سري نسيبة .. و مساعي إلغاء مقاطعة الجامعات الإسرائيلية بقلم:د.جمال المجايدة
تاريخ النشر : 2005-05-27
سري نسيبة .. و مساعي إلغاء مقاطعة الجامعات الإسرائيلية بقلم:د.جمال المجايدة


سري نسيبة .. و مساعي إلغاء مقاطعة الجامعات الإسرائيلية!!

هل نسي رئيس جامعة القدس ان الجامعات الاسرائيلية اداة لفكر اسرائيل العنصري ذراع استراتيجي للمؤسسة الامنية و العسكرية المحتلة لارضنا؟



د.جمال المجايدة

في الوقت الذي قاطع فيه اتحاد الاكاديميين البريطانيين، وهو الاتحاد الذي يضم مدرسي الجامعات البريطانية الجامعات الاسرائيلية يبادر الدكتور سري نسيبة رئيس جامعة القدس الفلسطينية بتوقيع اتفاق في لندن مع رئيس الجامعة العبرية يقضي باقامة تعاون مشترك بين الجامعتين ( الفلسطينية والاسرائيلية )!

اليس الامر غريبا , ان نسلك سلوكا مغايرا لسلوك البريطانيين الذي يروا في السلوك الاسرائيلي خروجا علي حقوق الانسان والقيم والاخلاقية ونروح نحن الفلسطينيين الي لندن لكي نوقع اتفاقيات تعاون مع الجامعة العبرية ؟

اتمني ان يكون الخبر الذي وزعته الجامعة العبرية في القدس يوم الاحد الماضي حول اتفاق سري نسيبة مع الجامعة الاسرائيلية غير صحيحا !

واذا كان صحيحا فتلك مصيبة لان الاتفاق يجئ ليدعم المؤسسة الاكاديمية في اسرائيل في قرارها مقاضاة اتحاد الاكاديميين البريطانيين ، الذي قرر نهاية الشهر الماضي مقاطعة جامعتي حيفا وبار ايلان،

وبصراحة اكثر وضوحا فان القرار الذي كان صحيحا فانه يعتبر ايضا ضد الحملة البريطانية الفلسطينية الرامية الي توسيع المقاطعة للجامعات الاسرائيلية التي تحولت الي احد اذرع المؤسسة الحاكمة في اسرائيل، وتقويض الحملة الفلسطينية التي تدعو منذ عام كامل لمقاطعة اسرائيل اكاديميا وثقافيا الي مقاطعة دولية لاسرائيل، وقامت الحملة بجمع تواقيع 60 اكاديميا ونقابيا وعضوا في منظمات غير حكومية في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة.

الكثيرون يعلمون برفض عدد من الاكاديميين البريطانيين عروضا من المؤسسة الاسرائيلية للعلوم، التي طلبت منهم مراجعة الابحاث العلمية التي كتبها اكاديميون اسرائيليون. كما ان بعض الاكاديميين اعتذروا عن اخذ الاموال الاسرائيلية نظرا الي ان ممارسات الحكومة الاسرائيلية ضد الفلسطينيين منافية لحقوق الانسان , ولااعتقد بان هناك موقف داعم لحقوق الانسان الفلسطيني معنويا واخلاقيا اكثر من من هذا الموقف وبالتالي لايجوز تقويضه فلسطينيا وعربيا !



مقاطعة احتجاجية !

تقول الاخبار ان اكاديمي بريطاني رفض التعاون مع الجامعات الاسرائيلية قائلا : "ادعم المقاطعة للمؤسسات الاكاديمية الاسرائيلية، كوسيلة لتسجيل احتجاجي تجاه عدم احترام اسرائيل لحقوق الانسان واستمرارها احتلال الاراضي الفلسطينية "

غير ان ماقالته صحيفة هآرتس الاسرائيلية الاحد الماضي (22مايو) ان البروفسور سري نسيبة رئيس جامعة القدس , شجب قرار مدرسي الجامعات البريطانية القاضي بمقاطعة جامعتي حيفا وبئر السبع.

واغرب ماقالته الصحيفة المذكورة – او مازعمته - ان البروفسور نسيبة ورئيس الجامعة العبرية في القدس الغربية البروفسور مناحيم مغيدور وقعا في نهاية الاسبوع الفائت علي اتفاق مشترك للتعاون بين الجامعتين، كما وقعا علي عريضة شجب واستنكار لقرار مجلس الاساتذة البريطانيين بمقاطعة جامعتين في الدولة العبرية.

وشددت الصحيفة الاسرائيلية في تقريرها علي ان الهدف الرئيسي من هذه الخطوة هو" المساهمة في منع توسيع المقاطعة الاكاديمية علي الجامعات الاسرائيلية في ظل تنامي الاصوات الفلسطينية غير الحكومية باعلان المقاطعة الكاملة علي الجامعات في اسرائيل".

لقد نشأت المقاطعة بسبب الضير والظلم من الاسرائيليين كافة , فهم الذين قادوا المنطقة الي هذا الجو المرعب من التطرف والتوتر واضاعة كافة فرص السلام , وبالتالي فان المقاطعة ضرورية لاخراس الاصوات المتطرفة في اسرائيل ولاظهار موقف العدالة في مواجهة الظلم امام الراي العام الاكاديمي في بريطانيا وفلسطين وغيرها من دول العالم .

ومن هذا المنطلق فاننا نختلف مع كل ما قاله الدكتور نسيبة للصحيفة الاسرائيلية – ان كان قد قال فعلا - بان "هناك جهات في الطرف الفلسطيني تعمل علي توسيع مقاطعة الجامعات الاسرائيلية، ونحن نقول ان هذه الطريق غير مقبولة علينا البتة ونشجبها ونستنكرها، وعلينا ان نفرق بين مؤسسات المجتمع المدني في اسرائيل وبين سياسات حكومة اسرائيل" لاسباب كثيرة اهمها ان الجامعات الاسرائيلية اداة لفكر اسرائيل العنصري واداة لمواصلة احتلال فلسطين وذراع استراتيجي للمؤسسة العسكرية التي تواصل القتل والتدمير في فلسطين حتي الان , كما انه لاتوجد في اسرائيل مؤسسات مجتمع مدني فكلها مؤسسات عسكرية لاتجيد سوي لغة القمع واراقة الدماء ولوكانت تلك المؤسسات موجودة لما استمرت دوامة العنف والدماء الي اكثر من نصف قرن !

[email protected]