ربيع الدراما الفلسطينيه بقلم:رياض سيف
تاريخ النشر : 2012-03-27
ربيع الدراما الفلسطينيه
على هامش ورشة عمل الدراما الفلسطينيه 10-11/4/2012 رام الله
رياض سيف

البــــــــــــداية
الدراما فى فلسطين بدأت مبكره مع ظهور اذاعة القدس عام 1936 وذلك ببث التمثليات الدرامية على الهواء مباشرة ومن ابرز هذه الثمثيليات تمثيلية ابناء الجوزى وغيرها وكانت الدراما ذات هدف وطنى واضح من خلال نشر ثقافة التعبئة الوطنية لمناهضة المخطط البريطانى فى طمس الحقوق الفلسطينية
وكان من ابرز الرواد فى الدراما الاذاعية ..الكاتب الاذاعى ..عابدين بسيسو
ولواقع التشرد والشتات والاحتلال بقيت الدراما الفلسطينيه مشتته او محتله كما الارض ..

المحاوله

بقيت الدراما الفلسطينيه على هذا الحال حتى دخول السلطة الوطنية الفلسطينية عام 1994
حيث حاول التلفزيون الفلسطيني فى بداياته صناعة دراما فلسطينية وطنية وذلك من خلال المسلسل الفلسطينى( ليالي الصيادين ) للمخرج الدكتور صلاح القدومى ,والمسلسل الكوميدى ( يوميات ابو العز) من للمخرج طارق عليان ..ومسلسل سواليف للمخرج سعود مهنا ومسلسل غدا تشرق الشمس للمخرج مصطفى النبيه بالاضافة الى مسلسل الكنعانى من انتاج خالد سيد ناجى نادى الفيلم الفلسطينى واخراج محمد دراج من تاليف المرحوم بشير الهوارى. وايضا لنفس الكاتب مسلسل الاخوة الغرباء اخراج المرحوم حسيب يوسف وبطولة ربيع شهاب ومحمود ابو غريب..
هذا فى غزه اما فى الضفه فكانت هناك محاولات متعدده نذكر منها مسلسل ( قلبي على ولدى ) او ما شابه هذا الاسم وهو من انتاج قاسم عبد الهادي واخراج ( هادي فريحات) .... وبجهود ذاتيه فقيره قدمت شركة نهاوند بنابلس عدة اعمال تتصف بالكوميديا الاجتماعيه منها برد الصيف ولهون حلو .. وبانتاج كبير وسخى فى التمويل حققت وكالة معا عدة اعمال اهمها شوفيه مافيه اخراج والفريق اخراج نبيل الشوملي..وغيرها .. وحقق المركز الفرنسي الالماني مسلسل المطب من اخراج جورج خليفه .. اضافه الى محاولات اخرى لكنها جميعا بقيت فى محيطها لكونها تفتقد عنصر الحرفية والمنافسه .. ولاننسى اخيرا مسلسل وطن على وتر الذي لايتعدي محاولة كباقي المحاولات الاخرى ..ويعزى هذا التراجع فى الدراما الى اسباب كثيره منها :-
1- عدم اهتمام المؤسسه الاعلاميه بالسلطه بالدراما واهميتها لتدعيم القيم المجتمعية ..وطرح القضية الفلسطينيه كمنفذ اعلامي خطير ...

2- التكلفه المادية للعمل الدرامى والذي قد تصل الى مئات الالاف من الدولارات
3- فقر الكفاءات الفنيه والكوادر الدراميه لعدم ممارستها العمل الدرامي المحترف . وتقوقعها فى اطار التجريب دون تطوير ادواتها ......

