فيديو اغتصاب القذافي دليل على انحطاط تربية الفاعلين وهمجيتهم بقلم:محمد شركي
تاريخ النشر : 2011-10-25
فيديو اغتصاب القذافي دليل على انحطاط تربية الفاعلين  وهمجيتهم بقلم:محمد شركي


فيديو اغتصاب القذافي دليل على انحطاط تربية الفاعلين وهمجيتهم

محمد شركي

سيظل فيديو اغتصاب العقيد القذافي وصمة عار على جبين الفاعلين ، وكل من وافق على فعلتهم الشنيعة ، أو استحسنها ،أو رضيها ،أو سكت عنها سكوت شيطان أخرس . فليس من أخلاق العرب والمسلمين هذا الفعل الهمجي الهجين الذي يدل على سوء تربية ، وانحطاط أخلاقي قذر تأنف منه الفطرة الإنسانية السوية . وإن هذا الفعل سيؤثر على تعاطف العرب والمسلمين كافة مع الشعب الليبي بسبب الفاعلين الذين لن يكونوا في حقيقة أمرهم إلا عملاء الناتو الذين يهدفون إلى تلطيخ سمعة أخلاق الليبيين التي تستمد روحها من دين الإسلام ، دين العفة ، والطهر ، والترفع عن كل سلوك دنيء . إنه الفعل المخابراتي الأجنبي الخسيس الذي توخى ضرب عصفورين بحجر ، من جهة التخلص من حاكم مستبد نكل بشعبه وبطريقة قاسية ، ومن جهة أخرى تشويه سمعة الشعب المسلم الثائر على الاستبداد المترفع عن الدنايا . والعالم يذكر أن وزيرة الخارجية الأمريكية صرحت قبيل إلقاء القبض على العقيد القذافي أنه لا بد أن يموت ، وكان ذلك بمثابة أمر أمريكي للمخابرات الأمريكية بتصفيته عن طريق تسليمه لمجموعة من الهمج الذين أهانوه بالاغتصاب والتمثيل بجثته ميتا. ومعلوم أن المعاهدات الدولية تمنع تسليم الأسرى إلى أطراف حاقدة تعرض حياتهم للخطر. وليست هذه المرة الأولى التي تسلم فيها الولايات المتحدة الأسرى العرب إلى جهات ناقمة ،ولا يتعلق الأمر بالرئيسين صدام حسين ، ومعمرالقذافي فقط ، بل يتعلق الأمربالعديد من الأسرى المحسوبين على ما يسمى الإرهاب والذين سلموا إلى أنظمة مستبدة، بما فيها نظام القذافي نفسه الذي مارس التعذيب على المعارضين السياسيين . ومقابل تسليم العرب والمسلمين للأطراف المنتقمة فإن مجرمي الحرب الصرب الصليبيين لم يسلموا للمسلمين في البوسنة أو كوسفو ، مما يدل على ازدواجية معايير تسليم الأسرى خلافا لقانون الأسرى الدولي. وإن ارتكاب كتائب القذافي لجرائم من سنخ ما مورس على القذافي من قبيل الاغتصاب والتشهير به على مواقع الشبكة العنكبوتية لا يمكن أن يبرر هذا الفعل الشنيع ، لأن كتائب القذافي محسوبة على الإجرام ، بينما الفاعلون يحسبون على الشعب الليبي الرافض للإجرام مهما كانت الجهة التي تمارسه ، ومهما كانت المبررات التي باسمها تم ارتكابه . فأية جهة ستتعاطف مستقبلا مع أصحاب هذا الفعل الشنيع ؟ وأية جهة ستثق في أصحاب هذا الفعل وفي نواياهم ؟ فعلى الشعب الليبي أن يبرأ ذمته أمام الله عز وجل ،وأمام الإنسانية مما فعل الهمج الذين أرادوا تلطيخ سمعته الإسلامية من أجل ترجيح كفة الملل الفاسقة .أجل كان لا بد أن يلقى القذافي جزاءه الأوفى عن طريق إعدام بطريقة تصون كرامته ، لا عن طريق اغتصابه ، والتمثيل بجثته بشكل وحشي . وعلى كل من تربطه بالإسلام آصرة أن يستنكر ويستهجن هذا الفعل الشنيع ،ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .