كشك عم حسن بقلم: أمل مصطفى السعيد
تاريخ النشر : 2012-08-02
كشك عم حسن بقلم: أمل مصطفى السعيد


كشك عم حسن
بقلم: أمل مصطفى السعيد
كاتبة وإعلامية مصرية
[email protected]

رجل طيب عاش في حي بسيط بالقاهرة
ولد في ستينات القرن الماضي لعائلة بسيطة تملك فقط القوت اليومي
كانوعدة أخوة، كبر وتعلم تعليما متوسطا
كان حلمه بسيطا، كان يتمنى من الله دائما ان يعيش مستورا، ولا يمد يده لاحد
رجل عفيف النفس، لسانه طيب، ﻻ يخرج العيب من فمه، يتعامل مع الناس بكل احترام، يحترم الصغير قبل الكبير، ويحترمه الاخرون
كان يعمل بائع ملابس بمحل بوسط القاهرة، ظل يعمل ويكافح من الساعة التاسعة صباحا حتى الواحده في منتصف الليل
حان الوقت ليكمل حياته ويتزوج، تزوج من امرأة صالحه كانت تسانده بكلماتها الطيبة، تصبره على الحياه، تمنحه الامل والاصرار، رزقه الله منها بثلاثة ابناء، ولد وابنتان
ظل يكافح دون ملل من أجل ابناءه، علم ابناءه القيم والاخلاق وعزة النفس، فحصد النتيجة، اصبح لديه ابناءا صالحين يتحدث عنهم الجميع لحسن تربيتهم
زوج ابنته الكبرى، اصبح لديه الولد والبنت الصغرى، تخرج الابن وعمل بفندق شهير لمساعدة الوالد
ظل الاب يعمل بائعا لمدة ثلاثين عاما، وبعد هذه الرحلة الشاقة، قرر ان يأخذ كشك أمه الذى بقي مغلقا لسنوات، وسنوات، قرر تجديده واعادة فتحه لكى يستريح من عمله الاخر نظرا لكبرسنه
اصبح هذا الكشك مصدر رزق جميع العائلة الصالحة، ظل عم حسن يعمل من الصباح حتى المساء، وعندما شعر الابن بتعب وشقاء والده قرر ترك عمله بالفندق لمساعدة والده والوقوف الى جانبه، ظهيرا له
قررالابن الزواج من فتاة من عائلة بسيطة محترمة، لم يتردد الاب في الذهاب مع ولده لطلب العروس، وافق والدا العروس
كانت فرحة الاب لا تقدر لانه زوج ابنه، بات هو وزوجته شريكة مشواره وابنته الصغيره
ولكنه لم يكل ابدا من عمله، إذا استراح يوما بالمنزل يحس كأنه مريض
عندما يحين وقت الصلاة يترك الكشك لاداء الصلاة، كان يخاف الله دائما، لم يفعل شيئا ابدا يخالف اخلاقه، انه رجل ذو مبادئ جميلة،
كان ابا صالحا تماما كما كان من قبل ابنا.صالحا لامه، يقبل يداها، لانها الام التى زرعت في أبنائها الحب والاحترام
حقا انه رجل جميل، قلبه يدق بالخير والحب والاحترام، كل حلمه ان يكبر كشكه ويظل مفتوحا من أجله، ومن أجل عائلته، الكشك الذي احبه الجيران، لانه كشك رجل طيب يحترمه الجميع
حقا، انه رجل طيب