تأثير الحراك السلمي الجنوبي على الثورات العربية بقلم الأستاذ ماهر باوزير
تاريخ النشر : 2011-09-25
سيخلد التاريخ السياسي العالمي عام 2011 م بأحرف من نور نتيجة للمنجزات الكبرى التي تحققت على الصعيد السياسي بفعل ثورات الربيع العربي وذلك بعد نجاح ثورات تونس ومصر وليبيا وعلى الطريق بأذن الله تعالى الثورة السورية المباركة .
ان المتابع للشأن السياسي العربي في السنوات الأخيرة يدرك الأهمية الكبرى للقيمة الفكرية التي قدمها الحراك السلمي الجنوبي عندما أتخذ من النضال السلمي وسيلة للوصول للاستقلال وفك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية .
لقد كانت البدايات عبارة عن احتجاجات مطلبيه سرعان ما تحولت إلى مشروع سياسي له طرق وأساليب سلمية لتحقيق ذلك حتى أننا نشهد تأثير تلك الوسائل والطرق التي تم استحداثها في مدن الجنوب العربي منذ عام 1994 م حتى اليوم أصبحت بعض تلك الوسائل والطرق والأساليب تم استخدامها قيما بعد في تونس ومصر وسوريا أما ليبيا نتيجة للتحول الذي طرأ على المشهد هناك لا نجد هذا التأثير واضحا بسبب تحولها من سلمية إلى مسلحة .
أن الحديث عن ذلك التأثير للحراك الجنوبي على الثورات العربية يتمثل في الأفكار الجديدة التي لم تكن تستخدم من قبل في تلك الدول , ومن ابرز تلك الطرق والأساليب :
1 – كتابة الشعارات ورسم الأعلام الوطنية ورسم صور الزعماء والقيادات الوطنية .
2 – نصب الخيام في الساحات في المدن التي يسقط فيها شهداء الحراك الجنوبي وانتقلت الفكرة لبعض دول الربيع العربي .
3 – مسيرات تلاميذ وطلاب المدارس وهذا النموذج هو الأبرز في الحراك الجنوبي من حيث القيمة المتحصلة اذ يقول الخبراء أن التفكير في تسيير مسيرات للتلاميذ والطلاب ينم على وعي وفكر متقدم لان ذلك العمل يترتب عليه توعية جيل كامل على قضية بحجم قضية الوطن الجنوبي وغرس مفاهيم كبرى لديهم وهنا يعتبر تقل هذه الأفكار والقيم صمام أمان للقضية الجنوبية ... كذلك تم نقل الفكرة والأستفادة منها في دول الربيع العربي .
4 – توثيق الحدث والعمل على تحويله إل مادة إعلامية ترسل للقنوات والمواقع الإخبارية .
أن الحراك السلمي الجنوبي مثل أساس متين لدى الفكر السياسي الشعبي في الجنوب العربي ودول الربيع العربي وان ما نشهده اليوم من تمسك الثورة السورية بسلميتها هو تأكيد على هذا التأثير وبالتأكيد استمرار خيار النضال السلمي الجنوبي حتى اللحظة هو الميزة الأبرز للقضية الجنوبية وهو ما جعلها تتقدم بخطوات ثابتة وان كان التقدم بطيء إلا أنه في الطريق الصحيح .
الأستاذ / ماهر باوزير