اّية براذعية ... لست وحدك في البئر
كم من الرجال في بلادنا قد جعلوا امرأة تتقيء انوثتها ظلما ..وقتلا ..ووأدا ... وانتحارا ؟!
كم من الرجال في بلادنا قد اعتبروا المرأة بنصف حيوان , والنصف الاخر قد كان مكان شك من البشرية؟!
كم من الرجال في بلادنا قد كانوا سببا في تعاسة امرأة , في طمس هوية امرأة , في نهش جسد امرأة ؟!
وكم من الرجال في بلادنا قد تفننوا بالسادية حتى اصبحنا اكثر الشعوب سادية ؟!
نعتذر لك أية ايتها الطاهرة ..أيتها القديسة نعتذر بكل ما اؤتينا من قوة ... نعتذر لك على قذارتنا واتساخ عقولنا .. وافتقادنا للأنسانية ... نحن مازلنا نعيش في قانون الغاب ..نملك العادات والتقاليد ما قبل الجاهلية ,اما الدين فحدث ولا حرج لقد تفننا في تحريفه , وبدل ما يسيرنا , وينور لنا عقولنا من ظلمات تسكن جهلنا , نحن نقوم بتسييره.
نعتذر لك ...لأن هناك قوانين ما زالت تعشعش في عقولنا , تسكن نفوسنا , قوانين بالية وكأنها فرضت من اله مجهول الهوية ... نقتل المرأة لمجرد الشك ..نقتلها نتيجة اتصال هاتفي او صورة في محفظتها , ونقتلها اذا قلبها دق عشقا , نخاف المرأة يا عزيزتي , نخافها لأننا ضعفاء أنفس , لم نرتق لللأنسانية والتطور والحضارة بعد ,لأننا مازلنا اطفال لم نع بعد
ان ميزان تطور الشعوب لن يأتي الا من تطور المراة واعطائها الحرية , ولم نحاول معالجة انفسنا من فوبيا حرية النساء و نعتقد ان كل امرأاة تسعى للحرية هي امرأة فاسدة , تريد فقط انحلال البلاد اخلاقيا , ولا نعرف الحلال من الحرام الا اذا تعلق هذا بالمرأة , يا ويحنا نحن , وكم نحن ساذجون , نربط شرف المرأة باللباس, ونحكم عليها من خلال المكياج
وكم نحن بارعون في معايير الازدواجية الفكرية , نعشق النساء, ونطاردهن في اقصى بقاع الارض لنقول لهن ...هرمنا , هرمنا من اجل تلك اللحظة التاريخية !!! , ونعود للبيت مرفوعي الرأس كثائر قد انتصر في لحظة ثورية .
في بلادنا الشرف لا يعرف الا نقطة واحدة ليرتكز عليها , وهي نقطة المرأة , تركنا كل انواع الشرف جانبا , وتفننا بالكذب والنصب و الخداع وملكنا كل انواع الامراض النفسية , وجلسنا نراقب كل امرأة من حولنا , لا لحمايتها , بل لقمعها وتناسينا اننا بقمعها نقمع انفسنا و نطمس هويتنا بل نقتل ارواحنا ,
في بلادنا ما زالت المرأة تسكن ذلك البئر, وكلما حاولت الصعود منه كان هناك رجلا يقف في اعلى السلم يقذفها بقدمه كي تعود الى القاع ثانيتا , فليست وحدها اّية براذعية التي سكنت البئر , فقد صنعنا الكثير على مر العصور من انواع الابار كي ندفن بها المرأة .
فمتى سوف يعلنون العرب طمر هذا الابار , ويشيعون تخلفهم , فحقاّ اننا قد هرمنا جدا من أجل تلك اللحظة التاريخية .
ماهر شكارنة .. ناشط في حقوق المرأة – بيت لحم
[email protected]
اّية براذعية .. لست وحدك في البئر بقلم:ماهر شكارنة
تاريخ النشر : 2011-05-10
