العشر الأواخر

يا أخوتي شدوا المآزر
وتفيؤا العشر الأواخر
أحيوا الليالي العشر لا تتهاونوا
فالله غفار وغافر
وهو العفو هو المحبّ العفو
يعفوا للتقي عن الصغائر
ويجبّ ما قد كان قبل من الكبائر
واستمسكوا بالعروة الوثقى بجُنة ربكم
وبحبله اعتصموا جميعا
ليلة القدر البشائر
من ألف شهر قال ربي إنها خير
وفيها الروح ينزل والملائكة الكرام
يسلمون بخير خير تحية طابت
على أهل الصيام جميعهم
يستغفرون لكل أوّاب
ومن من خشية الرحمن أدمع
أغرقت دمعاته منه المحاجر
يدعون بالنصر المبين
لشعب أولى القبلتين وثالث الحرمين
يدعون الذي بيديه تصريف المصائر
يدعون من هو للطغاة يظل بالمرصاد
من في اليمّ أغرق ذلة فرعون
فاعتبروا أولي الألباب
مما جاءنا في سورة الحشر العظيمة
أيقظوا عين الضمائر
فالله للمستضعفين وما لنا إلّاه ناصر
طوبى لمن صاموا لرب العرش
طوعا في الهواجر
ولمن له في الحالكات تهجدوا
خوفا وحبا في الجنان
صلاة جوف الليل نور للمقابر
لا تقنطوا من رحمة الله التي
وسعت بعلم كل شيء
إن من يقنط من الرحمان خاسر
شدوا الرحال لثالث الحرمين
أعلوا صيحة الحق المبين
بساحة الأقصى لتبتسم المنابر
رمضان مرتحل فلا تنسوا بأن الله
باق أنه هو باطن هو ظاهر
هو أول أبدا وآخر
وبأنه رب الشهور جميعها
رب المشارق والمغارب
أنه يملي ولا ينسى
وأنّ على العصاة تدور
يا قوم الدوائر
النصر آت لامحالة
إن وعد الله ينجزه
لمن صبروا ومن لم يشركوا شيئا به
والله فوق عباده في الكون قاهر
وسيدخل الريّان( باب الخلد) من صاموا
ويدخل في جهنّم كل كافر
هي بدر والفتح المبين
وعين جالوت العظيمة
نصر عمورية
ثمرات شهر الصوم فاعتبروا
فإن الحق ظاهر