من يصوغ رؤيته في قالب مذهبي سيؤول إلى زوال بقلم:هشام سالم
تاريخ النشر : 2011-04-07
بعد إغلاق جمعية الباقيات الصالحات بحجة التشيع.. وردا على ما تناقلته وسائل إعلام محلية..
هشام سالم يكتب: من يصوغ رؤيته في قالب مذهبي سيؤول إلى زوال *

بسم الله والصلاة والسلام على محمد النبي الأمي وآله الأطهار وصحبه الأبرار، وبعد: كَثُر في الآونة الأخيرة الحديث عن تيارات مذهبية متشيعة تعلن ظهورها في قطاع غزة تارة والضفة تارة أخرى، وتؤْثر بعض الوكالات إعطاء هذه القضية صدارة صفحاتها الإلكترونية رغبةً منها في الظهور بدور بطولة السّبق الصحافي.
نحن في جمعية الصالحات الباقيات نحمل في قلوبنا هما كبيرا ألا وهو خدمة شعبنا الكادح بكل شرائحه الاجتماعية، وننظر بعين الواجب والمسؤولية اتجاه هذا المجتمع ونتعامل مع جميع الأيادي البيضاء الممتدة لتعزيز صمود المستضعفين في فلسطين، وتعامُلنا كجمعية خيرية مع الإخوة الكرام في اللجنة الشعبية الإيرانية ومؤسسة الشهيد كان منذ عدة سنوات، وقد قمنا بتنفيذ عديد من المشاريع التي تهدف إلى تعزيز صمود ومقاومة شعبنا في وجه الكيان الصهيوني الظالم، وكانت مشاريعنا طوال سنين الانتفاضة ظاهرة وبارزة للعلن وبنشاط اجتماعي إنساني بحت.
و"الباقيات الصالحات" نفذت عدة مشاريع بدعم من الجمهورية الإسلامية الإيرانية، منها: مشاريع "إغاثية".. مثل توزيع المساعدات النقدية والعينية والحقائب المدرسية على العائلات المحتاجة، ومنها مشاريع "خدماتية" مقدمة لعدة شرائح من أبناء شعبنا الفلسطيني، وهناك أيضًا عدة مشاريع تخدم ضحايا وجرحى الإحتلال الصهيوني بالمساهمة في إرسالهم للعلاج في الخارج..

******

قد يرى البعض أن ارتباط مؤسسات العمل الخيري بإيران يعتبر مدعاة للتشيع، بينما في تقديري أرى أن علاقة الجمهورية الإسلامية بالقضية الفلسطينية تقوم على أساس أن إيران تنظر لقضية فلسطين على أنها قضية المسلمين الأولى، وباعتبار أنها التي يجب أن تُصب الجهود في سبيلها وتتكاتف لعيونها الأيادي، ويجب أن يعطى لها الأولوية على جميع القضايا الأخرى؛ لذلك فإننا نرى أن الجمهوية الإسلامية كانت وما زالت تقف إلى جانب المقاومة الفلسطينية وذلك عبر دعمها المتواصل للشعب الفلسطيني ماديا ومعنويا وسياسيا، وعلاقتنا بالجمهورية الإسلامية تقوم على هذا الأساس فقط.
وأؤكد بكل صدق بأن هذا الجانب لا يطرح من جهتنا أو من طرف الإيرانيين إطلاقًا، ونحن لا نقبل ذلك؛ لأننا ننظر بعين الوعي والإدراك الكامل لضرورة الوحدة الإسلامية، وبأن الطائفية المقيتة التي أعْيت أهلها ليس لها في عرف دين الله موطأ قدم، وأن من يصوغ رؤيته وأهدافه في قالب مذهبي طائفي سيؤول مآله إلى الزوال.. فالمستقبل لهذه الأمة.. الأمة الموحدة المؤمنة الملتصقة بدستور ربها وشرائع دينها، ونحن نتعامل مع الجميع بروح الوحدة ومن منطق الآية الكريمة: (إن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاعبدون)"..
وفيما يتعلق بما نشر على الإعلام فقد راجعت المعنيين في مكتب الوكالة الفرنسية ويبدو أن لبسا طرأ في التعاطي مع كلامي لهم، وهذا كلام منافٍ لقناعتي وقد اعتذر لي مراسلو الوكالة الفرنسية في اتصال هاتفي عن هذا الخطأ، لكنني استغربت من توظيف الوكالات المحلية السيء لهذا الخبر ومحْورته وكأنه مشكلة كبيرة وتتعلق بحركة حماس، ونقل أقوال لأحمد يوسف -مستشار رئيس الوزراء- سابقة لتاريخ هذا التقرير بأشهر أو سنوات على ما أذكر، فهذه آلية "تحوير ممنهجة" هدفها البلبلة"..
وأؤكد: نحن نعتبر أن المستقبل هو للإسلام والمسلمين جميعهم: عربهم وعجمهم، سنتهم وشيعتهم، ونرفض بصورة مطلقة الحديث عن الطائفية والمذهبية التي لا تخدم إلا أعداء هذه الأمة، ولا تتناسب أبدا وقضيتنا الفلسطينية المقاومة.
ولا أتصور بأن هناك إنسانا يمتلك أدنى أدوات الوعي والإدراك يمكن أن يصدر عنه ما يكون مدعاة للتشتت والفرقة..
نحن نعتبر أن المسلمين جميعهم -وبالذات أهل السنة والجماعة- في المقاومة الفلسطينية ناضلوا وقدموا التضحيات الجسام على مذبح الحرية والكرامة، ولا يملك أحد أيّا كان أن يجحف هذه المسيرة الطاهرة من الدم.. حقها وتاريخها وعطاءها..
وأقول: المرحلة القادمة هي مرحلة التحرير الكبرى لفلسطين وهي بحاجة إلى حشد جميع جهود القوة المسلمة في كل بقاع الأرض..

* مدير جمعية الباقيات الصالحات/ قطاع غزة