في الوطن ِ العربيّ ِ الأزهَرْ
شعر: الأديب
قوام الدّين محمّد أمين
مُهداة إلى:
كلّ ضمير ٍ حيّ..
كلّ قلبٍ ينبضُ بالإنسانيّة..
كلّ جبين ٍ لا ينحني إلا لله عزّ وجلّ..
كلّ عقل ٍ لا يؤمنُ بأغلال ِ الاستعباد..
كلّ مُحبٍ حطمَ بقلبه الأصنام..
كلّ عربيّ ٍ حُر..
كلّ إنسان.
.....
في الوطن ِ العربيّ ِ الأزهَرْ
مَنْ يَنظرُ أعمى يتبخترْ
مَنْ يَصْدُقُ مَغبونٌ مُغترْ
في الوطن ِ العربيّ ِ الأبهرْ
لَمْ يَبقَ طريقٌ غيرُ الشرْ
سَهلٌ يُحْصَدُ فيهِ الجوهرْ
وطريقُ الخير ِ طويلٌ مُغبَرْ
في الوطن ِ العربيّ ِ الأزهَرْ
...
في الوطن ِ العربيّ ِ المسلوبْ
الجهدُ يضيعْ
والعقلُ وضيعْ
وصوتُ الحقّ ِ ضعيفٌ يرضعْ
وشُعاعُ النور ِ مُخيفٌ يرتعْ
وسِياط ُ النخـّاس ِ الأكبرْ
في الوطن ِ العربيّ ِ الأزهَرْ
...
في الوطن ِ العربيّ ِ المغلوبْ
الشرّ ُ سريعْ
والخيرُ مُطيعْ
والعملُ الصَّالِحُ جُرْمٌ أفجعْ
والثورة ُ طفلٌ هَمّ َ فأوجَعْ
وذئابُ الجلاد الأكبرْ
في الوطن ِ العربيّ ِ الأبهرْ
...
في الوطن ِ العربيّ ِ المنكوبْ
القتلُ حلالْ
والزورُ زُلالْ
والعاهِرُ في فـَرَح ٍ ودَلالْ
والصادِقُ مجنونٌ بظـَلالْ
وصديدُ الدفـّان الأكبرْ
في الوطن ِ العربيّ ِ المُقبـَرْ
...
في الوطن ِ العربيّ ِ المحبوبْ
البدرُ هِلالْ
والعُرْفُ جَلالْ
والنفط ُ يُهرَّبُ تحتَ سِلالْ
والنـَّاصِحُ مُعْتَقـَلٌ بـِغـِلالْ
وشِباكُ الصيّاد الأكبرْ
في الوطن ِ العربيّ ِ المُجبـَرْ
...
في الوطن ِ العربيّ ِ المشلولْ
الفـَقـْرُ يزيدْ
والجُلّ ُ عَبيدْ
والظالِمُ ذو عقل ٍ ورشيدْ
والحُرّ ُ غـَريبٌ وطريدْ
ومخالِبُ ذاكَ الغول الأكبرْ
في الوطن ِ العربيّ ِ المُخضرْ
...
في الوطن ِ العربيّ ِ المغلولْ
الحُبّ ُ زهيدْ
والوعدُ بعيدْ
والشجبُ صُراخ ٌ فيهِ رعيدْ
والقاضي العادِلُ صمتُ بليدْ
وعرايا السكيّر الأكبرْ
في الوطن ِ العربيّ ِ الأقدرْ
...
في الوطن ِ العربيّ ِ المجهولْ
المالُ عَبيرْ
والحَبْسُ مَصيرْ
والسّار ِقُ عنوانٌ وسفيرْ
والفاجـِرُ ذو رأيّ ٍ وخبيرْ
وعيونُ الكذاب الأكبرْ
في الوطن ِ العربيّ ِ الأشهرْ
...
في الوطن ِ العربيّ ِ المقتولْ
الدمعُ سميرْ
والقبرُ صغيرْ
والشرَفُ بوحل ٍ فيهِ عَفيرْ
أجسادٌ تـُغتـَصَبُ وتـُنشَرْ
أشلاءٌ تصرخ ُ فوقَ المنشَرْ
أينَ ضميرُ الإنسانيّة؟!
أينَ هويتنا العربيّة؟!
وخازوقٌ يحملُ خازوقاً أكبرْ
في الوطن ِ العربيّ ِ الأصبرْ
...
في الوطن ِ العربيّ ِ القمّة ْ
قدْ ماتتْ في الناس ِ الهمّة ْ
والغـُمّة ُ لبستْ ثوبَ العِمّة ْ
والقـِمة ُ أضحَتْ بيتَ الرّمّة ْ
فالحقّ ُ خجولْ
والظلمُ عَجولْ
ورسولُ القمّة ِ في عِمّة ْ
كالنملة ِ يعملُ في ظـُلمة ْ
يدعو الكلّ َ لأخذِ الثأرْ
في الوطن ِ العربيّ ِ الأنورْ
...
في الوطن ِ العربيّ ِ الأخبرْ
الحـَيفُ بَسولْ
والساعي كسولْ
والجلّ ُ مُصابٌ ومسيحْ
ما بينَ شهيدٍ وكسيحْ
ورموشُ الطغيان الأعورْ
في الوطن ِ العربيّ ِ الأشعرْ
...
في الوطن ِ العربيّ ِ الأزهرْ
السِجنُ كبيرْ
والخيرُ أسيرْ
في وطن ٍ من ذهبٍ أصفرْ
نَسيَ الحُرّ ُ مَذاقَ الرّاحة ْ
وصنوفُ التعذيبِ مُباحة ْ
والواحة ُ بـِيْعَتْ للباحة ْ
أقلامٌ أحلامْ
أعلامٌ أفلامْ
فيها الرّاسمُ بوجهٍ باسِمْ
والحاسِمُ ظـُلْمٌ مُتقاسِمْ
ومصيرُ الكلّ ِ دِماءٌ رِمّة ْ
في الوطن ِ العربيّ ِ القمّة ْ
...
في الوطن ِ العربيّ ِ الأصغرْ
لَمْ يبقَ سوى الجَورُ الأكبرْ
لَمْ يبقَ سوى كابوسٌ أحمرْ
لَمْ يبقَ سوى صوتٌ أبترْ
لَمْ يبقَ سوى دمعٌ يسخرْ
لَمْ يبقَ سوى قلَمٌ يزأرْ
يشكو الحلوى خبزٌ أسمرْ
مفترَقٌ أيّهما تخترْ؟!
خيراً في دربٍ قدْ أقبَرْ؟!
أمْ شرّاً في دربٍ يسعرْ؟!
ها قدْ أ ُعذِرَ مَنْ أخبرْ
فاخترْ ما شئتَ ولا تغترْ
قد بانَ الصبحُ إليكَ وأسفرْ
ما عادَ الجـِنّ ُ بوادٍ عبقرْ
والمسرحُ مكشوفُ المنظرْ
وغداً تتأثرُ أو تأثرْ
فاللهُ الأقوى والأكبرْ
مِنْ كُلّ ِ طـُغاة ٍ تتجبرْ
فاخترْ ما شئتَ ولا تغترْ
فاخترْ ما شئتَ ولا تغترْ
لا تغترْ
اللهُ الأكبرْ
.....
في ظهيرة يوم الاثنين
المصادف 2/ 4 أبريل، نيسان/ 2012م
الموافق 11/ جمادى الأولى/ 1433هـ
في الوطن ِ العربيّ ِ الأزهَرْ شعر: الأديب قوام الدّين محمّد أمين
تاريخ النشر : 2012-04-29