انغام الحنين
تاريخ النشر : 2012-07-24
الى كل مشتاق...



أَغْلَبُ الأشْيَاءِ لا تُحْكَي وأغْلَبُهَا حَنِيْن

تَدُورُ كَمَا قُرْصُ شَمْسٍ بَيْنَ حِيْنٍ وَحين

تَرُوحُ وَتَجِيُء بِقَلْبِيْ هَمَسَات دَافِئَةَ اليَقِيْن

تَرْسُمْ لِيْ طَيْفَهُم مِنْ بَعِيْد

كَيْفَ كَانُوا هَا هُنَا ... وُجِدُوا فِيْ حَيَاتِنَا وَرْدَاً وَيَاسَمِيْن

غَابُوا عَنّا .. ذَهَبُوا بلِا سَبَبٍ

تَرَكُوا ألماً... قَلْبَا أَنِيْن ..

تَرَكُوا جُرحَاً غَائِراً حَزِيْن..

نُفَكِرُ كَيْفَ مَضَتْ بِدُوْنِهِم السّنِيْن ..

وَكَيْفَ عَرفْنَا قِصَةَ الْقَدَرِ مَكْتُوْبَة ًعَلْى الجَبِيْن..

تَفَرْقْنَا ... بَعِدْنَا..

ذَبَحْنَا الشّوقُ بِسّكيْن ...

قَطّعَ أَوْتَارَ قُلُوبِنَا..

ماتَت بَعْدَ غِيَابِهِمْ أَلْحَانه.. مَاتَتْ أَغَانِيْه ..

قَتَلَهُ مَرَضُ الغُرْبَةِ عَنْهُم ..

انْتَهَى الأمْرُ ... أصَابَنَا دَاءُ الحَنِيْن ...

مَرتْ بِخَيَالِنَا كَلِمَاتُهُم ..

كَيْفَ حُفِرَتْ بالقلوبِ حَفْراً رَصِيْن..
جَاءتْ تَزُرُونا رَائِحَةُ عِطْرهم دَائخَةَ الحَنِيْن

حَمَلْنا مَعْ الحَنِيْنِ جَنيْن

جَاء لَنَا بِمَخَاضٍ لِولادَةٍ تَعْتَصِرُها صَرَخَاتُ أفئدَةٍ هؤلاءِ

مَنْ هُمْ بالحُبِ مَجانِيْن

عَادَتْ إليْهم تِلكَ الهَمسَاتُ دافِئةَ اليَقِيْن

تَزْيْدُ مِنْ إيْمَانِهِم ...

بِأنَ حُبَّ هَؤلاءِ الغَائبِيْنَ .. حُبَّاً دَفِيْن

لا يَغِيبُ بِغِيابِهِم.. بل يَزْداد أكْثَرَ كُلَ حِيْنٍ وَحيْن

يَعْظُمُ أكْثَر مَعْ كُلِ نَسْمَةِ حَنْيْن

الحُبُ فِيْهُم يَكْبُرُ .. ويَعْظُمُ

حَتَّى وإنْ كانَ قَلِيْلٌ مِنْهُ كافٍ لِجَعْلِنا فِيْ حُبهِمْ قَتِيْل

حِيْنَهَا .. يَكُونُ المُشْتَاقُ

قَدْ أسْدَلَ السَتائِرَ وأطفأ نُورَ القِنديِل

وكَتَبَ على صَفْحَة كِتَابِ الحُبِ هَذْا الدّلِيْل

أَيّها الحُب :

لَيْسَ لِيْ عَنْها غِنَى .. ومَا أَمْلكُ فِيْ الحَيَاةِ إلاّها بَدِيْل



بقلم: كــــــــرمـــــــــل خـــــــــالد عبد الرحمن البداونة