النادي الجراري وجمعة الوداع بقلم:رضا محمد جبران
تاريخ النشر : 2012-06-16
جمعة الوداع
لَفَظتُ عَميقَ أَنفَاسِي
لأُذهِبَ غَيمَ إِحسَاسِي

وَأَطوي دَفاترَ الذِّكرَى
بِبَيتِ الزَّهرِ وَالآسِ

بِأَرضِ المَغربِ الأَقصى
رِباطِ العَاشقِ الآسي

وَأَكتبُ بَاسمَ الأَيامِ
مَا يَحكِيهِ قِرطَاسِي

عَن الغُرِّ المَيَامِين
عَن الأَكفَاءِ كَالمَاسِ

عَن (النَّادِي)( ) الذي يَحكِي
لَنا أَفضالَ (عَبَّاسِ)( )

سَليلِ العِلمِ وَالأَدبِ
قَوِيِّ النَّفسِ فِي البَاسِ

رَفيعِ القَدرِ فِي الآدابِ
يُلهمُ كُلَّ جَسَّاسِ

عَلِيِّ النَّفسِ مُبتَسمٍ
غَضِيضِ العَينِ وَنَّاسِ

جَلي الفِكرِ مُنسجمٍ
مَع الأَشعارِ مِئنَاس

وَقَد طَافتْ بِسَاحَتِهِ
نُجومٌ غُرَّةُ المَاسِي

أَنستُ بِهم فَأَنسَونِي
مَرَارَ الغُربةِ القَاسِي

تَوَاضُعُهم يُذَكِّرني
بِخَيرِ الرُّسلِ وَالنَّاسِ

لَهم تََهْفُو مَشاعِرُنَا
وَتَمرحُ دُون إِبْلاسِ

وَأَذكرُ بَعضَ مَن لاقيتُ
مِمَّن عَدَّهم رَاسي

وَأَرجُو الصَّفحَ مِمَّن فَا
تَ لَمْ تَشْملهُ أَقواسِي

(حُميدةُ)( ) سَلوةُ المُشتاقِ
يُكرمُ كُلَّ فَرَّاسِ

وَ(أَحمدُ شَوقِي بِنْبِينٍ)( )
بِهِ أَحكمتُ مِقْيَاسِي

حَبَا لِي كُلَّ مَكرُمةٍ
وَشَرَّفَني بِلا يَاسِ

يَسوقُ طَرائفَ الأَقوالِ
مَا يَرْضَاهُ جُلاسِي

وَيَحملُ مُلغزَ الأَشعارِ
مَا يَندَى بِه كَاسِي

(ظَريفٌ)( ) كُلُّ مَن يَلْقَاهُ
يَرقبُ كُلَّ إِيناسِ

وَأَلَّفَ (عِطرَ مَجْلسنا)
(جَمالٌ)( ) بَينَ أَجناسي

(رَشيدُ الحِلو)( ) مُؤْنسنا
حَصيفٌ بَينَ سُوَّاسِ

وَصاغَ (الجَوهَري)( ) أَدَباً
بِه عَطَّرتُ كُرَّاسِي

وَأَجلى (المَزدَلِي)( ) أَلماً
بما في الشعر من بوس

وَزَيَّنَ قَبلَهم (جُبرانُ)( )
جَمْعاً صَانَ نِبرَاسي

وَأَطربَ (شَاعرُ الهِنشيرِ)( )
مَا قَد حَلَّ أَمرَاسي

وأصدر من (زوايا النفس)( )
شِعرا قَضَّ إخراسي

وََدَاعاً مَجلسَ (الجُمعاتِ)( )
يَا مَن هجتَ أَحْدَاسِي

وَدَاعاً يَا شُموس الفِكرِ
إنْ وَدَّعتُ لا نَاسِ

وَدَاعاً مَا (سَخيتُ)( ) بِكُم
وَلا أَغنيتُ إِفلاسِي

كتبها رضا محمد جبران

يوم الجمعة الموافق 15/ 6/ 2012
الرباط المغرب