نساء فرنسيات
بقلم سمير سليمان ابو زيد قباطية
لا تصل الشعوب الى مبتغاها ولا تنال حريتها واستقلالها وامتلاك ارادتها ولا تبني حضارتها وثقافتها ولا تعلي بنيانها ولاتبني اقتصادها ولا ترتقي بآدابها وفنونها ولا تحلق باشعارها ورواياتها وملاحمها ولا تزخر بفنها وموسيقاها ومسرحها الا بالتضحيات الجسام التي توديها المراة قبل الرجل تشارك الى جانبه او تفوته في كل مجال من المجالات وشعوب العالم مليئة بالالاف من هؤلاء النسوة اللواتي كان لهن ادوارا مميزة في تسيير عجلة التاريخ .وبناء حضارته وصروحه العلمية والثقافية .
لعل الاولوية تزخر بها النساء العربيات اللواتي ظهرن في فترات ما قبل ظهور الاسلام وما بعده فهذه هاجر وتلك سارةزوجتي ابونا ابراهيم الخليل وهذه السيدة خديجة زوجة رسولناالكريم صلوات الله عليه وامهات المؤمنين وبنات الرسول والصحابة اجمعين والسيدة مريم البتول التي احصنت فرجها واسيا زوجة فرعون التي قالت ربي نجني من فرعون وعمله فقد كتب التاريخاسماءهن بالكتب السماوية الكريمة كما ان منطقتنا العربية شكلت العالم القديم بحضارته العربية وغيرها فهذه الزباء ملكة تدمر وكيلوبترا وسمير اميس التي حكمت بلاد ما بين النهرين وجاء ظهور الاسلام فكانت سمية بنت خباط ام عمار بن ياسر اول شهيدة في الاسلام وواحدة من اول سبعة اشخاص دخلوا الاسلام ثم توالت النساء الرائدات كالخنسساء وخولة بنت الازور ورفيدة الاسلمية ثم توالت عبر عصور التاريخ العربي وازدهار الاداب والعلوم لتظهر العشرات مثل فاطمة اسماعيل وعائشة الباعونية وملك حفني ناصف ( باحثة البادية) اول امراة مصرية حصلت على الشهادة الابتدائيةوهدى شعراوي وعائشة عبد الرحمن لياتي القرن العشرين المليء بمآسي الاستعمار لعالمنا العربي لتظهر نساء مناضلات وخاصة في فلسطين والجزائر امثال جميلة بوحيرد وزهرة بوظريف وجميلةبوباشا وحسبة بن بو علي وفاطمة سومر (لالة فاطمة) التي دوخت الجيش الفرنسي ولم يستطع اقتحام جبال جرجرة التي كانت تحارب الفرنسيين منها الا باربعة عشر حملة عسكرية كان آخرها بقيادة الجنرال روندو زمن نابليون الثالث وقد كرم الجيش الفرنسي هذه المناضلة وسماها جان دارك جرجرة الا انها رفضت هذا التكريم وهذه التسمية واطلقت على نفسها خولة جرجرة اسوة بخولة بنت الازور لتستشهد حياة البلبيسي في فلسطين ودلال المغربي ومنتهى الحوراني ولتحلق في سماء الادب والشعر اديبات خالدات امثال فدوى طوقان وسلمى الخضرى الجيوسي واسمى طوبي وخيرية قاسمية وغادة السمان وعائشة عبدالرحمن بنت الشاطيء وسهير القلماوي فارسة الادب العربي والتي كانت واحدة من اول 19 فتاة دخلن الجامعة المصرية وفاطمة اليوسف ( روزا اليوسف ) سارة برنارد الشرق والدة احسان عبد القدوس والتي سميت كذلك تاسيا بسارة برنار اول ممثلة مسرحية فرنسية والتي تالقت في مسرحية غادة الكاميليا المسرحية التي كتبها الكسندر ديماس الابن والتي ابكت كل شعراء فرنسا
لعلني في هذه العجالة لا انصف المراة العربية وانما عرجت على ذكر البعض قبل التطرق الى نساء الغرب وعلى الخصوص النساء الفرنسيات موضوع البحث لعلمي اليقين انني لن انج من النقد لو تحدثت عن نساء فرنسيات قبل التطرق الى العربيات والمسلمات المسلمات اولا .
