الأغنية والسلطان . ( إلى روح شهيد الثورة السورية إبراهيم القاشوش) بقلم: أنور الوريدي
تاريخ النشر : 2011-09-03
الأغنية والسلطان  . ( إلى روح شهيد الثورة السورية إبراهيم القاشوش) بقلم: أنور الوريدي


الأغنية والسلطان
إلى روح شهيد الثورة السورية ابراهيم القاشوش
لم تكن أكثر من وصف.. لميلاد المطر

و مناديل من البزق الذي يشعل أسرار الشجر

فلماذا قاموها؟

حين قالت إن شيئا غير هذا الماء

يجري في النّهر؟
و لماذا حبسوها

حين قالت: و طني حبل عرق

و على قنطرة الميدان إنسان يموت

و ظلام يحترق ؟

غضب السلطان

و السلطان مخلوق خيالي

قال: إن العيب في المرآة ،

فليخلد إلى الصمت مغنيكم، و عرشي

سوف يمتد.
مقاطع من قصيدة محمود درويش الأغنية والسلطان .
نعم السلطان في دمشق لم يحتمل أغنية إبراهيم القاشوش ، وقد ضاق ذرعا بها كما ضاق ذرعا حتى بنظرات عيون الأطفال فقام بقلعها، ثم فكر ودبر وتفتق ذهنه عن حيلة قد تريحه هو وأحفاده الذين سوف يورثهم السلطنة من بعده من شرور الشعب السوري المطالب بالحرية، وكانت فكرته العظيمة تتمثل استئصال الأعضاء التناسلية للأطفال والرجال حتى لا يتمكنوا من الإنجاب وبهذه الطريقة يؤدي ينقرض الشعب السوري الشرير فتصبح سورية خالصة له ولأحفاده من بعده .
الفكرة السابقة لم يفعلها إلا هتلر لكن بطريقة إنسانية غير مؤلمة فقد أمر" الفوهرر" هتلر بتعقيم المجانين والمعاقين وأصحاب العاهات وبعض الأجناس غير المرغوبة له بعمليات جراحية تحت التخدير حتى لا يتمكنوا من الإنجاب .
استطردت كثيرا ولا بد من الاستطراد وأعود الى القاشوش الطفل اليتيم الذي قتل أبوه ويقال بل هو من المفقودين الذين لم يعثر عليهم إبان مجزرة حماه وبطلها الأسد الأب فنشأ الطفل يتيما، وكبرت فيه النوازع الوطنية ثائرا لكن دونما إعلان فمن كان يجرؤ في سورية قبل الثورة على الهمس أو حتى على التحدث داخل نفسه عن الرئيس؟
وعندما انطلقت الثورة السورية المجيدة وجعلت حائط الخوف شظايا أدرك أن الفرصة قد واتته للتعبير عن نفسه فانخرط في المظاهرات السلمية شأنه شأن الكثيرين من أبناء حماة وسورية من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها ، وكان بما قدرة على إبداع ا، ويرددها الكبار والصغار حتى الموالين للنظام يرددونها بينهم وبين أنفسهم إعجابا بهذه الكلمات الجريئة واندهاشا من الشجاعة التي وصل إليها هذا الشاب فالديكتاتورات في كل الكون وعلى مر التاريخ كانوا أحيانا يتسامحون مع من يشتمهم أو يهينهم وتروى عن الحجاج بن يوسف بعض النوادر في العفو عمن شتمه أمامه، أما في سورية فلا تسامح فالرئيس فوق كل القيم والاعتبارات ، وقد أدرك القاشوش هذا المعنى فهو نشيده : يقول(يا بشا ر قوم شوف صرنا نسبك عالمكشوف )
فنحن لم نعد نخشاك فها نحن نشتمك جهارا نهارا وبأعلى أصواتنا.
لقد وصل الحد بالقاشوش مبلغا لم يصله أحد وهو أن يردد أغنيته في المظاهرات بصوته المدوي ويكرر الآلاف من ورائه ، فلم يتحمل النظام هذا وهو الذي لا يتحمل المديح إذا لم يكن فيه تاليه، فكيف بالهجاء العلني؟
ويقال: إن قتله بالطريقة الوحشية التي قتل بها كان بأمر شخصي من رأس النظام نفسه كما كان أمره بتحطيم أصابع الفنان "علي فرزات" ففي صبيحة يوم الأحد الثالث من تموز توجه إبراهيم القاشوش إلى عمله، فقام الشبيحة أو زعران النظام باختطافه وتعذيبه بشكل لا يصدق ، ثم قاموا بعد ذلك بذبحه كما تذبح الشاة واستخرجوا حنجرته ذات الترددات العالية ن ثم رموه في نهر العاصي لتقول إن النظام الذي يعيش في عصور ما قبل التاريخ؛ ليس هينا ولا سهلا ولا ضعيفا فهو قادر على عقاب من يشتم الرئيس الإله، وهم يظنون أنهم بهذا قد انتقموا لكرامة رئيسهم واستراحوا من هذا الذي تجرا وتطاول، ولا يعرفون انه سيصبح رمزا للثورة وأيقونة خالدة وأن نشيده الذي كان مسموعا داخل حدود سورية أصبح نشيدا عربيا، فنحن نسمع الكثيرين من صغار وكبار يرددون في الشوارع والأزقة يوميا" يالله ارحل يا بشار"
وقد شهد بذلك الفنان الثوري الكبير سميح شقير عندما انشد قبل أكثر من ثلاثين عاما:
لو رحل صوتي ما بترحل حناجركم
عيوني على بكرة وقلبي معكم
لو راح المغني بظل الاغاني تجمع لقلوب المقهورة وال بتعاني
لو رحل لو رحل ما يروح الأمل
لقد حدث هذا في القرن الحادي والعشرين فتحية إلى روح الشهيد وتحية إلى روح الشعب السوري العظيمة التي ما رضيت بالذل يوما رغم أنها كانت ترزح تحت سلطة أعتي نظام عرفه الوطن العربي، فعندما انطلقت ثورات الربيع العربي توقعت مثل الكثيرين أن تعم معظم الدول العربية، ولكني توقفت عندما فكرت في سورية لا لشكي في عظمة هذا الشعب بل لدرايتي ومعرفتي بماهية هذا النظام وجبروته .
وهذه مقاطع الأغنية وتفسير لبعض كلماته التي تحتها خط فقد لا تكون واضحة لبعض الأخوة العرب في غير بلاد الشام :


