شاهد عيان على احداث العباسية بقلم احلام الجندى
تاريخ النشر : 2011-08-03
شاهد عيان على احداث العباسية بقلم احلام الجندى

ليلة الجمعة 22/7/2011قرر شباب حركة 6 ابريل غيرهم من المعتصمين بالميدان تسيير مسيرة سلمية الى وزارة الدفاع بالعباسية لتوصيل صوتهم الى آذان المجلس الاعلى للقوات المسلحة وذلك لتسريع الاستجابة لمطالب الثورة لما لاحظوه من تباطؤ وربما تواطؤ فى تلبية بعض المطالب كمحاكمة المتهمين بقتل المتظاهرين ومحاكمة الرئيس المخلوع ورؤوس نظامة وعلانية المحاكمة وتطهير وزارة الداخلية وايضا تأكيد أحقيتهم فى ان يدلوا برأيهم ويسمع لقولهم وخاصة بعد تجاهل اللائحة التى قدموها بترشيح بعض الشخصيات التى يرتضيها الشعب لتشكيل الوزارة الجديدة التى طالبوا بتشكيلها .

وقد حرصوا قبل انطلاقهم ان يعدوا شعارات مطمئنة لأهالى العباسية بسلمية مظاهرتهم ومنها : يا اهالى العباسية مظاهرتنا دى سلمية " ويؤكدوا انهم لن يعتصموا بها ولن يعطلوا اى مصالح .

الا ان اللواء حسن الروينى عضو المجلس الاعلى للقوات المسلحة سابق واتصل باحد القنوات الفضائية وصرح بانه وصلته اخبار بان المتظاهرين يحملون معهم قنابل مالتوف وغيرها من معدات للتعدى على اهالى العباسية ، مما اثار الاهالى وشحنهم ضد هذه المسيرة وبالفعل عندما قدمت المسيرة الى مشارف العباسية حدثت مناوشات واشتباكات حاول المتظاهرون تفاديها الا انهم وجدوا ان الامر قد يتفاقم فآثروا الرجوع الى الميدان .

ورغم تراجعهم فأنه فى تمام الثانية عشرة ليلة السبت 23/7/2011 نشر المجلس الاعلى البيان 69 على صفحته على الفيس بوك يتهم فيه حركة 6 ابريل بمحاولتها الوقيعة بين الجيش والشعب ، مما جعل المعتصمون يعزموا على اعادة الكرة والتوجه الى وزارة الدفاع بالعباسية لنفى هذا الادعاء و تأكيد الثبات حتى تتحقق جميع المطالب ولكن ماذا حدث ؟

يصف علاء عبد الفتاح الناشط الحقوقى فى لقائه مع الاعلامى يسرى فوده على قناة اون تى فى قائلا عند مسجد النور بالعباسية تم نشر اسلاك شائكة ولاحظت خلف الاسلاك الشرطة العسكرية ومن ورائهم الامن المركزى وخلف هؤلاء توجد اشتباكات بين بعض المتظاهرين والاهالى وكذا فى الشارع الفرعى الذى وراءهم وخرج من جانبهم بلطجية يحملون صنجا على مرأى منهم كما كان الاهالى يلقون قنابل المالتوف من اعلى المساكن ويتقاذفون الاكثرية من المتظاهرين المتواجدين امام الاسلاك بالحجارة واصيب الكثير ونظرا لان المتظاهرين كانوا عزلا ولم يستطيعوا حماية انفسهم حاولوا الاحتماء بالسجد لكن منعتهم الشرطة العسكرية وحاولوا الرجوع من حيث جاءوا لكن الشرطة اغلقت امامهم المخرج أيضا وحالوا بينهم وبين الرجوع مما ادى الى حدوث مزيد من الاصابات حددوا بعد ذلك بحوالى 268 مصابا .

كما قال ايضا الشيخ حسنين النجار امام مسجد ومن مشايخ الازهر انه كان متواجدا وانه شاهد الناس وهم يحاولون الخروج من المخرج المجاور للمسجد ولكن الشرطة العسكرية لم تسمح لهم بالخروج وحاول اللجوء الى مسجد النور ولكن الضابط الواقف امامه منعه وصوب سلاحه نحوه وهدده بالضرب اذا لم يتراجع فما كان من الشيخ الا ان فتح صدره له وقال انا امامك اضرب ولكن بعد محاولة سمح الضابط له فقط هو وابنه الصغير بالدخول فوجد اناس محجوزين داخل المسجد وسمح له امام المسجد بالتحدث عبر ميكروفون المسجد واخذ يناشد الاهالى ويهدئ الموقف ويقنعهم بسلمية المظاهرة واللبس والوقيعة التى حدثت ثم حان اذان العشاء فأذن وفتح المسجد ودخل الناس اقام الصلاة عقب الاذان مباشرة دون فاصل ثم دعا بدعاء يقول ان ابواب السماء كانت مفتوحة وان الدعاء كان الهاما وبلسما من الله سبحانه دخل القلوب وهدأها ثم بعد ذلك انصرف المتظاهرون وعادوا الى الميدان .

لست ادرى بما اعلق ان كان من حق الشعب ان يعبر عن رأيه بطريقة سلمية ولن يترتب على مظاهرته اذى او اخلال بالامن او الممتلكات وان كل غايتهم تقريب صوت المطالب الى الآذان وتأكيد يقظتهم واصرارهم على تحقيق كل ما قامت ثورنهم من اجله ووفقا لما يريده الشعب وليس وفقا لما يريد المجلس العسكرى او غيره .
ولست ادرى ايضا سبب التصريح الذى صرح به اللواء الروينى ومن اى مصدر حصل على معلوماته وما غرضه من وراءه ، وبكل تأكيد من ابلغه هذه المعلومات الكاذبة هو من ابلغه ايضا كذبا وبهتانا ان اعضاء الحركة تدربوا فى الخارج وحصلوا على دعم مالى اجنبى .

وفى كل مرة تأتى المكائد بما لا يشتهى اصحابها فقد اطلقت صفحة تحمل عنوان كلنا 6 ابريل اعلن الاخوان المسلمون فيما بعد انهم من اطلقوها انضم اليها الألاف المؤلفة بعد ساعات فقط من اطلاقها وزادت شعبية 6 ابريل فى الشارع اضعاف ما كانت عليه من قبل .

وفى جميع المواقف والمكائد قبل الخلع وبعد الخلع نرى عجائب الله وقدرته التى تأبى الا نجاح الثورة وتأييد الثوار وزيادة الاصرار حتى تتحقق جميع المطالب وتجعل هذا المكائد تزيدها ثباتا وصمودا وتأييدا .
احلام الجندى
مساء الخميس
28/7/2011