منهم الاختراعات ومن الأعراب المؤامرات..بقلم: فريد أعمر
هم إخوة لنا، يجاوروننا من الشرق والشمال، تعايشنا وإياهم طويلاً في كيانٍ واحد، واختلفنا كثيراً، مصيرنا واحد،إمكانياتنا المادية كعرب أفضل بكثير من إمكانياتهم، إنهم الفرس والأتراك، إيران وتركيا.
يواجهون مثلنا المؤامرات، يعانون مثلنا من الانقسامات الداخلية، لكنهم يحاولون أن يكونوا شيئاً في هذا العالم.
إيران التي تكاد تكون محاصرة من القوى الغربية، تعاني من اضطرابات داخلية، ليست على وفاق مع جيرانها العرب بسبب تحسسهم مما يعتبرونه أطماع لها في بعض أرضهم، ومن التوجهات الطائفية التي تلف الفكر السياسي والديني السائد لديها، ومع ذلك كثيراً ما نسمع عن اختراعات إيرانية، نسمع عن صناعة صواريخ بعيدة المدى، وغواصات، وسفن، وسيارات...ألخ.
تركيا تعاني أيضا من المشاكل الداخلية والخارجية، تحاول أن تكون ضمن الاتحاد الأُوروبي دون جدوى، لكنها تحاول أن تكون، تنتج، تصنع السيارة والسفينة وتصدر لنا الكثير من المنتجات بما في ذلك ملابسنا والثوم!!
نحن العرب، ماذا نفعل؟!
منا من يتآمر ويحرض على إيران، بحجة أنها تهدد أمن العرب، مع أن العرب هم الذين سلموها رقابهم في العراق وغير العراق.
نغار من إيران، فلا نعمل على منافستها في ميادين الإبداع والعطاء وإنما نـُعمل الحسد والمؤامرات بدلاً من ذلك.
تركيا، بفضل حزب العدالة، وبفعل رفض المحيط الأُوروبي لها دارت وجهها نحونا ونحو قضايانا، أصبح طيب رجب أوردوغان وفي أكثر من موقف عربي أكثر من العرب، فلسطيني حتى العظم، كيف يعمل العرب على الاستفادة من ذلك؟!
منا من يقول أنها خدعة من تركيا، ويذكرنا بعلاقات الود بينها وبين إسرائيل وأمريكا.
منا من يقول أنها أطماع تركية تسعى لإعادة الدولة العثمانية، فمثلاً عندما كانت تركيا تستر عورة أحد الأنظمة العربية وتغرق أسواقه بسلعها التي يوجد لها بديل في دولته كانت دولة شقيقة وصديقة، وعندما شاحت بوجهها عن ذلك النظام بعد أن ولغ في دماء شعبه، أصبحت في نظره ونظر المطبلين له ذات أهداف استعمارية، وتسعى لإخضاع العرب للأتراك .
لكننا لا نقول ماذا فعلنا نحن العرب لحاضرنا ومستقبلنا بأعدادنا ومساحات أرضنا، ومليارات بعضنا، وبترولنا الذي يوشك على النفاذ، غير أننا نحتمي بقبعة بوش وأمثاله من بعضنا البعض، ونستصرخهم دون جدوى حمايتنا من آخرين!
لا نسأل عما ننتجه لأنفسنا وللعالم،مع أن الجواب واضح وهو أننا وبفعل مرتشينا، وبفعل الأنانية وسوء الإدارة والتخطيط قضينا على الرقعة الزراعية الصغيرة أصلاً في وطن العرب، وأقمنا عليها بنايات وقصور، وأبدعنا في استيراد كل ما نحتاج له في معيشتنا ووجودنا، حتى المقاتلين عنا نستوردهم!!
بل ويبدع بعضنا في:
1. حسد القريبين منا والتأمر عليهم ما استطاع لذلك سبيلا.
2. التأمر، يتآمر حتى على حزبه إن لم يكن هو مرشحه، وإن كان ضمن المرشحين، تأمر على زملائه وحلفائه! لا فرق بين حزب يدعي أنه ثائر أو حزب رجعي، أو حزب متحكم في مصير بلده. الحاكم ( الثائر، المفكر الملهم) يستعبد شعبه، وتثبت الأيام أنه كان عميلاً لهذه المخابرات وتلك، وأن دعوته لوحدة العرب ترجمت على أرض الواقع بتأمره على وحدة أرض وشعب هذه الدولة العربية أو تلك، إن قال له الشعب كفى، سعى لإبادة الشعب حتى لو بقي هو كالغراب حاكماً على جثه.
3. ألاف من طلاب العرب ولسوء تخطيطنا يذهبون للدراسة خاصة دراسة الهندسة والطب في جامعات تجارية لا تعطي علماً بل تبيع شهادات. وآلاف آخرين يذهبون من أقطار عربية لدراسة هكذا مواد في جامعات عربية متخلفة إن مرض الأستاذ أو العامل فيها لن يجد من يعالجه وذهب للعلاج في دولة أُخرى، وتفاجاء بأن الكثيرين من ابناء الدولة الأُخرى يدرسون الطب والهندسة في جامعات الدولة التي تفتقر لأبسط مقومات الطب !!!
4. امتلاءة الساحة العربية بحملة رخصة الباحث، الماجستير والدكتوراه، ولا وجود لأبحاث حقيقية مفيدة!!
وبعد في ظل هكذا وضع لنقول ظل تركيا وظل إيران- إن تخلت عما يـُريبنا- ولا ظل غيرهم.
[email protected]
منهم الاختراعات ومن الأعراب المؤامرات..بقلم: فريد أعمر
تاريخ النشر : 2011-09-29