اكلت يوم اكل الثور الابيض بقلم:فيصل حامد
تاريخ النشر : 2011-08-26
أكلت يوم أكل الثور الأبيض
مهداة الى االاخوة الاعداء القادةالعرب الاشقاء


كثيرون من الناس يرددون حكما وأمثالا من غير معرفة بقائليها الحقيقيين وغالبا ما يحدث الالتباس في التنسيب لبلوغ المعرفة, قاعدة للمقارنة الزمنية والقياس التاريخي لازالة ما يمكن ازالته من اللبس والمداغمة وحيال تلك الحالات والمحاولات اليائسه لا بأس على الكاتب الصحافي الحق والملتزم بالموضوعية والتنوير ونشر المعلومة والتوحد في ان يساهم بقدر استطاعته الذاتية والذهنية في المساعدة على فك ما قد يلتبس من كلمات متداخلة في سياق ما يطرحه من آراء ربما لا تعجب البعض من القراء وهذا افتراض لا يفتقر للواقع وعلى هذا فان العنوان الذي اتخذ للمقالة يمكن اعتباره مثلا لحكمه صادقة وحية معبرة عن اوضاعنا العربية البائسة المهينة والمعيبة معا وهي اوضاع مشاهدة ليس بالامكان اخفاؤها عبر موعظة دينية سمحاء او خطبة سياسية عصماء فواقعنا العربي المعاش من حيث الاستفراد بنا دولة اثر دولة وشعبا وراء شعب يؤكد ما ذهب اليه الامام علي رضي الله عنه حينما قال حكمته الخالدة المشهورة التي يرددها الكثير من ابناء قومنا وقوميتنا عرب أو أعراب , ومستعربون من دون معرفة قائلها وما هي مراميها ومعانيها وأهدافها او في اي زمن قيلت او لماذا قال امير المؤمنين علي بن ابي طالب رضي الله عنه تلك المقولة المجيدة وذلك بعد ان علم باستشهاد الخليفة الراشدي الثالث عثمان بن عفان رضي الله عنه : انما مثلي ومثل أخي عثمان كمثل ثيران ثلاثة كن في أجمة " غابة شجرة صغير السن بين العاشرة والعشرين سنة وقطر جذع شجرها بين عشرة سنتيمترات الى عشرين سنتيمترا" ألوانهن "اي الثيران" أبيض واسود وأصفر ومعهن فيها اسد "لحمايتهن" فكان "اي الاسد" لا يقدر منهن على شيء لاجتماعهن عليه مع ان الوانهن مختلفة لكنهن يعدن من أصل واحد يختلف كليا عن أصل صديقهن الاسد" فقال "اي اسد" للثورين الاسود والاصفر "على انفراد" لا يدل علينا في اجتماعنا الا الثور الابيض فان لونه مشهور وان لوني على لونكما فلو تركتماني اكله لصفت الاجمه الينا الثلاثة "الثوران والاسد" فاليكما "ما في الغابة من ثمار ونباتات ولي ما فيها من حيوانات" فقالا له " الثوران الاسود والاحمر" دونك كله "وبعد ان تشاورا فيما بينهما, اشترطا على الاسد الا يؤلم اخاهما الابيض عندما يقتله وأثناء أكله" فوثب الاسد على الثور فقتله وأكله " والثوران الاسود والاحمر ينظران إليه دون ان يتفوها بكلمة سوى الترحم عليه بصوت غير مسموع مع بضع دموع الوداع ... ولما مضت أيام عدة على مقتل الثور الأبيض جاء الاسد الى الثور الأصفر (بعد ان انتحى به جانبا) قائلا له ان لوني على لونك فدعـني أكــل الاســود(الثور) لتصفو لنا الاجمة فأجابة (عفواك ايها الاسد الهزبر لقد وافقناك أنا وأخي وشقيقي الثور الأسود على قتل وأكل شقيقنا المرحوم الثور الابيض أين هي عهودك ومواثيقك لنا بالحماية والرعاية ؟ فلماذا ايها الهمام الضرغام لا توفي بالعهود والمواثيق وأنت ملك الغاب المهاب والسيد العظيم المطاع تريدني أن أغدر بشقيقي مرة أخرى فبلات والعزة لن أوافقك على الفتك بالأسود ولو كلف ذلك حياتي فضحك الهمام مكشرا عن أنيابه ملوحا بذيله استهجانا واستخفافا بما قالة الثور الاحمر, مخفيا غضبه لكنه تصنع الوقار وتظاهر بالكياسة وأخذ يراوغ ويخادع الثور تارة بالمغريات والخدمات وتارة أخرى بالتهديد والوعيد وبيوم تكون وقوده الأثوار والخراتيت حتى أذعنه بالموافقة على خيانة شقيقه وقتله وأكله لكن بشرط أن لا يشاهد عملية القتل وإسالة الدم على قاعدة لحكمه عربية تقول ان القلب لا يحزن عما تراه العين وبعد ان تخلص الهمام بن ضرغام من الثور الاسود المسكين المهان التفت إلى الثور الاحمر مهددا اني آكلك لا محالة فلقد خنت شقيقاق وستخونني بالتاكيد وها انت بقيت لوحدك في الميدان لا معين لك فبماذا ستدافع عن نفسك ايها الثور الخائن الجبان .
ارتعب الثور من تهديد الهمام بن ضرغام محاولا الاسترضاء والمخادعة لكن الهمام حفيد الدمام لم يابه لتوسلاته وبكائه ولما أدرك الثور الاحمر انه لابد من ان سيقتل قال ـ دعني أنادي ثلاثا فقال (الهمام) أفعل ما يبدو لك فنادى(اي الثور) الا اني أكلت يوم أكل الثور الابيض رددها ثلاثة مرات وهو ينتحب رعبا من الموت الزؤام تحت انياب الضرغام
ثم قال الإمام علي رضي الله عنه أني هنت يوم قتل عثمان يرفع بها صوته.(أفلا تتعظون بهذه المأثورة الخالدة يا بني بجدتي ونجدتي ام ماذا ايها القادة العرب الأحباء انتم فاعلون بانفسكم واحفادكم وبلدانكم فلن يدافع عنكم العم سام الضربان حينما تبدأ الافعى اليهودية تلتف حولكم وتنفث سمومها صوبكم ولن تنفعكم عروشكم وارصدتكم وذهبكم ونساءكم وولدانكم وما ملكت ايمانكم وافلا تتعظون ايها القادة الاشقاء افلا تبعدون عنكم الجفاء والعداء ليرحكم الله يوم تجازى كل نفس عما كسبت اشك يذلك والمستعان بالله؟؟؟؟
فيصل حامد
كاتب وناقد صحفي سوري (مقيم) بالكويت
[email protected]