ورد ورماد بقلم:يوسف حمدان
تاريخ النشر : 2012-07-24
حين يموت الورد قتيلا
بشظايا حارقةٍ
ويخرُّ صريعا برج حمام.
أزرع في شرفة بيتٍ مغتربٍ
نسمة ريح هاربة
من أرض الشام.
أبحث بين غصون اللوز
عن العصفور الهاربِ
من جنات حلب.
أبحث عن ساحرةٍ
تنقذ من كرمٍ محروقٍ
عنقود عنب.
أحلم أن أعطي طفلا يبكي
حلوى ولُعب.
أبحث عن ذرات رمادٍ
تذروها ريحٌ حمصية.
أجمع حباتٍ من سنبلةٍ
تحملها الريح الشرقية
لأكلل فوق جدار الحلمِ
ملامح امرأة حموية.
أهرب في العتمة
من صخب الحرب الدموية
وأحلق كالطير
على رقصة حب أموية.

يا جزار الشامِ
أخالك لم تقرأ تاريخ الشام.
لم تسمع أنهار دمي تسأل:
كيف تنام؟
لم تتعلم من تاريخ الأمة عبرة.
أورثتَ مفاتيح القصرِ
ولم تشرب من ينبوع العزة قطرة.
لم ترفع سيفك إلا في وجه الشعبِ
ولم يسلم من بطشك إلا الأعداء.
ويحك، لم تتعلم في بيت أبيك
بأن الشام أبيّة.
ما سكتت أبدا عن ظلمٍ
ما بخلت يوما بالشهداء.
أرض الشام ينابيعٌ
بالثوار سخية.
فلتبحث لرفاتك عن وكرٍ
في أرض همجية.

ستعود إلى أرضكَ يا ورد الشام.
ستعود إلى حمص الشماء مآذنها
وإلى حلب الشهباء كنائسها
ستعود الشام منارا للناس
- لكل الناس -
وصرحا للحرية.

يوسف حمدان - نيويورك