أنفاس الورد بقلم:كريم ناشور
تاريخ النشر : 2012-05-29
سيدتي ....
لسنا بحاجة الى الوقت ...
مثلما نحن لسنا بحاجة الى المكان
فما بيننا لاينتمي للطبيعه بشىء
أنه يحلق في فضاء الميتافيزيقا ونواميسها
ربما نفتقدالقليل من الخيال لادراك ذلك ...
ربما نفتقد الكثير من الجرأه للاعتراف به .
ولكننا ..حتما نستشعر الجحيم الهائل الذي ينتظرنا .
متناسين – ربما دون قصد – وشاية اضافرنا والواننا.
حبيبتي....
ليست الحريه ان نقول ما نريد ...بل ما نفعل .
وليست السعادة ان نفعل ما نريد... بل ما نحب .
والحب هو ما بيننا الان انا وانت .
فقد لايستطيع احد ان يرى ذبابة على جبل .
لكنه –وبنصف عين مغمضه – يمكنه ان يتيقن اننا مغرمان ببعض ....
بل ذائبان ببعض .
صغيرتي
هل اسرفنا في الحب
وتخطت خلايانا وظائفها الرسميه
لنصبح هكذا :
صبي وصبيه ....
يختلسان الوقت ....
ويفترضان الاماكن ...
لترسم اصابعهما نافذة بحجم المستحيل.
وهل ...
ادرك الورد – متاخرا -
ان انفاسه المتشظيه ...
آن لها الآن أن تلتأم .
امن بعد خمسين عاما تذكرنا ان لنا قلبا .
وان من بعض وظائفه ان يهفو ويرتجف ...
امن بعد خمسين عاما تذكرنا ان لنا نبضا ...
ولحما...
وجذورا ترتعش .
يااااااااااااااااه .
كم اسرفنا في العيش ؟
واستنفدنا لب الاشياء .
حتى عادت يابسة ككومة قش.
كان يكفينا نصف ذلك
فنجرب الاشياء مرة واحده فقط
ننام مره ...
وناكل مره ...
ونسافر مره....
ونحلم مره ....
ونحب كل مره .
ثم نمضي الى السماء طريين .... ونديين .... وناعمين
فنقابل الملائكة الصغار
ملائكة امام ملائكة
ونقارعهم الحجة بالحجة
حتى يبتسم الله ... ابتسامته الرائعه
ويقبض على كفينا الصغيرين
ويقودنا الى الجنة.




بغداد