لم يظهر في الدول الاوروبية او العالم الغربي بشكل عام ذلك العدد الذي يمكن مقارنته بعدد النساء الرائدات في وطننا العربي والاسلامي وهذه مفارقة عجيبة فدول الغرب التي تدعى التحرر والانفتاح لم تنجب ذلك العدد الهائل من النساء اللواتي ساهمن في حياة شعوبهن فقد ظهرت نساء شهيرات فيبعض الدول الاوروبية لكن سجلهن التاريخيلم يكن بذلك السجل الحافل بالمكرما فعلى سبيل المثال مارغريت تاتشر المرة الحديدية في بريطانا سجل لها التاريخاعادة احتلال جزر فوكلاند كما ان انديرا في الهند سجل لها التاريخ تقسيم دولة باكستان وانفصال باكستان الشرقية عن الوطن الام ودعم زعيم رابطة حزب عوامي الشيخ مجيب الرحمن لتنشا دولة جديدة اسمعا بنغلاديش اما عن النساء الامريكيات فحدث ولا حرج عن جرائم الولايات المتحدة ايام كونداليزا رايز ومارغريت تتوايلر ومادلين اولبرايت على الرغم من ان هناك نساء اوروبيا ت شهيرات مثل انجيلا مركل مستشارة المانيا الغربية وسوزانا اميلي في ايطاليا ففي فرنسا تكمن الغالبية من النساء حيث تفوقت فرنسا على الدول الاوروبية في هذا المضمار فاثناء حرب المئة سنة بين فرنسا وبريطانيا والتي امتدت منذ 1337 –1453 برزت المناضلة القديسة جان دارك( عذراء اورليانز ) كاصغر امراة حققت انتصارا على الانجليز وهي بعمر ثلاثة عشر عاما وقد استطاعت بجيش صغير ان تفك حصار القوات الانجليزية عن عن مدينة اورليانز اثناء احتلال الانجليز لتلك المنطقة الفرنسية اثناء الحرب المذكورة جان دارك التي تنكر لها شعبها في البداية وسلموها لاعدائها الانجليز لتعدم حرقا في مدينة روون بالنورماندي علىضفاف السين بتهمة السحر والهرطقة ليرد لها الاعتبار بعد عشرات السنين ليقام لها تمثال في باريس حيث متحف العظماء وساحة الكونكورد والمسلة المصرية وبرج ايفيل وتماثيل فولتير ومونتسكيو وجان جاك روسو وفيكتور هوجو ومقبرة نابليون الذي نفي هو الاخر بعد ان تكالبت عليه الدول الاوروبية في معركة لايبزغ او الامم ليتم نفيه الى جزيرة سانت هيلانه ويموت فيها بالسرطان ويدفن في وادي الصفصاف ويعاد جثمانه بعد عقدين من الزمان على متن فرقاطة فرنسية اسمها الجاجة الحسناء مطليه باللون الاسود حزنا ليعاد له الاعتبار و يدفن في تحت قبة المقام الوطني للمعوقين من جديد وكان الفرنسيون لا يعترفون بعظمائهم الا بعد مئات السنين فها هي فرنسا تحتفل مرور ستة قرون على اعدام جان دارك ليعترف بها الشعب الفرنسي ويرد لها الاعتبار ويعتبرها قديسة . اما المناضلة الفرنسية مارييه شارنتييه فقد كانت المراة الوحيدة من بين ستمائة واثنين وعشرين رجلا اقتحموا سجن الباستيل اما مدام رولان دي لامبليتير زوجة وزير الداخلة الفرنسي بعد الثورة الفرنسية فلقد قالت ايتها الحرية كم يرتكب باسمك من جرائم وكذلك شارلوت كورداي اصغر امراة حكم عليها بالاعدام بعد الثورة الفرنسية لانها قتلت جزار الثورة مارا وقالت قتلت رجلا لانقذ مائة الفرجل وكان عمرها ثلاثة وعشرين عاما لكن اوليمب جوج اوليفييه بلان اتهمت بالتآمر على الجمهورية وقالت افضل ان القي بنفسي بالسين على شرط ان يكون روبسبير معي
اما بالنسبة لنساء هذه الايام فقد اختلط الحابل بالنابل ففي المدن والعواصم لم يك يعرف المرء هذه من تلك اهي عربية ام فرنسية لكن وانصافا للحقيقة فقد قال الشاعر العربي
ليس الجمال بمئزر فاعلم وان رديت بردا
ان الجمال محاسن ومناقب اورثن مجدا
فعلى سبيل المراة الفرنسية تجدها في شارع الشانزيليزيه على سبيل المثال وقد ارتدت حلة قشيبة او نصف حلة من ازياء ايف سان لوران او ستيفان رولان او كريستيان ديور وضمخت جسمها بعطور شانيل او كوكو شانيل او جادور او باريسيان من ايف سان لوران او امور امور كارشيل او 212 sexy وقد تكون صففت شعرها في صالون جان لوبي دافيد او فرانك بروفو او فابيو سالزا ولكن ترى هل تكتمل اناقة الجسم باللباس والعطور وتصفيف الشعر ان كل ذلك مجتمعا لا يكمل جمال المراة الا بنظافة جسمها وطهارته من الداخل فالمراة العربية تغسل يديها في اليوم من خمس الى عشر مرات وعلى الاقل خمس مرات للواتي يؤدين الصلاة وان المراة العربية تستحم قبل وبعد معاشرة الرجل وانها تغير جميع ملابسها عندما تشتري بنطالا او قميصا جديدا او تخرج في نزهة خارجية صيفا او شتاء على عكس المراة الاوروبية التي تشتري تنورة او بلوزة او بنطال وتغيره في السوق وتسافر من بارييس الى ليون او مارسيليا بالسيارة او بالقطار كما انها لا تتوضا خمس مرات باليوم فمسالة الطهارةيندرج تحتها تنظيف الجسم بكامل اعضائه وهذا ما لا يتم لدى الشعوب الغير مسلمة [email protected]
نساء فرنسيات بقلم سمير سليمان ابو زيد قباطية
تاريخ النشر : 2012-03-26
