ضبّاط عِرَاقيون عمالقة في الذاكِرَة 1- منذر عبدالرحمن الأعظمي بقلم: حميد الواسطي
تاريخ النشر : 2011-05-19
ضبّاط عِرَاقيون عمالقة في الذاكِرَة 1- منذر عبدالرحمن الأعظمي بقلم: حميد الواسطي


بِسْمِ اٌللهِ اٌلرَّحمَنِ اٌلرَّحيمِ.. أوِّد بَعدَ مشيئَة اٌلله تعالَى أن أذكر في سلسةِ مقالات شهادات حسب تقييمي وَرأيي الشخصي لبعضِ ضبّاط عِرَاقيين عقمت نساء العِرَاق أن يلدنَ مثلهم وَمن الذين عايشتهم أو عملت معهُم أنا كاتب السُطور في وحدات عسكريَّة وَحتى أختزل عددهم إلى قليل جداً فقد إشترطت بمَن أذكرهم في هذا المجال صفة النزاهة الَّتِي كانت (وَلاَ تزال) نادرة جداً جدّاً في أوساط وَمِنها عَلَى سَبيلِ المِثال لا الحصر الجيش العِرَاقي أمَّا بَعدُ، وَعِندمَا تخرّجت مِنَ الكُلِّيَّة العسكريَّة الدورة 55 برتبة ملازم ثاني في 6 كانون الثاني 1977 وَتمَّ تنسيبي إلى كتيبة 155 صواريخ مُقاومة الطائرات التابعة للدفاع الجوي/ الفرقة العاشرة وَمقرها حينذاك في معسكر التاجي حوالي 40 كيلومتر شمال بغداد كانَ منذر عبدالرحمن إبراهيم ضابط برتبة مقدم ركن وَهُوَ آمر لتِلكَ الكتيبة وَأوَّل وحدة (عسكريَّة) أخدم فيها أو ألتحق إليها بَعدَ تخرّجي مِنَ الكُلِّيَّة.
كتيبة 155 كانَ فيها أكثر مِن 60 ضابط وَمِن بينهم الرائد حامد جاسم الدليمي المعاون الحربي لآمر الكتيبة وَالرائد المهندس طيف جميل عبدالسَيِّد المعاون الفني لآمر الكتيبة وَالنقيب سليمان يوسف أحمد الثويني التكريتي مُساعِد آمر كتيبة وَالملازم أوَّل حسين زبن إبراهيم الحسن ضابط إستخبارات الكتيبة وَالنقيب وضاح إسماعيل الفياض آمر البطرية الفنية وَالرائد عدنان الأعظمي آمر البطرية الأولى وَالنقيب طارق الدوري آمر البطرية الثانية وَالنقيب سلمان داود الحمداني آمر البطرية الثالثة وَالنقيب قاسم محمد حسين عمران آمر البطرية الرابعة وَالنقيب قاسم الراوي آمر البطرية الخامسة وَالنقيب نعمة كاظم الجنابي آمر بطرية المقر وَكانت في الكتيبة دائرة هندسيَّة فيها عشرات المهندسين في مختلف الاِختصاصات الكهربائيَّة وَالإلكترونيَّة بَيدَ أنَّ جميع ضبّاط الكتيبة لَم يوجد فيهم على الأطلاق مَن يفوق أو يوازي أو يقترب مِن أو يجاري ذكاء وَكفاءة وَثقافة وَلباقة وَرشاقة وَألمعيَّة وَعبقريَّة الضابط العملاق آمر الكتيبة المقدم الركن - وقتذاك - منذر عبد الرحمن إبراهيم الأعظمي وَكانَ الآمر الوحيد مِن بَينِ لَيسَ آُمراء كتائب الفرقة فحسب بَل آُمراء الألويَّة الَّذِي كانَ مسموحاً لهُ أن يدخل عَلَى قائد الفرقة العميد الركن هزاع فيزي الهزاع بدون إذن وَبدون أن يمرّ عَلَى رئيس أركان الفرقة.. وَفيما بَعد صارَ بإمكانهِ أن يتصل أو يزور وزير الدفاع عدنان خيرالله متى يَشاء أو تقتضي الضرورة أو مَصلحة الكتيبة.. وَلَم أكن أتصوّر وَأنا أحضر إجتماع حزبي كنتُ وقتها بدرجةِ مُؤيِّد (في حزب البعث) وَكانَ مسؤولي الحزبي هُوَ نفسه آمر الكتيبة المقدم الركن منذر عبدالرحمن (كانَ بدرجة مرشح للعضوية) وَابان انتفاضة خان الربع أو النص بَينَ النجف وَكربلاء عام 1977 وَقد اعتقل عشرات مِنَ المنتفضين وَأكثرهم أو أبرزهم مِن آل الحكيم الَّذِينَ رددوا جهاراً نهاراً شعارات مناوئة لنظام البكر وَصدام أثناء مسيرتهم للزيارة إلى كربلاء بَيدَ أنَّ آمر كتيبتي وَمسؤولي الحزبي المقدم الركن منذر عبدالرحمن إبراهيم الأعظمي قد تعاطف معهُم بشكلٍ عفوي جريئاً وَمجازفاً أثناء الإجتماع الحزبي وَأنا – كاتب السُطور - كُنت حاضراً ذلِكَ الإجتماع وَرأيته بعيني وَسمعته بإذني قال: `.. وَلَكِن مثل هؤلاء بنظر البعض في دول العالم يعتبرونهم ثوّار وَ أبطال ..`
كُنتُ أنا كاتب السُطور قد إلتحقت في كانون الثاني - يناير 1977 وَمعي 8 ضباط مِن دورتي (55) إلى الكتيبة أيّ كنا تسع ضبّاط جُدَد كانَ آمر الكتيبة راضياً على سلوكنا وَأدائنا وَضبطنا العسكري إلاَّ أنه كان مُعجباً بشكلٍ خاص بيَ وَيَعتبرني متميّزاً مِنَ بَينِ الضبّاط الملتحقين حديثاً حسبَمَا كانَ يخبرني مفتخراً مُساعِد الكتيبة زميلي وَصديقي النقيب سليمان الثويني التكريتي، وَكان آمر الكتيبة عادة ما يستعير إعتزازاً عصا التبختر خاصتي ليؤشِّر بها عَلَى السبورة أو منضدة الرمل عندما يلقي مُحاضرات في الكتيبة.. كانت عصا تبختر جميلة وَطرفها مُزيَّناً بالعاج عَلَى شكل رأس المَلِكة نفرتيتي .
كولونيل حميد الواسطي
[email protected]