على ضفاف المشاعر بقلم أ . سمير أبو شتات
تاريخ النشر : 2012-05-26
على ضفاف المشاعر بقلم أ . سمير أبو شتات


على ضفاف المشاعر
قصة قصيرة
بقلم أ . سمير أبو شتات
الثلاثاء 3/4/2012 م

على ضفاف المشاعر جلست في كوخها الورقي البسيط تحكي لفراخها الجوعى قصة الشاطر حسن وقصص الزير سالم وسيرة الهلاليين ، تتلمس خطى السابقين ، تهمس تارة في أذن هذا واعدة له بطعام في الغد يسير ، وتداعب جديلة شعر أخرى زارعة فيها إحساسا بالجمال والمستقبل المشرق المنير ، ومضت الشمس إلى مستقرها ، وبدا سواد الليل يحوم في الأجواء يلتهم كل ما صادفه من أشياء ، وبدأت السماء تستبدل ثوبها الأزرق بثوبها الأسود الجميل المرصع بجواهر من النجوم يتوسطها قمر وان كان في أيامه الأخيرة يودع شهرا كاملا على رحيله عن عيونها ، رحيل من كان يعينها على جور الأيام ومرارة الحياة ، تذكرته في خشوع وانهمرت من عيونها الدموع ، كانت تحبس عبراتها حتى لا تقع دمعة من دموعها الحرّى على وجه صغير من صغارها فتقض مضجعه وتقتل حلمه الجميل في غذ مشرق سعيد ، ومضى الليل ثقيلا ثقيلا يجر في ساعاته آهات وآلام وخوف ملأ النفس مريب ، واقترب الليل من الانتصاف وكانت الدنيا قد سكنت واستسلمت لخالقها في خشوع وصمت يدخل في النفس من الوحشة الكثير ، وإذا بفارس ابيض جميل يظهر في الأفق من بعيد يقترب من المكان شيئا فشيئا يشع من وجهه نور أضاء عتمة الليل البهيم ، اقترب الفارس من الكوخ وكأنه يقصده كأنه يعرفه ، ونادى يا أهل البيت هل من مضيف يضيف عابر سبيل ، تمسمرت المرأة في مكانها وتقطعت أنفاسها فلا رجل يحميها ولا جار يؤنس وحشتها ولا ولد كبير تستمد منه قوتها ، ولكنها تشجعت وردت حللت أهلا ونزلت سهلا ، وخرجت تلملم شجاعتها وأشعلت نارا وقدمت ما لديها من تمر وماء إلا أن الضيف لم يمد يده فأوجست منه خيفة ، نظرت إليه كأنه هو نفس الملامح ونفس اللحية ونفس تقاطيع الوجه ولكنه بدا أكثر بياضا انه هو بحق أخذت تخاطب نفسها في سرها من رحل عني وبقي في فيض مشاعري ، ونظر إليها وقال كيف الأولاد فزادت دهشتها ، وقالت في استغراب أتعرفهم ؟؟ فقال لعلك لا تعرفينني أنا من توكأت عليه سنينا طويلة شاركك حلاوة الحياة ومرها فقد جئت اطمئن عليك فقد طال سفري وسيطول أكثر ، وما هي إلا ثوان قليلة حتى اختفي الطيف الجميل واستيقظت من نومها فلم تجد لا فرس ولا فارس إلا فراخها وكوخها الصغير و بقية من مشاعر بقيت تعيش على ضفافها .