راعي وقطيع وذئاب ..
تاريخ النشر : 2012-06-22
راعي وقطيع وذئاب ..

السلام عليك يا بغدادْ
مدينة تقوم من رمادها
عظيمة في كل البلادْ
كل الخير في سوادها

وحدها المدن الخالدة
تلك التي لا يستطيع عراة التاريخ وحفاة الجغرافيا إلا أن يحرقوها

وحدها المدن الفاسدة
تلك التي تبقى أبوابها مشرعة للغرباء
وبيوتها للغزاة
وقصورها تخضع دائما لعنيد

يستطيع الراعي دائما أن يحمي قطيعه من الذئاب الليلية , تلك معركته

ولكن , ما الذي يمكن للراعي أن يفعله , إذا قرر القطيع أن يرى في الذئاب رحمة له من عصاك ..!!

من يستطيع أن يقول لهذا القطيع الصامت الأبدي
أن مقتله في تلك الحرية ..!!

من راكع ويداه أوحشتنا
أن ليس يبقى الباب مفتوحا ..!!

لبيروت التي
تطهرت أخيرا
مرتين
خلعت ثوبها التاريخي
وقالت في قصيدتها
احرقوني
لأخرج
من رمادها

والآن يا دمشق
وقد أشعل الياسمين
العشق
الشام تذيب معدنها
الشام تخرج من قمرها
وليس تحترق

يا بلادي
نحن لا نقتل
بعضنا البعض
نحن بالدم نولد

نقطع بأيدينا
الشريان النابض
ليخرج الفاسد الأسود

إذا أناجيك
همسا
ناسكا
يتعبد

تذهب فيك
القوافل
بعيدا
وأذهب
ابعد

هدمنا كنائسنا
وصوامعنا
والبيع
والمساجد

والآن
يا دمشق
ماذا بعد ..!!

22/6/2012

زياد هواش

..