"تَاكْسِي دْرَايْفرْ" شعر: محمد عبد الفتاح/ المغرب
تاريخ النشر : 2012-06-11
"تَاكْسِي دْرَايْفرْ"
************** محمد عبد الفتاح/ المغرب

وَرْدَة ٌ لِهَذا المَدَى
نَجْمَة ٌلذاكَ الرَّصِيفْ
خَفقة ٌ لذاكَ السَّحَابْ
شَهْقة ٌلِهَذا النَّزيفْ
دفقة ٌ لهذا الصباح
رعشة ٌ لذاك الخريف
مطرٌ لهذا المساء
دهشة ٌ لهذي الحروف
دمعة ٌ لتلك المآقي
رجفة ٌ قلبٌ أسيف
لَكِ رَائحَة ُالخُزَامَى أيَّتُهَا الطيُوف ْ
هَلْ كَانَ إلاَّ خَريفاً عَابراً
وَجسماً يَغْزل نُورَهُ
شمسا يطوفْ
فيرقص في الظلال ظلٌ نحيفْ
و أراك دانية القطوفْ
تهديني القصيدة ضوءها
تغسلني فَتُبَاركُنَا الْحُتُوفْ

***

عَيْنَاكِ قِيثارَةٌ
شَعْركِ موسِيقى "تَانْكوٓ"
إذ يُسَافِرُ فِي الرِّيَاحْ
***
وﺃهْمِسُ فِي أذنَيْكِ
-"هَاتِهَا"
سَأخْطفهَا مِنْ عَلَى شَفتَيْكِ
مُوسِيقى دَائِمَة ُالْخَفقانِ

***
شَعْرُكِ أيْضا يُوحِي بالْقبلْ
"ﺃوسْكار" قهْوتُنَا
أيْضا تُوحِي بالقبل
"تاكْسِي درَايفر"
لَثمْنَا لذيْهِ الوُجُوهَ بلا خَجَلْ


***

وَرَأيتُ فِيك الْمُتَنبي فِي" شَارع النخِيل"
يُعَانِي مِن فرطِ الصبَابَة وَالنحُول
"وَاأحَرﱠ قلْبَاهُ مِمَنْ قلْبهُ شَبِمُ
وَمنْ بجسْمِي وَحَالِي عنْدَه سَقمُ"
فقلتُ:
وَلِي فِي الضّيَاء نَجْمَة ٌ ﺃقطِفهَا
إذا اشتَدﱠ عَلَى جُرْحِنا الْهَمُّ والألَمُ

***
لا زَالَ طعْمُهَا فِي شَفتِي
يَفيضُ سِحْرا
لا شَيْء يُزيلهَا
لِيُشْعِل أخْرَى...

***
ﺃشْرُب شعْرَك خَمْرَا
فِي كُؤُوس ِالدمَاء النازفة
واشْرُب حُطامَك فِي الْحُطامْ

***

كَآبَة ُالسمَاء فِي عَيْنيْك نُتَفا
وَمَاءُ وَجْهكَ اختَفى
بالأمْس ِ كنْتَ طائِراً غَرِداً
يُرتِّل ارْتجَافَ اللُّحُون
مَوَّالُها يَا أسَفِي
نَجْمَة ٌوَحُلمٌ رَفرَفَ
يَا صَيْحَتي المُرْهَفَة
فِي واد لا يَبْلُغُهُ الحَبيبْ.....

***

وَتَسْتعيدُني ذِكْرَى الوَجيبْ
-" يَا صَدِيقِي قمْ بنَا.."
-"هلْ تَنَامِينَ مُبَكِّراً؟"
-"مِثلَمَا مُبَكِّراً تَنَامْ...!"

***
قدْ كنتُ قبلَ رُؤَاكِ أنَامْ
وَالآنَ يَا صَدِيقتِي
تَرَكَنِي المَنَامْ
الآنَ يَا صَدِيقتِي
قطْرَةٌ مِنْ دَمِي تَنَام
وَالبَاقِي للحطام
يُودِّعنِي الكَلامُ
وَﺃكْتَفي مِنَ الكَلام
بمَا تَبَقى مِنْ شِعرٍ
وَمَا تَبَقى مِنْ هُيَامْ

***
أرْنو لِسَمَائِي عَاشِقاً
كَأنه كَانَ حُلما سَرَابْ

***

فِي خَيَالِي
أدَاعِبُ وُجْنَتَيك
مِنْ خُصْلَة عَبَثَ بهَا الهَوَاء

***
كَأنِي أغار ُعَلَيْكِ
مِنَ الهَوَاءِ
إذ يُدَاعِبُ وُجْنتيك
ومِنَ الحمامْ

***

تَرَكْتُ لَذيكِ وَجْهي
تَرَكْتُ الكَلامْ
تَرَكْتُ شِعْري
تَرَكْتُ الهُيَامْ
تَرَكْتُ الحَمَامَ
فِي شَكهِ يَرعَى
مَوتَ الحَمَامْ
تَرَكْتُ السَّمَاءَ
فِي نَفسِهَا َتَرثِي
هَذيلَ الحَمَامْ
تَرَكْتُ الهَوَاءَ
فِي نَفسِهِ يُنعي
مَوتَ السَّلامْ
تَرَكْتُ السَّلامَ
لامْرَأةٍ سَقطتْ
وَاعْتَنَقتُ الظلامْ
تَرَكْتُ الظلامَ
فِي لَيلِهِ يُعْلي
هَذا القمَرْ
تَرَكْتُ القمَرَ
فِي عُشِّه يَبْكِي
شُحُوبَ القمَرْ
وَوَرَائِي اليَمَامُ
فِي غُصْنِهِ يَحْكِي
حَفِيفَ الشّجَرْ
تَرَكْتُ الشَّجَرَ
فِي أرْضِهِ يَرْعَى
هُروبَ الشَّجَرْ
وَاعْتَنَقتُ الغَمَامْ
تَرَكْتُ الغَمَامَ
لِنفسِهِ يَبْكِي
هُبُوبَ الرِّيَاحْ
تَرَكْتُ الرّيحَ تَعْوي
خَلْفَ المَطرْ
تَرَكْتُ المَطرَ
عَلَى نَافِدَةٍ يَشْكُو
بُكَاءَ المَطرْ
عَانَقتُ السَّحَرْ
وَتَرَكْتُ نَفسِي تُعْلِي
هَذا السَّحَرْ
تَرَكْتُ السَّحَرْ
وَتَرَكْتُ نَفسِي تَبْكِي
فقدَ النظرْ
عَانَقتُ نَفسِي
أعَلِّلُها بهَذا القدَرْ
وَتَرَكْتُ نَفسِي
فِي نَفسِهَا تَسْعَى
مَجِيءَ القدَرْ
وَتَرَكْتُ القدَرَ
لِنَفسِهِ يُرَتِّبُ
هَذا القدَرْ!..