اسيا المنتجه والممثله !بقلم:وجيه ندى
تاريخ النشر : 2011-08-30
اسيا المنتجه والممثله !بقلم:وجيه ندى


اسيا المنتجه والممثله !
هى الماظه بطرس داغر والتى اشتهرت ( آسيا داغر ) مواليد لبنان 1904 - مسيحيه مارونيه - نجمة في عالم السينما وممثلة ومنتجة وموزعة وصانعة نجوم ومكتشفة العشرات من ممثلين ومطربين ومخرجين. جاءت الي مصر قادمة من بلدها لبنان في سنة 1922 وكانت فتاة فائقة الجمال متوقدة الذكاء تملك إرادة من حديد، من مواليد قرية تنورين عام 1904 وعندما نجح فيلمها تحت ظلال الأرز في لبنان شدت الرحال الي مصر ومعها أختها مريم وابنتاها ماري وهند وكانت آسيا قد تزوجت من لبناني توفي وترك لها ابنة صغيرة جاءت معها واسمها إلين وهي التي عرفناها نجمة سينمائية بعد ذلك باسم ( مني ) والتى تزوجت من أشهر رجال القانون في مصر بعد ان اشهرت اسلامها هوعلي منصور المحامي، وجاءت آسيا وحققت حلمها فى مصر سنة 1922 ونستطيع بكل ثقة أن نطلق عليها رائدة الأفلام التاريخية في مصر والوطن العربي، كما أنها بلا شك تعتبر واحدة من أهم رواد السينما العربية علي وجه الإطلاق مع عزيزة أمير وفاطمة رشدي وأمينة محمد وبهجية حافظ، وهن اللائي كان لهن أدوار في ريادة الفيلم المصري تمثيلا وانتاجا وإخراجا أيضا وتعد ثاني منتجة سينمائية بعد "عزيزة أمير" في مجال التمثيل . وفي عام 1927 بدأت حياتها مع السينما المصرية في دور بسيط في فيلم ليلي ومن خلال الفيلم تعرفت علي المخرج الممثل التركي وداد عرفي، وكان هومخرج فيلم ليلي ، لكنه لم يكمله بسبب الخلاف الذي دب بينه وبين عزيزة أمير و اتجهت إلي مجال الإنتاج السينمائي ، حيث أسست شركة "لوتس" للإنتاج و التوزيع السينمائي و من أهم الأفلام التي أنتجتها :-وايضا قامت بتمثيل العديد من الأفلام منها : " غادة الصحراء " من اخراج وتمثيل وتاليف وداد عرفى – وشارك التمثيل مارى كوينى ( ابنة اختها ) وقبل ان تقترن باحمد جلال المخرج فيما بعد – عبد السلام النابلسى – هند يونس ( شقيقة مارى كوينى ) و صبرى فريد وكان العرض الاول بدار سينكا رويال بالاسكندريه 1 مايو 1929 ورقم 10 فى تاريخ السينما المصريه فيلم وخز الضمير اخراج وسيناريو ابراهيم لاما وقصة و مونتاج وتمثيل مارى كوينى وقامت اسيا بالبطوله مع منسى فهمى وعبد السلام النابلسى وعزيزه شوقى وكان العرض 25 نوفمبر 1931 بدار سينما رويال بالاسكندريه وكان الفيلم رقم 17 فى تاريخ السينما المصريه ومن اخراج وقصة وسيناريو احمد جلال كان فيلم ( عندما تحب المراه ) والبطوله اسيا واحمد جلال و مارى كوينى وسلمى سعيد ويحيى طه و( منير فهمى هوعزيز فهمى لاعب الكره بالنادى الاهلى ) والسيد نظير وكان العرض بسينما كوزمو 27 مارس 1933 ورقم 28 فى تاريخ السينما المصريه ومن اخراج وتمثيل احمد جلال كان فيلم عيون ساحرة-وقامت اسيا بانتاجه وبالبطوله ومعها مارى كوينى والملحن يوسف صالح وعبد السلام النابلسى وان سبب اختيار هذا الاسم للفيلم هو أن آسيا كانت تملك عيونا خضرا ساحرة بالفعل جذابة، من هنا اختمرت الفكرة في ذهن أحمد جلال، وبالمناسبة هذه الفكرة جعلت الكثيرين يعتقدون ان أحمد جلال يعشق آسيا، وعندما تقدم ليتزوج من ماري كويني أصابتها الدهشة لأنها كانت تعتقد انه يحب خالتها خاصة وأنه كان يكبر ماري بحوالي 20 سنة وكان العرض 8 فبراير 1934 بدار سينما كوزمو بالاسكندريه وكان الفيلم رقم 33 فى تاريخ السينما قدمت شجرة الدر كفيلم تاريخي يتحدث أو يقدم صورة عن المجتمع المصري والعربي بداية حكم المماليك، وقامت بدور شجرة الدر، وكان يناسبها لجمالها الرائع وأدائها الممتاز كما قامت ابنة اختها ماري كوينى بدور غريمتها في الفيلم ومن اخراج وتمثيل وسيناريو وحوار
