لا بواكي للقدس بقلم: ابراهيم جوهر
تاريخ النشر : 2012-05-28
الأحد 27 أيار : ................يومية : إبراهيم جوهر - القدس

لا بواكي للقدس

في الأيام الأخيرة لشهر الرحيل والترحيل كان فجر اليوم نديّا ، هادئا . أفقت على زقزقة حياة تخرج من طيور أيار ؛ بلبل ، وهدهد ، وحمام بري ، وجوقة الزرعي الأليفة .

الهدهد ضيف سريع المغادرة . منذ يومين يزورني ...للهدهد ذاكرة وحضور . إنه الصحفي الأول في التاريخ ...هدهد اليوم لم يخبرني شيئا ، الكتاب أخبرني ، والصحيفة ، والدخان الأسود .

هدوء ، وفجر حقيقي . ليت الهدوء يدوم .

زميلي (جاد) ما زال في حقل الليلك . تجاذبنا أطراف الألم والواقع اليوم في غرفة المعلمين .

مشكلة عالقة بين شبان في البلدة ستجدد عطوتها العشائرية هذا المساء .

مستوطنون يعتدون على أربع قرى .

مياه شحيحة تسير في النهر . ساعات معتادة تمر .

لجنة المستقلين المتابعين لشأن المصالحة دعت طرفي الانقسام إلى الالتزام بالاتفاق الموقع عليه في الدوحة والقاهرة .

( هل اكتسبنا أسلوب التفاوض مع الآخر فبتنا نراوغ ؟!! )

الاعتقال الإداري تم تجديده لثلاثة معتقلين من بينهم (حسام خضر) صاحب القلم الأدبي الجميل .

( لا احترام للتعهدات والاتفاقات )



حرارة الجو ارتفعت ، وحرارة المواقف كانت أكثر ارتفاعا .

حقول الليلك تزداد رغم وجود نوافذ مشرعة على المستقبل ...

اتصل بي صديقي الشاعر ( رفعت زيتون ) متسائلا عن انضمامي لفريق القدس الأدبي الذي سيزور عرابة وأدباءها وبلديتها في مسرح ( محمود درويش ) مساء الخميس القادم .

وصلني كتاب ( حارسة نارنا المقدسة ) من إصدار ندوتنا الثقافية الأسبوعية الذي خصص للكتابات النسوية .

كنت قد اخترت عنوان الكتاب وكتبت تقديما شاملا قبل دفعه إلى المطبعة ، لكني فوجئت اليوم بغياب اسمي عن التقديم !!

هل (الممنتج ) تدخل فحذف الاسم فصار التقديم بلا نسب ؟؟ أم الناشر المكلف بالطباعة ؟ أم من ؟

لماذا نغلق نوافذ أخلاقيات المهنة لصالح أنانيتنا ؟

كنت أتعامل مع مواقف مشابهة بكثير من التساهل وطيب التوقع والتحليل ، اليوم أجد في الأمر ما وراءه من خبث نوايا ....من المسؤول ؟

النجاح يبدأ من العناية بالأمور الصغيرة .



بعد العصر حتى مغيب شمس اليوم تعالت ألسنة الدخان وتشكيلاته في الأفق الشرقي ؛ دخان أسود ملأ الجو وغطى مساحة من جمال الفضاء مصدره مجمع قمامة القدس القريب من السواحرة الشرقية وأبو ديس والعيزرية .

تشكيلات بلون الإهمال ، والسرطان ، وقيمة من لا قيمة لصحته وحياته ...



نهار هادئ في بداياته ،

عابق بحرائق سوداء في نهاياته ، وبينهما حقول من الليلك والغبار والجفاف واللؤم .

مدارس جبل الزيتون لم تنتظم الدراسة فيها هذا اليوم . طالبات المدرسة الإعدادية تعرضن لاعتداء عنصري في رحلتهن المدرسية ...

لا بواكي لنا ، لا بواكي لبناتنا وأبنائنا ،

لا بواكي للقدس ،

لا بواكي لحالنا الذي يبكي حالنا سوى دخان أسود ، وقلوب سوداء تزيد الليلك والسواد