ويابشار مانك منا ( لست منا )
خود ماهر وارحل عنا ( خذ أخاك ماهرا )
وشرعيتك سقطت عنا
ويلا ارحل يا بشار ويلا ارحل يا بشار


يا بشار ويا كذاب

تضرب أنت والخطاب (تضرب كلمة شتيمة لدى السوريين بمعنى تخسأ )

الحرية صارت على الباب

ويلا ارحل يا بشار ويلا ارحل يا بشار


وياماهر وياجبان

ويا عميل الامريكان

الشعب السوري مابنهان

ويلا ارحل يا بشار ......... ويلا ارحل يا بشار



ويابشار طز فيك

وطز يلي بيحيك

والله ما بنطلع فيك بنطلع ( ننظر إليك )

ويلا ارحل يا بشار ويلا ارحل يا بشار


ويابشار حاجه تدور ( يكفيك)

ودمك بحماة مهدور ( مباح فقد أصدرت عشائر درعا قرارا بهدر دمه )

وخطأك مانو مغفور ( غير مغفور)

ويلا ارحل يا بشار ويلا ارحل يا بشار


لسا كل فترة حرامي ( للآن)

شاليش وماهر ورامي ( شاليش ابن خال الرئيس)

سرقوا اخواتي وعمامي

ويلا ارحل يا بشار ويلا ارحل يا بشار


ويابشار ويامندس

تضرب انت وحزب البعث

وروح صلح حرف الاس إشارة إلى لثغة بشار بحرف السين الذي يلفظه ثاء)

ويلا ارحل يا بشار ويلا ارحل يا بشار
يا بشار اسمع وشوف
صرنا نسبك عالمكشوف وياللا ارحل يا بشار



ووووووووبدنا نشيلو لبشار وبهمتنا القوية

سوريا بدا حرية .... سوريا بدا حرية .... سوريا بدا حرية .... سوريا بدا حرية

وبلا ماهر وبلا بشار وهالعصابة الهمجية

سوريا بدا حرية .... سوريا بدا حرية .... سوريا بدا حرية .... سوريا بدا حرية.
أنور الوريدي