حزيران و الستة أيام بقلم : أحمد الشيخ
تاريخ النشر : 2012-06-07
حزيران و الستة أيام بقلم : أحمد الشيخ


حزيران و الستة أيام

كيفَ يكونُ النّورُ صدقةً
تحتَ جنحِ ظلامٍ دامِسٍ
لمحتاجٍ لبصيصِ أملٍ
في شهقَةِ حلمٍ مُنْدَثِرْ ؟

أو نقطةَ حبرٍ تتحلّلُ
تنسابُ على سطورٍ
مجتاحَةٍ لورقَةٍ بيضاء
في رجفَةِ كفّ المُقْتَدِرْ ؟

أو كوَقْعِ حبيْباتِ مطرٍ
اجتَمعتْ كسيلٍ جارِفٍ
حتّى لكلّ روحٍ متشبّتةٍ
في رمقَةِ حياةِ المُحْتَضِرْ؟

كأن يشهرَ الشّهرَ البدايَةَ
يقبِضُ وسطَهُ دونَ إدراكِ
نهايَةِ ذرّاتٍ مصلوبَةٍ باكِيَةٍ
مجتثّةٍ لعنقودٍ بالأحمَرِ منْهَمِرْ

حزيرانُ كانَ أصفراً ذاكَ العامْ
ليسَ كبيادِرِ القَشّ بعدَ حصادٍ
كانَ لوناً أخَرَ شقّ الأرضَ
أبكاها بعدَ زلزَلَةِ شرٍّ مستَطِرْ

ليسَ كأشعّةِ الشّمْسِ الذّهبيّة
التفّ حولَ القُدسِ اغتالَ الهضبَةَ
شقّ الضّفَةَ إلى اثنتيْنِ حزينتيْنِ
لسعَ الصّحراءَ بجمرِ لقيطٍ مستَعِرْ

أتسآءلُ لمَ تموتُ الحياةُ
كلّما اقتربَ بعوسَجٍ منَ الزّنبَقِ
كلّما غزى واحاتِ الشّقائِقِ
رُغمَ انّ جمعنا هو المُقْتَدِرْ ؟!

كيفَ يقتُلُ الشّهورَ و الأعمارَ
يدمي شرفاً جريحاً في ستّةِ أيامٍ
لمَ لا نجعلُهُ يولَدُ بلا ألمٍ في سابعٍ
يأتي بعدَ مخاضٍ بعسرٍ لا يستَمِرْ؟!

كلّما اقترَبَ التّاريخُ منْ حزيران
يتوقّفُ قلمي فأجْهدُ في الكتابَةِ
أتراجَعُ ثمّ أتقدّمُ لمْ اعتَدْ الهزيمَةَ
فالفرّ منْ أجلِ الكرّ لُغَةَ المُنتصِرْ

حزيرانُ كيفَ يكونُ لي شطحاتٍ
و بيتُ عزاءٍ لشلّالاتٍ مهدورَةٍ
هديرَ قبلَةٍ مغتالَةٍ على شفاهٍ
كلّ شفَةٍ صارَتْ كشقّ منشطِرْ

يَصرعُني وجهُ مقاتِلٍ شجاعٍ
يتأبّطُ سلاحاً أعزلاً غاضباً
مَطرةً ظمآنَةً و خوذَةً منهَكَةً
بعدَ جولَةٍ لفارسٍ أبى أنْ يندحِرْ

كلّ الشّهورِ تأتي و تذهَبُ إلا هو
يبقى في ذاكرَتِنا يقلّبُ المواجِعَ
لا تلتئِمُ إلاّ بأخَرٍ يُبلسِمُها
لا يجنَحُ للانكسارِ كي لا يعتَذِرْ

متى سيأتي آذارُ بالكرامَةِ مجدّدا
و تشرينُ بالعبورِ مرّةً أخرى
متى سيخلَعُ حزيرانَ ثوبَهُ البالي
يبلسِمُ كلّ قلبٍ منكسِرٍ منفطِرْ ؟

6 / 6 / 2012

أحمد الشّيخ