لا كلام
يملأ دروب المدينة
لا لوحة
تمتص بألوانها
أوجاعها العظيمة
او تصف
جدائلها الكنعانية
حتى القصائد
مصابة بالبكم
هنا الهموم عاهرة
تهب الكادحين
و الحيارى
متعة العذاب
هنا
كل أحاديث المساء
لا تلتف
على خاصرة همومها الصغيرة
هنا
أسراب الحمام
بلا أحلام
هنا الهموم الكبيرة
بحجم الليل
لا تطالها الألسن اليّآسة
و لا تلك الراجفة
هنا الأطفال بلا أسماء
و الأحياء بلا مقابر
هنا المساجد بلا مآذن
و النساء بلا فرح
هنا الشيوخ
ملامح وجوههم
تكسوها عثرات الدهر
هنا تزدحم الدموع
لكن عبثاً
تحاول تضميد جروحنا
العطشى للأمل
هنا مواويل المساء
تخرج من فاه الروح
لها سِحر الغروب
هنا الخيول
لا حراك لها
أو جموح
هنا أرض البدايات
تفيض بالأحزان
هنا شراهة الغزاة
مصابة بالجنون
تلتهم المقدسات
كما تلتهم الحنون
هنا دروب المدينة
مصابة بتخمة الإنتظار
إنهاء الإنقسام
زوال الإحتلال
بناء الدولة
محاربة الفقر
والقائمة تطّول
هنا دروب المدينة
تنتظر الإنتصار
للأرض و الإنسان
هنا دروب المدينة
تصر على حب الحياة
من يهدي لها الحياة
من يهدي لها الحياة