غراب البين وابو الحصين بقلم:فيصل حامد
تاريخ النشر : 2011-04-07
غراب البين وابو الحصين

لابد من الاعتراف ان الكاتب يفضل مشاهدة البرامج المتعلقة بعالم الحيوان عبر الفضائيات الاجنبية لا من خلال المرئيات العربيةاللاقطة في معظمها لبث الصور واللقاءات الساقطة المنفرة للنفوس والعقول في عمليات جلد للمعرفة والكرامة الانسانية والحياء
والكاتب في تفضيله تلك المشاهدة المبرمجة لعالم الحيوان عن رؤية عالم الانسان على الارض اوعبر القنوات الهوائية حيث ان الحيوان هو اصل الانسان حسب النظريات التطورية املا ان لا يغضب هذا الافتراض اهل الدين من المشايخ والفقهاء الذي يكن الكاتب لقليل منهم الاحترام متمنيا ان لا يفتي البعض الاخر منهم بجلده وتعزيره وبترحيله الى بلاد الصين والتنين فان كان ذلك كذلك فمن حقه المطالبة بمن يفتي باهلية الذين افتوا به ومدى صلاحيتهم للفتوى وهكذا حتى بلوغ راس الهرم الذي لا يقوى احد على الافتاء به او الافتراء عليه
فان كان الحيوان اصل الانسان نظريا او افتراضيا فاوجه الشبه مشتركة بينهما ومتقاربة جدا في احوال اخرى خصوصا الحيوانات المجترة منها وبعض اللاحمة والطيور ولناخذ منها الغراب الذي ما هو الا طائر اسود اللون متوسط الحجم قبيح المنظر ينتمي الى فصيلة البومة الغنية عن التعريف وغالبا ما بعيش هذا الطائر في الغابات والادغال الموشة وفي الخرائب المهجورة وفي المغاور والكهوف المظلمة وعلى اغصان الاشجار المورقة الكثيفة ومنه من يشاطر الخفافيش في مبيتها وشاركها ليلا في السطو على اعشاش الطيور الصغيرة وعلى ثمار الاشجار وكثير من الناس فى القرى والارياف واطراف المدن يتشاءم من سماع نعيقه(قاق قاق) ويسمى عند بعضهم بذلك تبعا لصوته الصادر عنه ويتم ذلك عند مغيب الشمس او في اول الليل مما يوحي لسامعيه بان كارثة او مصيبة او رزية ستحل بهم عاجلا وغالبا ما يكون التحدث عن الموت فهو سيد الاحاديث وهذا الاعتقاد الموروث عند العامة مبعثه التطير والتخوف من الاصوات التي تصدر عن بغض الحيوانات والطيور كالذئاب والسلعوة والقطط والبوم والغربان وبعض انواع الخفافيش واحيانا يكون التشاؤم من اشكال تلك الحيوانات والطيور الرأسية ومن طباعها وحركاتها وعلى هذه القاعدة من الملاحظات ينعت الناس بعضهم بعضا بالقول هذا الرجل كالشعلب دهاء او كالثورتحملا وكالحمار صبرا او كالضبع والبغل خسة وغدرا وذاك الرجل كالاسد كبرياء وعظمة وكالفهد شجاعة وعدوا هذا عيناه كعيني قط او عقاب وهذه المرأة كالافعى وتلك كالنسرة او الهرة الى كثير من التوصيفات والمعنيون بعلم الفراسة واجدادنا كان لهم الباع الطويل فيه كما ان احفادهم باعا طويلا اخر لكن في التقحيص والتفصيص والتدليس وينقل عن اولئك الاجداد الكرام امتلاكهم لقدرة المعرفة التي قد تكون خارقةفي الكشف المسبق عن ماهية الانسان السلوكية وانتمائه السلالي من خلال الدوائر القبلية والعائلية وقد اثبتت الدراسات النفسية والدموية التي اجريت على الكثير من الاشخاص الذين خضعوا لعلم الفراسة من قبل اهل المعرفة التطابق لجهة تصديق علم الفراسة
اما ابو الحصين بعدما فرغنا من غراب البين فهو من فصيلة ابناء آوى وهو الثعلب الذي يوصف من اضعف الحيوانات ولكن اكثرها مكرا ودهاء وابرعها حيلة وغدرا غالبا ما يتخذ الاوكار الترابية والصخرية ملاذا له ويعيش فيها بحذر زائد ويقظة دائمة خشية من ان يكشف لاعداءه من البشر والحيوانات وابو الحصين لا يخرج من وكره الا بعد غروب الشمس للعواء ومهاجمة الدجاج في القرى والارياف ومن الصعب ايقاعه في شرك الصياديين لدهائه وحذره الشديدين