الواقع

وعليه فأن الحديث عن الدراما الفلسطينيه حديث قصير جدا , ومختصر بعدد الاعمال الدرامية التجريبيه التى تراوح فى مكانها وبنمط متكرر لايرقى الى قبول المحطات الفضائية والارضية ذات المواصفات الفنية المتعارف عليها ,
فهي تجربة جديدة ومنغلقة واحيانا موجهه بتمويل اجنبي ومقاسات معينة على الكاتب التقيد بها وهنا الطامة الكبرى فى تأطير الابداع ضمن شروط مسبقة ومواضيع تصل احيانا الى حد التسطح ,
اما كونها تجربة جديدة , فمرد ذلك الى الاحتلال الذي عطل هذا الجانب الفني , مما تم تعويضه باطلاق العنان للمسرح والسينما , فكانت التجربه الفلسطينيه فى هذين المضمارين تجربة رائدة حققت الكثير من الانجازات التى نفخر بها ,
واما كونها تجربة منغلقه , فلانها بدأت من الصفر غير اخذة فى الحسبان تطور الدراما التلفزيونية فى الوطن العربي , حيت تذكرني البديات هنا بمرحلة التجريب بالسبعينات بالنسبة للاردن التى تم تجاوزها منذ عهود . وذلك لعدم الاحتكاك الحقيقي بين التجربة الدرامية الفلسطينيه والتجربة الدرامية العربيه للاستفادة من التطور من حيت طبيعة النص وطريقة الانتاج وتطور الرؤيا الاخراجيه ,
والمقلق حقا ان نتعامى احيانا كثيرة عن الحقيقه ونرى فى تجاربنا الاولى التى لم تنضج اصلا انها تستحق المنافسة بل وتستحق العالمية ... الخ من الكلمات المطاطة التي تدل على عدم وعي العاملين فى هذا الاطار , والذين تخيلوا او تهيأ لهم انهم الصفوة فى العالم من حيت الكتابة الدراميه والانتاج والاخراج . ونسوا او تناسو انهم يخاطبون انفسهم فقط وفى اطار قوقعتهم المحدودة والعالم فى واد اخر ,
لا انكر حاجة المشاهد الفلسطيني الى رؤية دراما فلسطينيه . وتعاطف المشاهد مع الاعمال المحلية الدرامية هو لتعطشه الى فن يكون مراة له ولان المشاهد لايهمه من الامر سوى موقع الحدث وصورة مواقع مدنه وقراه ولهجته دون التدقيق فى فنية العمل او درجة نضجه , مما يتهيأ للبعض ان هذا التعاطف هو شهادة نجاح وابداع واحيانا شهادة غرور لمن هم مازالو يحبون على هذا الطريق , ويتخيلون انهم وصلوا الى نهاية المجد والشهرة ,
ان طريق نجاح الدراما الفلسطينية مازال شاقا وطويلا , وان استمرار الدراما الفلسطينية بالانغلاق على نفسها هو استمرار لتكرار الخطأ , وعليه لابد من الاستفادة من تجارب الاخرين فى الوطن العربي باشراكهم ومشاركتهم فى اعمال درامية , والتعلم من تجاربهم الطويله , بانتاج مشترك مع شركات انتاجية ذات خبرة عالية فى الانتاج والتوزيع , والاستفادة من مخرجين وممثلين عرب من الصف الاول جنبا الى جنب مع مخرجين وممثلين فلسطينيين همهم الاول والاخير الاستفادة اولا , وتعريف المشاهدين فى الوطن العربي بهم حتى من خلال ادوار مسانده ومن تم وبعد عدة تجارب مشتركة يمكن التفكير بالعودة الى انتاج فلسطيني خالص الصبغة , لتحقيق صناعة درامية قادرة ومتمكنه من المنافسة الحقيقيه , بعيدا عن المنافسة الحالية على طريقة (دونكيشوت) فى محاربة طواحين الهواء ..
ان الحاجة الى صناعة دراما تلفزيونية فلسطينية هي حاجه ملحة بحكم انها اداة من ادوات الفعل الاعلامي الذي لايقل تأثيرا عن المدفع والطائرة , فى نقل صورة الانسان الفلسطيني للعالم كأ نسان يبحث عن الحرية والاستقلال
وهي حاجة ملحة لتعريف العالم كله بانسانية الانسان الفلسطيني الذي شوهت وسائل الاعلام صورته من خلال تغطياتها المغرضة التى تبين الانسان الفلسطيني وكأنه خلق للدم والفوضى , وليس انسانا حضاريا يحب ويعشق ويموت من اجل حياة حرة ملئها الحب والسلام .
ولكون الحدث الفلسطيني هو الحدث الدرامي الساخن الذي لم تشهده بعد شاشات الوطن العربي من حيث غزارة الموضوع بعد ان اصبحث الاحداث الدرامية العربية تكرر نفسها , فأن الواجب يحتم ان نطلق العنان لتجربتنا الناضجة من حيت الموضوع والانتاج الفني بقدرات واعية ومؤتمنة على ايجاد دراما متألقة ومنافسة فعلا , وليس على الطريقة التى نتعامل بها بشكلها الحالي , والتي قد تسئ احيانا ليس فقط لمن يقومون بها بل وللصورة الفلسطينية التي نطمح ان تكون دائما براقة مبدعه ,
وهنا يأتي دور المؤسسات الفلسطينية الى لعب دورها الحقيقي وايجاد الصيغة والاطار المناسب لضمان عدم العبث من أي كان لمجرد منفعة شخصيه او هوس ذاتي , لان المصلحة عامه وتصيب كل فلسطيني
اما وقد لبى المنتجين العرب نداء انتفاضة الفنان الفلسطيني لورشة عمل تقام فى رام الله يومي
10-11/2012 ..فهي فرصة مهمه لتلاحم المنتج العربي مع المستثمر الفلسطيني للاتفاق على شراكات انتاجيه غايتها صناعة اعمال كبيره الهم والامل الفلسطيني واستقطاب اكبر عدد من المبدعين للتلاحم فى صناعة دراميه منافسه وقويه ومبشرة .. وهذه الشراكات تحتاج الى دعم ومساندة من قبل الدوله فى امور عدة لاتكلفها سوى التعاون والدعم المعنوي , وتوجيه شراء تلفزيون فلسطين والقنوات الفلسطينيه ايا كانت للمنتج الفلسطيني الجديد كأحد اهداف الفعل الوطني .. اذ ان مسلسلا ناجحا ينقل القضية الفلسطينيه والهم الفلسطيني الى العالم العربي والخارجي يضاهي مئات الندوات والاف المطبوعات .
فرصة على المسئولين فى السلطة الفلسطينيه وفى الاعلام الفلسطينى اغتنامها بأقل التكاليف واكبر الانجازات .....