الفرح المفقود بقلم : إبراهيم جوهر - القدس
تاريخ النشر : 2012-08-01
الثلاثاء 31 تموز :
(اللهم أنت عبدي وأنا ربّك ) !!
لم أكن أتوقع أن تحضر الحادثة الفرحة بلغة الفرح وهي تشير إلى شدّة المفاجأة السارة . اليوم مساء عاد ( رئاس ) بعد ست سنوات من ذاك اليوم الذي ألجمت فيه العاطفة وقلة التجربة لساني . عند السابعة والنصف كنت أنا وهو في المنزل . مررنا في الطريق من موقف المدرسة الرشيدية مرورا براس العامود ثم واد قدرون فحي الصلعة صعودا إلى قمة الجبل بأناس مسرعين كل في اتجاه ؛ هناك من يشتري الفلافل التي أقيمت لها أكشاك خاصة بقليها وبيعها ، وهناك من يحمل صحون الحمص ، وعلب التمر هندي وشراب اللوز ...حركة غير عادية للناس والسيارات . لا أراكم الله لحظة حركة الناس قبل ساعة الإفطار !
عند وصولنا المنزل بعد اجتياز حواجز الحركة ، والسرعة ، والجنون اكتشف (رئاس) أنه نسي حقيبة اليد حيث الأوراق الخاصة جميعها وجواز السفر وجهاز الكمبيوتر على الرصيف !
انتزعت فرحة العودة . غابت فرحة الوصول . تلاشت فرحة التخرج والاحتفاء بإنهاء متطلبات ست سنوات دراسية !
( الفرح يغيب دائما . الفرح حين أقترب منه يدير لي ظهره هازئا . ذات مرة قلت لأصدقائي وزملائي في حفل وداع زميل خرج للتقاعد : تعالوا نجرّب لعبة التقليب لكلمة الفرح ؛ فرح – حفر – حرف ...رفح . ستخرج لنا " رفح " المذبوحة من بين أحرف الفرح ، فلا يستقيم فرح في دنيانا في هذه الأيام . لم يحن وقت الفرح ...)

... أخيرا تبيّن أن صديق رئاس ( خليل عبد ربه ) قد وجد الحقيبة تنتظر على الرصيف فعرفها .
(الحمد لله ) . تعود الأمور لتعدّل مسارها في النهاية . عاد الفرح النسبي يرفرف في منزلنا ، فتناولنا الإفطار الذي تأخر بفعل ( حركة الحقيبة المفقودة ) .
تناولنا في الحديث ( لحظة الوداع ) ونحن نستذكر لحظة الوداع تلك قبل ست سنوات .
في الوداع تنهمر العاطفة بمتطلباتها ..( اللهم أنت عبدي وأنا ربك ) !! فرحة العثور على المفقود تلجم المنطق ؛ ( هل من فرح حقيقي للوطن ؟ كيف ستكون ردة فعل الناس حينها ؟ ) .