ما تقدم من توصيف موجز وشيق وبسيط لكل من الغراب وابو الحصين تعمد الكاتب ان يكون توصيفه ملائما لما يتوخاه من مقاله المطروح للقراء القلة ان وجدوا بهذا الزمن الاليم
السؤال المطروح بمرارة وايجاع من هما او لنقل من هم غربان البين وآباء الحصين من الحكام والمسؤلين والسياسيين واهل المذاهب والدين من العرب الذين اصابوا شعوبهم في مقاتلها وكرامتها وسيادتها ليمسوا على هذا الحال من التشرذم والتخلف والاندحار لتسطوا عليهم الذئاب الكاسرة والكلاب العاقرة والضباع الغادرة حتى الثعالب والعناكب والديدان اوجدت لها موقعا في الميدان
بعض المذاهب الدينية والعلمية تقول بالنسخ وبعضها يؤمن بالرسخ وكثيرها يعتقد بالمسخ وقليلها يعلل بالفسخ فالنسخ هو التجديد او التقمص بتسمية واحدة من الطوائف الاسلامية التي تحتاج الى حاسوب آلي عدها وحصرها وتلك الطائفة منتشرة في بلا د الشام الجغرافية والتاريخية أي سوريا الطبيعية يضاف اليها العراق ليصبح اسمها الهلال الخصيب ونجمته جزيرة قبرص بمفهوم الحزب السوري القومي الاجتماعي الذي يرى الكاتب صوابية في مبادئه والنسخ أي التقمص يعني انتقال الروح من جسد فان الى جسد ولد توا دون أي فاصل زمني او مادي معيق اما المسخ فه انتقال الروح من الاعلى للادنى كالقوله تعالى ( وجعل منهم القردة والخنازير) وهو مسخ معنوي كما اعتقد اما الفسخ فهو انتقال الروح من الانسان الى النبات ومنا الشوك التي تنمو من غير اعتنا ء على قاعدة لمقولة ان النبت الصالح ينمو بالعناية اما الشوك ينمو بالاهمال لا تأكله الا الابل ولاضرام النار اما الرسخ يعني انتقال الروح الى المعادن لتصهر بشديد النار لتصنع منها الادوات التي يستعملها الناس
اننا نستميح القراء لاستعمال كلمات التلميح عن التوضيح في بعض العبارات لكي لا تؤخذ كلماتهه الموضحة على غير موضعها وتفسيرها بما قد يخرج عن مهيع الموضوع في وقت نحتاج فيه جميعا ومن غير تفرد او استثناء او ادعاء التمايز المكذوب الى قدر ولو قليل من التقارب ونبذ الخلافات وتحكيم العقل والمواطنة في اتخاذ القرارات المصيرية بعيدا عن الغوغائية والطائفية وصخب الشارع التي ابتلينا بها شر ابتلاء
وبالمجيء الموضوعي على سطور الانتهاء من الكلام الممكن والمباح بالاستطاعة الحديث بالحروف الممزوجة بسواد المداد وحمرة الدم للقول ما اكثر الارواح البشرية الشريرة التي اسقطها الرحمن من العلياء لمسخها في اجساد طيور او حيوانات شريرة وعدوانية واصحابها احياء يعيشون بيننا
باثواب التقاة والحملان وقلوبهم مليئة بالاحقاد ونفوسهم لا تنتشي الا بروائح دماء قتلاهم من مواطنيهم كبعض الحكام العرب وقد وصلت بهم سؤ الاحوال الى التحكم بحياة ومصير شعوبهم حتى الدواب والطيور لم تفلت من عقابهم وهنا نعود لطرح السؤال الموجع على انفسنا مرة اخرى من هم غربان البوم والحصاينة من حكامنا ومسؤلينا وسياسينا واهل الدين والمذاهب فينا
الجواب كامن في السؤال ولا يحتاج الى مستشار اسنانه كالمنشار ولا الى خبير بطنه كالزير والمستعان بالله من شر انفسنااولا قبل حكامنا واولي الامر ببلادنا التي تعاني الانقسام والفتن وظلم الحكام وتمسكهم بالكرسي والصولجان على اجساد شعوبهم ودمار اوطانهم كما هو الحال الآن ومن قديم الزمان

فيصل حامد
كاتب وناقد صحفي سوري (مقيم) بالكويت
Alzawabia34@hotmail