احمد جلال - وكان أحمد جلال صحافيا مرموقا في دار الهلال في ذلك الوقت، وله دراية بكتابة القصة والسيناريو وله ولع بالسينما ونجح في أول عمله كمخرج مع آسيا في هذا الفيلم الذي مثلته ومعها ابنة اختها والممثل الفلسطيني المتمصر، عبدالسلام النابلسيوكان أحمد جلال صحافيا مرموقا في دار الهلال في ذلك الوقت، وله دراية بكتابة القصة والسيناريو وله ولع بالسينما ونجح في أول عمله كمخرج مع آسيا في هذا الفيلم الذي مثلته ومعها ابنة اختها والممثل الفلسطيني المتمصر، عبدالسلام النابلسيوشارك التمثيل عبد الرحمن رشدى واسيا و مارى كوينى وميخائيل عطاالله و مختار حسين وكان العرض بسينما كوزمو بالاسكندريه 26 فبراير 1935 ورقم 39 فى السينما وفيلم ( زليخه تحب عاشور ) من اخراج وسيناريو وحوار وتمثيل احمد جلال مع المنتجه اسيا ومارى كوينى وحسين فوزى ( المخرج فيما بعد ) وزكى رستم وفؤاد شفيق وكان العرض بسينما كوزمو فى 2 مارس 1940 ورقم 111 فى تاريخ السينما المصريه وعندما تزوج احمد جلال ماري كوينى لعبت آسيا أدوار البطولة بعيدا عن ماري فمثلت من اخراج أحمد جلال امرأة خطرة سنة 1941، العريس الخامس من اخراج احمد جلال ايضا فى ذات الموسم ثم كان ان انفضت الشركة بين الثلاثة وكونت آسيا شركة منفصلة عنهما باسم لوتس فيلم للانتاج والتوزيع . وقامت ببطولة فيلم المتهمة من اخراج هنري بركات الذي اكتشفته وقدمته كمخرج لأول مرة في فيلم الشرير ثم قدمت له بعد ذلك فيلمي أما جنان سنة 1944 و الهانم سنة 1946 وفي هذا الفيلم قدمت فاتن حمامة بعد أن نضجت وكبر سنها وكانت بنت 16 سنة، وكان الهانم آخر فيلم تمثل فيه آسيا للتفرغ للانتاج وتقديم الوجوه الجديدة في السينما المصرية. وكان فيلم اليتيمتان من انتاج شركة لوتس فيلم والتى تملكها الفنانه اسيا بطولة فاتن حمامه واخراج حسن الامام وعرض فى موسم 1948 – ومن أفلامها الاجتماعية الرائعة ست البيت سنة 1949 من اخراج أحمد كامل مرسي وتمثيل فاتن حمامة وعماد حمدي وزينب صدقي، وفيه قدمت نعيمة عاكف كراقصة في الفيلم، رقصت علي غناء عبدالعزيز محمود في الفيلم، في أغنية يا مزوق يا ورد في عود والعود استوي والكحل في عنيك السود، جلاب الهوي ، وأغنية يا ليل يا أبو الليالي ـ احكيله علي بيجرالي ,وتلك الاغنيتين الاولى للشاعر مرسى جميل عزيز فى اولى اعماله الغنائى والاغنيه الثانيه ايضا من اولى اعمال المؤلف حيرم الغمراوى فى الساحه الفنيه وأمير الانتقام فيلما مقتبسا عن فيلم وقصة الكونت دي مونت كريستو لاسكندر ريماس من اخراج هنري بركات التي اكتشفته كمخرج مميز، وقدم هنري، هذا الفيلم المعرب في عام 1950 ولكن رأينا أحداثه رغم معرفتنا بأصل القصة الأجنبية، فيلما عربيا محضا، أشخاصه كأنهم عاشوا فترة زمنية معينة من تاريخ بلدهم ، وهكذا كانت آسيا رائدة في هذا المجال، الأمر الذي جعلها تتربع علي كرسي الرائدات عن جدارة واستحقاق، فقد قدمت للسينما المصرية العشرات من الافلام وتلك الأفلام من روائع كلاسيكيات السينما المصرية وحصلت علي الجنسية المصرية سنة 1933، ومما يذكر في هذا الشأن أن هذا الفيلم أنتجته آسيا مرتين، الاول كان بطولة صباح واحترق الفيلم ثم اعادت انتاجه ببطولة ليلي مراد، كما قدمت فيلم حياة أو موت من اخراج كمال الشيخ وكان هذا الفيلم فتحا في عالم السينما ومن أهم ما انتجت ايضا امرأة خطرة من اخراج أحمد جلال سنة 1941 و ساعة لقلبك اخراج حسن الإمام 1949 و آمال ليوسف معلوف و فيلم رد قلبى كان من انتاج شركة اسيا داغر لوتس فيلم من اخراج عز الدين ذو الفقار وبطولة مريم فخر الدين

