدت امريكيا هذه المجموعات بكل الادوات الممكنة لخللخة الوضع في سوريا ونشر الارهاب.
ان سفك الدماء والقتل والحرق والتدمير الذي تقوم به هذه الجموعات على نحو ما فعلت في ليبيا وما تفعله في سوريا اليوم هو مراد امريكيا والغرب الامبريالي, قد بات جليا ان هذه المجموعات مدعومة من اسرائيل وامريكيا ودول اخرى, فقد ضبط الكثير من الاسلحة المكتوب عليها بالغة العبرية في ايدي تلك المجموعات
التي حظت في ديمقراطية اميريكا لاقامة مؤتمراتها التي لا يوحدها بها الا ضرب سوريا بنظامها السياسي وشعبها, وهذا ما يجعل هذه المجموعات مع امريكيا في بوتقة واحدة وهي العداء لسوريا مرة باسم الدين ومرة باسم الحرية. وليس المجموعات الارهابية تعي الحرية, وليست امريكيا تعي الدين.



بؤس الرجعية العربية

تلعب الرجعية البائسة دورا هاما واساسيا في تاجيج الازمات وخلق الفوضى "الخلاقة" والارهاب والقمع والقتل فهي تمد يدها بكل ما اوتيت من قوة لامريكيا من خلال اعلامها ومرتزقتها.
ان الحرب الاعلامية التي تشنها الادارة الامريكية من داخل قطر من منبر الجزيرة وخواتها, وتجنيد العشرات من عصابات الوهابية وعصابات من احفاد العثامنه من اتباع القذر اردوغان ومجموعات من طرف عبدالله بن جولدا مئير ملك الاردن لن تستطيع اغراق سوريا في مثلث الشيطان, فان الرجعية العربية قد اصطدمت مؤامراتها مع وعي الشعب والسوري الابي والجيش السوري الوطني الباسل وانكشف الستار عنها لتبرهن للشعوب انها خلايا مرضيه من التركيبة "الامريصهيونية" معادية للشعوب وللانسانية والتقدم والازدهار نحو الاصلاح الحقيقي في أي بلد كان.
ان هذه السوسة التي تنخر في اجساد الشعوب العربية لخدمة الكيان الامبريالي
والصهيونية العالمية ما زالت غارقة في احلامها وستظل غارقة في احلامها واوهامها السريالية فانها على امل ان تنال حصته من تركة الكيان الامبريالي الذي سيحرق الاخضر واليابس اذا نجحت مختطاته وممارساته في المنطقة ولن تنجح.


استغلال الدين في ربيع الامبريالية

لا شك ان مجتمعاتنا العربية هي دينية بالاساس, وللدين النصيب الاكبر في التأثير على حركتها وتوجهها على المديين القريب والبعيد, ومما لا شك فيه ايضا ان الامبريالية نظام مبني على الاستغلال, , وحين نقول استغلال نعني بذلك استغلال كل شيء, وبكل الاساليب الممكنة, حتى ولو كان ذلك الاستغلال هو استغلال الدين, ورموزه, والحركات السياسية الدينية.
من العجب ان تكون امريكيا ورموز الدين اللذين لطالما كنوا العداواة لها من منطلق ديني, ,وكذلك الحركات السياسية, قد دخلت نفس الخندق يدا بيد في سبيل نفس الهدف, الا وهو اسقاط سوريا والسيطرة عليها, ولا شك ان لامريكيا الحظ الاوفر من الحصه في حال سقط الرغيف, ولن يسقط.
بالحقيقة, انا لست بعالم دين, ولكني كان لا بد ان استبين الموقف الديني الحقيقي مما يحدث, وعلمت ان النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال في خطبة الوداع: "اني تركت فيكم ما ان اعتصمتم به, لن تضلو من بعدي ابدا, القران والسنة.", فلجئت للقران والسنة, الغريب اني لم اجد موقفا يسمح بالخروج على الحاكم الا الكفر البواح اللذي عندنا من الله فيه برهان, كما ورد في الحديث الصحيح, "حدثنا إسماعيل حدثني ابن وهب عن عمرو عن بكير عن بسر بن سعيد عن جنادة بن أبي أمية قال دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض قلنا أصلحك الله حدث بحديث ينفعك الله به سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم قال دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال فيما أخذ علينا أن بايعنا على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا وأن لا ننازع الأمر أهله إلا أن تروا كفرا بواحا عندكم من الله فيه برهان". (متفق عليه)
اما الكفر البواح فهو الكفر الصريح اللذي لا غبار عليه, والبرهان هو البيان الصريح من كتاب الله, أي من القران.
"عن ابن مسعود رضى الله عنه قال: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم :
إنكم سترون بعدي أثرة و أموراً تنكرونها، قال فما تأمرنا يارسول الله؟ قال: أدوا إليهم حقهم و سلوا الله حقكم " (متفق عليه)
وبحثت ايضا في اقوال من يحلل الخروج على الحاكم, فلم اجد الا انهم قد اعتمدوا على ارائهم وقياساتهم ولم يعتمدوا على الاحدايث والقران ولكم ان تتبينوا.!!

