سفاراتنا: فساد بعيون وقحة بقلم:د. رؤوف سليمان أبو عابد
تاريخ النشر : 2011-06-17
سفاراتنا: فساد بعيون وقحة بقلم:د. رؤوف سليمان أبو عابد


سفاراتنا: فساد بعيون وقحة
لفت نظري ما جالت به عيناي من جدل وتجاذب في مضامين مقالات أصبحت تنشر بكثرة في الآونة الأخيرة هادفة إلى إلقاء الضوء على ما تعتل به سفاراتنا من فساد، ففي سمائنا وبحرنا وبرنا والى جانب الاحتلال يدا بيد وكتفا بكتف يرزح على صدر شعبنا فساد غاشم وبعيون وقحة، تجاهر بغيها وغوغاءها كل مخرز، وعطفا على ما جاء في مقالة الأستاذ موسى جابر المنشورة على موقع سما نيوز ، ومقالات الأستاذ فهمي شراب المنشورة على موقع دنيا الوطن والتي تشير إلى ما تعانيه سفاراتنا من فساد وإفساد أقول :
نعم، نحن في المنافي أو كما يقول البعض في " الشتات " نعاني إلى جانب الغربة والحرمان والتهميش، كم هائل من فساد سفاراتنا وموظفيها، أو بكلمة أدق من قلة خبرة وكفاءة موظفي تلك السفارات، وانعدام حسهم الوطني، فهم إفرازات طبيعية لحالة الواسطة، ومنهج المحسوبية والمحاباه، ومتطلبات الشللية، المصلحة الحزبية والفئوية والشخصية الضيقة، التي حولت الحالة الفلسطينية من حالة ثورية إلى إقطاعيات سلطوية يتقاسمها أصحاب النفوذ والسلطة وعائلاتهم وذويهم ومن يلفون لفهم من الأزلام والمنافقين.
نعم تحولت سفاراتنا بفعل تلك الطغمة من ميادين للنضال بحسب المفترض، إلى مؤسسات للتوظيف لأبناء العمداء والعقداء وأصحاب السلطة والنفوذ، ومقاهي لاحتساء الشاي والقهوة، والينسون لأصحاب الاتيكيت، فأنت إذا أردت أن تعرف أخر صيحة في عالم الساعات، أو الأحذية الجلدية أو الهواتف المحمولة، أو إذا ما أردت أن تتعلم الطبخ وفوائد اللوبستر " الشروخ " أو أي نوع من أنواع الأسماك نظرا " للفوسفور " فاقصد أي سفارة تحمل يافطة " سفارة دولة فلسطين " واجلس مع أي موظف ليعطيك الشرح الوافي والصافي، وأما إذا أردت أن تعرف فنون الانتهازية والتسلق، فراجع تاريخ العديد من موظفي تلك السفارات لتتعلم كما يقولون وبأسهل وأسرع الطرق كيف ومن أين تؤكل عظمة الكتف.
والغريب أن سفاراتنا أصحبت كوته مغلقة لا يسمح لأحد بدخولها إلا من بوابات الواسطة والمحسوبية، فإذا ما أردت أن توظف في إحدى سفاراتنا أو حتى وأنت ابن السلطة أردت الانتقال، قيل لك ليس هناك شاغر حتى لو أتيت بكتاب من الرئيس نفسه كما هو الحال مع كاتب هذه السطور، فيجب مع كتاب الرئيس ما يعززه من واسطة تفتح بها نفق الكهف الشاغر.
فهناك في سفاراتنا من فصل من المنظمة بقضية اختلاس، وبقدرة قادر عاد ليعين في احد سفاراتنا، وهناك من كان يجهر بأنه لا يتشرف بان يكون فلسطيني، وهو ألان موظفا في احد سفاراتنا وعنوان لم لا يتشرف بان يكون منهم، وهناك ايضا من كان يتبرأ من الانتماء لفلسطين ويخشى أن يقول انه فلسطيني، يمثل من تبرأ منهم، بعد أن كان انتماءه لهم في نظره مخزي ومميت، وهناك الأخطر من خرج من شرنقة الانقسام ليعتلي المناصب عند حماس وكل مؤهلاته ما يفيض به من الانتهازية في شتم وقدح أبناء وحركة فتح، والعكس صحيح، هناك من اعتلى المناصب في السلطة تحت عباءة كرهه وعداءه لحماس.
ونحن في مرحلة طي صفحة الانقسام لا بد لنا من إزالة كل مفاعيله، وأثاره، ونتائجه، وأولى تلك النتائج وهو ما ترسب عبر سنوات الانقسام، وما تقرح على الجسد الفلسطيني من طفيليات وتقرحات بفعله، وما شاب ذلك الجسد من فساد بصعود الانتهازيين، والذي جل ما نخشاه أن يكون لهم ما يكون في سبيل استمرار الانقسام الذي ببقائه هم باقون.
ونغتنم هذه الفرصة لنطالب الرئيس أبو مازن شخصيا بوصفه رئيس منظمة التحرير بلفتة كريمة منه لتطهير هذه العناوين من ما يفتك بها من أوبئة تعيث فتكا بالقضية الفلسطينية، ولاسيما أنها العناوين التي بنيت بجماجم الشهداء كما يقول دائما سعادة السفير باسم الأغا.
د. رؤوف سليمان أبو عابد
القاهرة 13/6/2011