دائما هو يعشق الأرض بحقولها الخضراء وجمال طبيعتها ويهوى الجلوس هناك بين جنباتها يتأمل روعة زهورها وثمارها ويفتنه كثيرا منظر الماء المتدفق عبر قنواتها وجداولها الجارية حتى إذا جاء الأرض العطشى منذ زمن بعيد وجدها تكاد من ضعفها وشوقها إليه تتهاوى مستسلمة لقوة اندفاعه سعيدة بها فتتوغل دفقاته القادمة من أعلى فى ذراتها المتفرقة ليجمع عليها شملها فتذوب لتستر تلك الشقوق العميقة السافرة ولتستجمع قواها و طاقتها المنبعثة من رى شراقيها فتفوح رائحة اللقاء الذكية وكأنها المسك ، فتهتز الأرض منتشية عند إتيان الماء لها لتعلن من أعماق رحمها انتظار مولود جديد قادم بالخير فى زمن البلطجة.