إما ان تشتم الحكومة وإما ان تسكت.
مقالي الأخير حول وزير الاقتصاد الفلسطيني وتحيتي له لقدومه إلى اتحاد الصناعات الجلدية ولقائه العاملين في صناعة الجلود و الأحذية والاستماع لهم والتعرف على حقيقة وضعهم جلب لي الكثير من الانتقاد ورأى فيه البعض تحولا عن منهجي السابق وظن البعض إنني تعرضت لضغوط من هنا أو هناك لاتخذ موقفا اقل تطرفا من سياسات البلد الاقتصادية.
مع ان مقالي لم يتضمن عبارة شكر واحدة ولم يتضمن كلمة نفاق واحدة,لكنني كنت اصرخ من التجاهل وأصيح لأضمن ان الحكومة تسمعني ولم أكن اصرخ رغبة في الصراخ ولم يخطر ببالي ان أكون معارض دائما مشاكس دوما بسبب وبلا سبب.
تبنيت مشاكل عمالي وصناعي وأعلنتها من أول يوم ان وظيفتي ان أتبنى القضايا وان أوصل الصوت بكل وسيلة ممكنة وان أكون حلقة الوصل بين صناعتي وبين المسئولين من جهة وبين صناعتي وبين المستهلكين من جهة أخرى.وضعت يدي على الجرح شخصت الداء وعرفت الدواء فكان لا بد العمل.
كنت اصرخ لما كان الوزير بعيدا في مكتبه ,كنت اصرخ من الم الإهمال والتجاهل والتعامي الحكومي,كنت اصرخ من شعوري ان أحدا لن يسمعني وان سمعني فلن ينقذني.
لكن والوزير بقربي جالس إلى جواري يستمع لكل صغيرة وكبيرة مني ومن زملائي,يسمع ويحاور ويقترح ويناظر ويتعمق في فهم المشاكل ويجتهد في البحث عن الحلول الممكنة فهل اصرخ أم أجد أسلوبا أخر للحوار.
شعرت ان الناس تحب مني ان انتقد فان كنت لا أريد ان انتقد لأي سبب ولا أرى من المناسب ان اشتم والعن فلأسكت,وانأ أقول لكل مقام مقال.
عندما نكون مع أنفسنا فلسنا ضد احد وعندما نختلف مع سياسة الحكومة في أي موضوع فلأننا ندافع عن أنفسنا وليس بالضرورة ان نكون على خلاف لمجرد الخلاف ورغبة في النكاف والاختلاف.
كما نغضب ممن يتجاهلنا نحيي من يلتفت ألينا وكما نصب الغضب على من يحاول ان يدمر صناعتنا ويغلق مصانعنا ننظر بعين الرضي لكل من يقول سأحاول ان أساعدكم وأغير واقعكم وبغض النظر عن رأي الحكومة فإننا نرى إننا جميعا في مركب واحد فان غرق الشعب غرقت الحكومة وان تعثرت الحكومة دفع الشعب الثمن,لذلك كل ما نريد ان نتفق نحن والحكومة على المصلحة العليا الواسعة بعيدا عن مصالح أنية ضيقة.
هدوء مقالتي الأخيرة جاء لان لكل مقام مقال ولان وزير الاقتصاد أمر بتشكيل لجنة لدعم صناعتي وأمرها بتقديم توصيات عملية سريعة تضمن حقنا في العمل والحياة وتضمن حقوق باقي الإطراف
ونتوقع ان هذه الخطوة دليل على إننا تمكنا من إقناع الحكومة بان واقعنا مرير ويحتاج إلى تغيير.
قديما قال حكيم إني لا أضع سيفي حيث يصلح سوطي, ولا أضع سوطي حيث تصلح العصا ولا أضع العصا حيث يصلح لساني ولا أضع لساني حيث يكفيني بناني.
وحتى نرى ماذا سيحدث الله في قابل الأيام ربما أتوقف قليلا عن الصراخ والضجيج لأتيح للحكومة فرصة تنفيذ ما وعدنا به الوزير من إجراءات تضمن لنا حصة معقولة في سوقنا المحلي على الأقل.
أدعو الله العلي القدير ان يريحكم من هذه القصة وان يغير واقع صناعتنا للأفضل واعتذر منكم جميعا لما سببت لكم من صداع .
م.طارق ابو الفيلات
رئيس اتحاد الصناعات الجلدية الفلسطينية
إما ان تشتم الحكومة وإما ان تسكت بقلم:م.طارق ابو الفيلات
تاريخ النشر : 2011-08-01