هكذا يلوث الدين عندما لا يفصل عن السياسة، ويتم استغلاله من قبل ايادي النظام الامبريالي العالمي، فان انعكاسات وممارسات السياسية الامريكية ،لم تنحصر في تجنيد وزعماء الرجعية العربية وإعلامها الممول والمجموعات التخريبية, فالفيزياء لا تعرف فراغا!!,فلبعض رجال الدين كان دورا اسياسيا وهاما في بلورة المشروع الامريكي وتعزيزة وفرض اجندته على المنطقه باسم الدين ، وعن طريف الفتن وحملات الارهاب والفساد التي يشرعها بعض الائمة ورجال الدين الذين بدلوا السنن الاسلامية والدينية في الدولار الامريكي وعميت ابصارهم ولحقوا اهوائهم.
فقد حذر النبي من هؤلاء وقال: "أخوف ما أخاف على أمتي الأئمة المضلون"رواه ابن حبان وصححه الالباني صحيح الجامع.
وقال صلى الله عليه وسلم ايضا: "غير الدجال أخوف على أمتى من الدجال . فلما خشيت أن يدخل قلت : يا رسول الله أي شيء أخوف على أمتك من الدجال ؟ قال : الأئمة المضلين" الراوي : أبو ذر الغفاري

المحدث : الألباني

المصدر : السلسلة الصحيحة- لصفحة أو الرقم 4/110

باعتقادي, هذه الفتن وصانعيها ليست من الدين بشيء, بل هي سنة الاستعمار سابقا حين قيل "فرق تسد", وحين ابرمت اتفاقية سايكس بيكو ايضا, وكما قلت "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين", فحذاري من ربيع الامبريالية والصهيونية, ودجالي القرن ال21, فوحدوا الصفوف في وجه المؤامرة وارتصفوا في وجه ارتصاف صف الامبريالية العالمية والصهيونية والرجعية العربية بمركباتها مما ذكرنا.

ان هذه الممارسات ألاستعمارية الهادفة الى زعزعة الاستقرار والامن والامان في الدول العربية الشقيقة وغيرها, كما يحصل في سوريا اليوم,,وإيذائها شعبا وسيادة, وتفكيك البنية السياسية والاجتماعية والاقتصادية فيها, مما يجعلها لقمة سهلة للكيان الامبريالي وجحيم لشعوبها , ستبوء بالفشل رغما عن انوفهم وعن انوف مواليهم الصهيانة وزناجير الرجعية العربية من الحكام والرموز الدينية الكاذبة, والحركات المتأمرة معها.
فالشعب السوري الابي الواعي, الخبير في صد المؤامرات الصهيوامريكية, يعلم كيف يحافظ على سوريا وسيادتها الوطنية, مما لا يضر باستقلاليتها سيادة وشعبا وامنا, أي ما يحفظها بعيدا عن السرطان المنتشر من الخلايا المرضية, ولن تغرق سوريا في محيط الشياطان الامبريالي.
وبالنهاية أؤكد اولا ان اصلاح سوريا الحقيقي الذي نطمح اليه, يستحيل انو يكون على يد الامريالية ومدعي صداقة سوريا الذين دائما ما طمحوا في خراب سوريا. بل سيكون على يد الشعب السوري الأبي عن طريق الحوار التقدمي الصادق, المنتج, والمصح فالتسقط المؤامرة الغاشمة على سوريا وشعوبنا العربية الشقيقة, ولتسقط الامبريالية والصهيونية والرجعية العرببية, ولتحيا الشعوب العربية امنة في بلادها, شامختا في وجه اعدائها, وان المستقبل سيكون كما تريد الشعوب وحدها ولن يكون كما يملي عليه الاعداء, فالف تحية اجلال واكبار لارواح شهدائنا الابرار الشرفاء الذين قتلوا بايدي الغدر والي نصر قريب يا قلعة القومية العربية يا سوريا.