زهرتي تذبل
تاريخ النشر : 2012-07-24
زهرتي تذبل
رأيت زهرتي وحيدة.. تتكئ على جمر الآهات والحسرة.. حتى غدا الجمر رمادا، يمزقها أنين الصمت ،تكدرت حالتها، غاصت نفسها بالمواجع كسفينة غارقة في البحر فقدت النجاة ،علت وجهها ابتسامة حزينة ،غرقت عيناها بالدموع.. وجهها شاحب معلن لليأس ،أصبح البكاء والألم رفيقاها، فقدت كل معاني الحياة ، أصبحت زهرتي التي غرستها في حديقتي ذابلة،أتحدث معها .. اسألها..... ما بك يا جوهرتي الغالية ؟ قالت: قال افتحي لي قلبك وأبقيني فيه .... بنيت معه أحلاما ، عشت الخيال في بحور عشقه..أبحرت في عالمه بلا أسباب ، همت به، كان طيف أحلامي وفرحة سنيني ،عشنا في سعادة وصارت الأيام أحلى ، كان يتغزل ويقول..انت السعادة والسرور ، انت أحلى من الزهور، قلبك أحن القلوب. أنت الوجود ،أنت التي أعشق بجنون، اجتاحت رياح قوية ، سقط القناع وانكشف وجه الحمل الوديع الحنون ، وأصبح ثعلبا ماكرا ،ذئبا مخادعا.......
ذكرته يوم قال أبقيني بقلبك هنا..ذكرته يوم قال ما ابدلك ولو بالملايين.. ، ذكرته يوم قال أنت قصيدة حياتي ،أنت لحن سعادتي ، أنت الأغنية التي ستملأ حياتي طربا وتلامس مشاعري الظامئة ،ذكرته يوم خدعني بكلامه وبسذاجتي صدقته ،ذكرته .........ذكرته........
ضحكت على حالي وقلبي كله أنين
قلت أحقا هذا الذي كنت أظنه في قلبي سجين
ذبـحني
قتـل حبـي
أنزف جرحي
أسال دمعي
حطم حلمي
أدمى قلبي
................... سحقني
ضممت صغيرتي لحضني وهمست في أذنها ما هكذا عهدتك فأنت القوية الصلدة ، فأنت الجبل العالي الشامخ ،انسيه ،لا يستحق دمعة من عيونك ، فهو ذئب كغيره من الذئاب وما أكثرها في زمن التردي الذي نعيشه، في زمن انعدمت فيه الأخلاق والقيم، فالإنسان كرمه الله و ميزه عن سائر الحيوانات بما خص به من العلم والعقل والفهم فإذا عدم ذلك لم يبق فيه إلا القدر المشترك بينه وبين سائر الحيوانات وهي الحيوانية البهيمية ، وهذا من هذه الفصيلة ومثله لا يستحق مشاعر رقيقة ولا اهتماما منك ولا البكاء عليه ، وكما ربيتك صغيرتي الضربة التي لا تقتل تقوي وأريدك زهرتي أن تنهضي أقوى مما كنت ، لملمي جراحك،وعقمي جرحك ولو بالنار، لا تنحني ،لا تستسلمي لأحزانك ،لا تنكسري ، فللزمن حكمة غريبة ، عزي نفسك ،وسوقي عمرك للمعالى واكسري النفس الحزينة، أديري له ظهر قلبك , وامضي في الطريق المعاكس له فربما كان هناك في الجهة الأخرى من يستحقك أكثر منه ، {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ َيعلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ{ البقرة: 216
أم الزهراء شيماء
23/07/2012