تركيا الماسونية وإسرائيل الصهيونية ..بقلم:زياد هواش
تاريخ النشر : 2012-07-09
تركيا الماسونية وإسرائيل الصهيونية ..
قادة الربيع الاسلاموي , ونماذجه المقدسة .

بالتأكيد الأنظمة الجمهورية العربية , أنظمة ديكتاتورية تحولت إلى أسرية تتجه إلى التوريث .

وسوريا كليبيا والعراق ومصر واليمن والسودان , ثم الجزائر وموريتانيا والصومال .

الغريب أن الجماهير العربية , التي تستحق أنظمة ديمقراطية حقيقية , وتحتاجها أولا , تتحرك فقط , في جغرافية النظام الجمهوري العربي , وتبقى ساكنة صامتة في جغرافية النظام الملكي العربي , ربما بسبب الحماية الأمريكية المباشرة عبر قواعدها العسكرية في كل زاوية وركن "ملكيين" , وبالتأكيد بسبب جيوش المرتزقة الإقليميين , وبطش الأجهزة الأمنية الجبارة , بما لا يقارن مع الأشقاء الجمهوريين السابقين .

ولكن أهم جهاز قمعي (فوق ديمقراطي) تمتلكه الأنظمة الملكية العربية المدججة بالقواعد العسكرية الأمريكية والأطلسية , والمرتزقة الاسلامويين الإقليميين والعالميين :
هم التيارات الإسلامية الوطنية , التي تحتضنها الأنظمة الملكية العربية , لقمع شعوبها بوحشية تاريخية غير مسبوقة إنسانيا , وتحركها لإسقاط الأنظمة الجمهورية العربية , لنقلها من وضعها السابق , إلى أنظمة إسلامية تتحالف استراتيجيا مع إسرائيل وتقع تحت الوصاية الأمريكية المباشرة , وبذلك تضمن أمريكا لحلفائها الملكيين العرب , دوام استمرارهم العكس تاريخي والعكس إنساني , وتضمن بالمقابل تدفق النفط والغاز المجانيين تقريبا إلى اقتصادها المتداعي .

أهمية تركيا تحت الحكم الإسلامي , أنها تشكل النموذج الناجح , للإسلام السياسي المستقبلي , الذي يقع بكامل جغرافيته الوطنية , تحت قبضة القواعد العسكرية الأمريكية والأطلسية , ويتعاون لوجستيا بل "يتكامل" مع إسرائيل , الحليفة النموذج للتعاون العسكري الإسلامي _ الصهيوني , المقدس .

تركيا التي تحاول إسقاط النظام الجمهوري في سوريا , تريد أن تسوق للعرب والمسلمين , نموذجها الأطلسي , لتقوم بدورها الاستعماري , في المنطقة العربية , كحامية للأنظمة الملكية العربية أولا , تحت غطاء الحماية التاريخية للعائلة العربية السنّية , من أيام السلاجقة , وما تلاهم , عندما قامت الإمبراطورية العسكرية العثمانية , وحكمت الجغرافيا العربية تحت راية الخلافة الإسلامية , بما يشبه عصور أوروبا المظلمة , وأنحس .

ولكن للنظام في سوريا ميزة إستراتيجية تحتاجها تركيا بشدة , لتبرير تدخلها ودورها التخريبي داخل المجتمعات العربية كلها , وداخل البيت العربي السنّي تحديدا , هذا النظام السوري (مذهبي علوي / شيعي) , وهنا تتلاقى الإرادات السنّية/السنية العليا , التركية الطورانية _ العربية الملكية , التي تحتاج لذلك العدو الشيعي , بديلا عن ذلك العدو الإسرائيلي الصهيوني , الذي يجب أن يقود المشهد العربي الإسلامي المستقبلي , بالتكامل مع تركيا الطورانية ذات الجذر الماسوني القادم من محافل "سالونيك" و "استانبول" .

ولكن النظام في سوريا , والذي لا يختلف بأي تفصيل , عن أي نظام جمهوري عربي , سنّيا كان أو زيديا أو صوفيا أو قبليا , يتمتع هو الآخر بعلاقات إستراتيجية مع إيران الشيعية , ومع روسيا الأرثوذكسية , التي تريد لأساطيلها موقعا في المياه المتوسطية الدافئة .

وتشاء الجغرافيا أن يكون لإيران حدودا مع تركيا , وان تكون روسيا تنظر بحق , إلى تركيا الماسونية الحديثة , باعتبارها كيان استعماري أقامته الاولغارشية الأمريكية قبيل انتهاء الحرب الكونية الأولى , فقط لمواجهة الثورة البلشفية , ولإغلاق البحر الأسود ساعة تشاء أمريكيا , افتراضيا .

يحسب للنظام العلوي / الشيعي , في سوريا , وبالرغم من فداحة هذا التوصيف الكئيب , أنه يواجه الكيانين الاستعماريين الأخطر , في الشرق الأوسط , إسرائيل الصهيونية وتركيا الماسونية , ومرتزقتهما .

ويحسب على تركيا وبقية الأنظمة الملكية العربية (شديدة الهوية السنّية) وتوابعهما , من بقايا الأنظمة الجمهورية العربية التي تتحول إلى الاسلاموية التركية , أنهم بائعو أهل السنة والجماعة في فلسطين , وتجار مقدسات الإسلام فيها .

3/7/2012

زياد هواش

..