2


وعرض بدار سينما امير بالاسكندريه وموسم 1957 بعد أن تفرغت تماما للانتاج قدمت فاتن حمامة وثريا حلمي بطلتين في فيلم اليتيمتين وفيه قدمت ايضا فاخر محمد فاخر بطلا معهم ، واخراج الفيلم لحسن الإمام الذي أبدع فيه وكان بداية لظهور مدرسته الخاصة في الميلودراما.وفي هذا الفيلم ظهر بشكل واضح نبوغ فاخر محمد فاخر كممثل مميز وايضا محمد علوان ( زوج الاذاعيه امال فهمى ) الذي قام بدور الشرير في الفيلم وشق طريق النجاح في أكثر من عمل. قدمت بعد ذلك المخرج ابراهيم عمارة في المال والبنون ثم في فيلم يا ظالمني والفيلمان يدلان علي اتجاه آسيا وهو اختيار مواضيع اجتماعية تناسب حالة المجتمع في أربعينيات القرن الماضي وقدمت أيضا حلمي رفله بعد تحوله من ماكسيير الي مخرج ليخرج من انتاجها الحموات الفاتنات ثم اخرج ايضا لمين هواك وهو من أهم الأفلام التي انتجتها و أنور الشناوي الذي اخرج لها فيلم الشيطان والخريف .كما قدمت فيلم اللقاء الثاني لسعاد حسني من اخراج حسن الصيفي وعاشت لآخر عمرها تكتشف بعين الخبرة نوابغ الممثلين والممثلات والمخرجين وتقدمهم في أفلامها بكل الحب وتعتبر الفنانه اسيا داغر أول من قدم عملا تاريخيا للسينما المصرية بإنتاجها فيلم "الناصر صلاح الدين" و هو أول فيلم مصري بالألوان وسينما سكوب و اخراج يوسف شاهين وبطولة ناديه لطفى واحمد مظهر وصلاح ذو الفقار وليلى طاهر وعمر الحريرى ومحمود المليجى وحسين رياض واحمد لوكسر وتوفيق الدقن وصلاح نظمى وابراهيم عماره وليلى فوزى وحمدى غيث وتكلف انتاج الفيلم حوالي مائتي ألف جنيه، وهو مبلغ ضخم جدا بحساب تلك الأيام، والفيلم نجح فنيا، نجاحا منقطع النظير حتي انه فاق في فنياته وصدق أحداثه التاريخية وعرض فى موسم 1963 ويعد الفيلم نقطة تحول كبيرة في تاريخ السينما المصرية و العربية ، لكن بكل أسف لم يحقق الفيلم المكسب المادي الذي يعوض ما أنفق عليه، فكان سببا أساسيا في إفلاس آسيا والحجز علي بيتها وكل ما تملك، وكان هو آخر فيلم أنتجته ، و كان تتويجا لحياتها الفنية وعام 1952 قدمت ليلي مراد وكمال الشناوي في فيلم من القلب للقلب وهو يعالج مشكلة الطبقية في المجتمع.كما كان لها الفضل في اكتشاف و تقديم العديد من النجوم في مجالي التمثيل و الإخراج في مجال التمثيل:- " صباح - فاتن حمامه-وعبد السلام النابلسى وصلاح نظمي- أحمد مظهر" وفي مجال الإخراج:- "أحمد جلال-و هنري بركات-و حسن الإمام-وإبراهيم لاما و-عز الدين ذو الفقار- و حسن الصيفي-و يوسف شاهين و غيرهم حصلت علي العديد من الجوائز منها:- وسام الاستحقاق اللبناني0 الجائزة الأولي في الإنتاج السينمائي عام 1950 جائزة خاصة من جامعة الدول العربية عن فيلم "الناصر صلاح الدين" مكافأة مالية قدرها ثلاثة آلف جنية تسلمتها من د. عبد القادر حاتم تقديرا لجهودها في إنتاج فيلم "الناصرصلاح الدين" وحصلت الفنانة آسيا علي عدة جوائز تقديرا لمشوارها الفني المتميز من أهمها: جائزة الدولة للرواد في مهرجان اليوبيل الذهبي للسينما المصرية تقديرا لمساهمتها الريادية في التمثيل والانتاج. جائزة الرواد من جمعية كتاب ونقاد السينما. الجائزة الأولي في الانتاج في مسابقة الدولة للسينما عن فيلمي حياة أو موت ، رد قلبي . وسام الاستحقاق اللبناني بمناسبة عرض فيلم زوجة بالنيابة .
توفيت في 12 يناير 1986 وصلي عليها في كنيسة المارونية بمصر الجديدة وطويت بذلك صفحة ناصعة البياض من تاريخ السينما في مصر.رحمها الله المؤرخ والباحث فى
التراث الفنى وجيـه نـــدى وللتواصل 0106802177 – [email protected]