الحولة بقلم:يوسف حمدان
تاريخ النشر : 2012-06-01
الحولة
زرعت قطاةٌ دمعة في الريح
وانصرفت إلى الأفق
المضرج بالدماء.
نزلت على حضني السماءُ
وسربلتني بالبكاء.
أهدى المساء سكونه للذئب
فانقضّت على الأطفال
زمجرة الصواعق.
من لم يمت بالنار
مزق لحمه حد البوارق.
بكت الثواني كيد ساعتها.
كسرت عقاربها الدقائق.
جمعت قلائدها الطيور
وكللت نعشا لطفلٍ
حالم العينين
دون العاشرة.
يا كل من أحيوا الولائم
في دمشق الساهرة
يا كل من هتفوا:
يعيش الطاغية!
لن تهربوا من عين ثاكلة
بحمص الثائرة.
لن تفلتوا من نظرة حموية
ستجزركم ليوم الآخرة.
الشام نارٌ في الرماد.
يا شام كوني القاهرة.
كوني جحيما للطغاةِ
ويا سهول الحولة الخضراء.
كوني حريقا في الروابي
كوني شهابا في السماء.
يا حلوتي الصغرى
ويا حضن البراءة والنقاء.
سيضيء نورك كل ساحات البلاد
وسيشرق الصبح المؤزر
رغم هول المجزرة.
يا معجزة!
يا صرخة في الوادِ
رددها الصدى
في كل أرض عامرة.
ستعيش للمجد المؤجل طفلة
ذبحت بأيدٍ ماكرة.
حلت ضفائرها السفوح
وطرزت علما
سيحمل إسمك الدامي
على قمم الجبال.
يا حولتي الخضراء.
يا فرحة الأزهارِ
في عرس الغزالة والندى.
يا شمعة حُرقت لتختصر المسافة
بين كابوس الليالي والضياء.

قال السنونو للفراشة:
النار حارقةٌ
ودرب النور أوله ضباب.
زرعت قطاة دمعة في الريح
واشتعل الغضب.
لا وقت للموت البطيء
وللتعب.
أيظل بعد اليوم طاغوثٌ
على أرض العرب؟

يوسف حمدان - نيويورك